الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وخمسين ومائة
فيها ألحّ المهديّ على وليّ العهد عيسى بن موسى بكل ممكن، وبالرّغبة والرّهبة في خلع نفسه ليولّي العهد لولده موسى الهادي، فأجاب خوفا على نفسه، فأعطاه المهديّ عشرة آلاف درهم وإقطاعات.
وفيها بنى المهديّ مسجد الرّصافة، وأعتق الخيزران وتزوّجها.
وفيها توفي الإمام أبو الحارث محمّد بن عبد الرّحمن بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب هشام بن شعبة القرشيّ العامريّ المدنيّ الفقيه، ومولده سنة ثمان. روى عن عكرمة، ونافع، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: كان يشبّه بسعيد بن المسيّب، وما خلّف مثله.
كان أفضل من مالك، إلّا أنّ مالكا أشدّ تنقية للرّجال.
وقال الواقديّ: كان ابن أبي ذئب يصلّي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، فلو قيل له: إن القيامة تقوم غدا ما كان فيه مزيد من الاجتهاد.
وقال أخوه: إنه كان يصوم يوما ويفطر يوما، ثم سرده، وكان شديد الحال، يتعشّى بالخبز والزّيت، وكان من رجال العالم صرامة وقولا بالحقّ.
وكان يحفظ حديثه، لم يكن له كتاب.
وقال أحمد: دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر- يعني المنصور- فلم
يهله [1] أن قال له: الظلم ببابك فاش، وأبو جعفر أبو جعفر.
حيّاه يوما المنصور فلم يقم له، فقيل له: لا تقوم لأمير المؤمنين؟
فقال: إنما يقوم النّاس لربّ العالمين.
وفيها عبد العزيز بن أبي روّاد [بمكّة][2] روى عن عكرمة، وسالم وطائفة، وخرّج له الأربعة.
قال في «المغني» [3] : عبد العزيز بن أبي روّاد [ميمون][4] ، صالح الحديث، ضعّفه ابن الجنيد.
وقال ابن حبّان: روى عن نافع، عن ابن عمر نسخة موضوعة. انتهى.
وقال في «العبر» [5] : توفي بمكّة. روى عن عكرمة، وسالم، وطائفة.
قال ابن المبارك: كان من أعبد النّاس.
وقال غيره: كان مرجئا. انتهى.
وقال ابن الأهدل: رأت امرأة بمكّة الحور العين حول الكعبة كهيئة العرس، فقالت: ما هذا؟ فقيل: زواج عبد العزيز، فانتبهت فإذا هو مات.
وفيها عكرمة بن عمّار اليماميّ [6] روى عن طاووس وجماعة، وخرّج له الأربعة، ومسلم.
[1] في «العبر» للذهبي (1/ 231) : «فلم يؤهله» وهو خطأ، وفي «تهذيب التهذيب» لابن حجر (9/ 306) :«فلم يهبه» : أي فلم يخف منه.
[2]
لفظة «مكة» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[3]
(2/ 397) .
[4]
زيادة من «المغني» .
[5]
(1/ 232) .
[6]
في الأصل: «اليماني» وهو تحريف، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
قال ابن الأثير: اليمامي: هذه النسبة إلى اليمامة، وهي مدينة بالبادية من بلاد العوالي
قال عاصم بن علي: كان مستجاب الدّعوة، وآخر من روى عنه يزيد بن عبد الله اليمامي شيخ ابن ماجة.
قال في «المغني» [1] : صدوق مشهور.
قال القطّان: أحاديثه عن يحيى بن أبي كثير ضعيفة.
وقال أحمد: ضعيف الحديث.
ووثّقه ابن معين وغيره.
وقال الحاكم: أكثر مسلم الاستشهاد به.
وقال البخاريّ: لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه. انتهى كلام «المغني» .
وعمّار بن رزيق الضّبيّ الكوفيّ. روى عن منصور، والأعمش، وكان كبير القدر، عالما خيّرا.
قال أبو أحمد الزّبيريّ [2] : لبعضهم: لو كنت اختلفت إلى عمّار لكفاك أهل الدّنيا.
وفيها عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب المدنيّ، ولقبه رباح. روى عن أبيه، وعن سعيد بن المسيّب، وهو أكبر شيخ للقعنبيّ.
وفي أولها مالك بن مغول البجليّ الكوفيّ. روى عن الشّعبيّ وطبقته، وكان كثير الحديث ثقة حجّة.
أكثر أهلها بنو حنيفة، وبها تنبأ مسيلمة الكذاب. انظر «اللباب في تهذيب الأنساب» (3/ 417) .
[1]
(2/ 438) .
[2]
في الأصل، والمطبوع:«الزيتوني» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» (1/ 232) وقد ذكر المؤلف نسبته على الصواب في ترجمته التي سترد في أول المجلد الثالث إن شاء الله تعالى.
قال ابن عيينة: قال له رجل: اتق الله، فوضع خدّه بالأرض.
وفيها يونس بن أبي إسحاق السّبيعيّ عن سنّ عالية. روى عن أنس وكبار التابعين، وكان صدوقا كثير الحديث.
قال عبد الرّحمن بن مهدي، وغيره: لم يكن به بأس.
وفيها أمير خراسان حميد بن قحطبة بن شبيب الطّائيّ، وقد ولي أيضا الجزيرة ومصر.