الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع عشرة وأربعمائة
فيها توفي قاضي العراق ابن أبي الشوارب، أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العبّاس [بن محمد][1] بن عبد الملك بن أبي الشوارب الأموي [2] .
قال الخطيب: كان نزها عفيفا، سمع من عبد الباقي بن قانع، ولم يحدّث، وعاش ثمانيا وثمانين سنة، وقد ولي القضاء أربعة وعشرون نفسا من أولاد محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، منهم ثمانية ولّوا قضاء القضاة، هذا آخرهم.
وفيها أبو العلاء، صاعد بن الحسن الرّبعي البغدادي [3] اللّغوي الأديب، نزل الأندلس، وصنّف الكتب، وروى عن أبي بكر القطعي وطائفة.
قال ابن بشكوال: كان يتّهم بالكذب.
وقال ابن خلّكان: صاعد بن الحسن بن عيسى الرّبعي البغدادي
[1] ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» و «العبر» .
[2]
انظر «تاريخ بغداد» (5/ 47- 48) و «العبر» (3/ 126) .
[3]
انظر «تاريخ بغداد» (9/ 344- 345) و «وفيات الأعيان» (2/ 488- 489) - وما بين حاصرتين في النص منه- و «العبر» (3/ 126- 127) .
اللّغوي، صاحب كتاب «الفصوص» روى بالمشرق عن أبي سعيد [1] السّيرافي، وأبي علي الفارسي، وأبي سليمان الخطابي، ودخل الأندلس في أيام هشام بن الحكم، وولاية المنصور بن [أبي] عامر، في حدود ثمانين وثلاثمائة. وأصله من بلاد الموصل، ودخل بغداد، وكان عالما باللغة والأدب والأخبار، وسريع الجواب، حسن الشعر، طيب المعاشرة، [ممتعا] ، فأكرمه المنصور وزاد في الإحسان إليه والإفضال عليه، وكان مع ذلك محسنا للسؤال، حاذقا في استخراج الأموال، وجمع كتاب «الفصوص» نحا فيه منحى القالي في «أماليه» وأثابه عليه خمسة آلاف دينار، وكان يتّهم بالكذب في نقله، فلهذا رفض الناس كتابه.
ولما دخل مدينة دانية وحضر مجلس الموفق مجاهد بن عبد الله العامري أمير [2] البلد، وكان في المجلس أديب [3] يقال له بشار، وكان أعمى فقال [4] : يا أبا العلاء، فقال: لبّيك، فقال: ما الجرنفل في كلام العرب فعرف أبو العلاء أنه وضع هذه الكلمة وليس لها أصل في اللغة، فقال له بعد أن أطرق ساعة، هو الذي يفعل بنساء العميان ولا يفعل بغيرهنّ، ولا يكون الجرنفل جرنفلا حتّى لا يتعداهنّ إلى غيرهنّ، فخجل بشار [وانكسر] ، وضحك من كان [حاضرا][5] ، وتوفي صاعد بصقلية، ولما ظهر للمنصور كذبه في النقل وعدم تثبته، رمى كتاب «الفصوص» في البحر [6]، لأنه قيل له: جميع ما فيه لا صحة له، فعمل فيه بعض شعراء عصره:
[1] في «آ» عن «سعيد» وأثبت ما في «ط» وهو الصواب.
[2]
في «آ» و «ط» : «أمين» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[3]
في «آ» : «لبيب» وأثبت ما في «ط» وهو موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[4]
لفظة «فقال» سقطت من «ط» .
[5]
لفظة «حاضرا» سقطت من «آ» .
[6]
في «وفيات الأعيان» : «في النهر» .
قد غاص في البحر كتاب الفصوص
…
وهكذا كلّ ثقيل يغوص
فلما سمع صاعد هذا البيت أنشد:
عاد إلى عنصره إنما
…
يخرج من قعر البحور الفصوص
وله أخبار كثيرة في الامتحان. انتهى ملخصا.
وفيها أبو بكر القفّال المروزي [1] ، [عبد الله بن][2] أحمد، شيخ الشافعية بخراسان، صار إمام الخراسانيين، كما أن القفّال الكبير الشاشي شيخ طريقة العراقيين، لكن المروزي أكثر ذكرا في كتب الفقه، ويذكر مطلقا، وإذا ذكر الكبير قيّد بالشاشي.
قال ابن قاضي شهبة: عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، الإمام الجليل، أبو بكر القفّال الصغير، شيخ طريقة خراسان، وإنما قيل له:
القفّال، لأنه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره، وبرع في صناعتها، حتّى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه، وزن أربع حبّات، فلما كان ابن ثلاثين سنة، أحسّ من نفسه ذكاء، فأقبل على الفقه، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره، وصار إماما يقتدى به فيه، وتفقّه عليه خلق من أهل خراسان، وسمع الحديث، وحدّث وأملى.
قال الفقيه ناصر العمري: لم يكن في زمان أبي بكر القفّال أفقه منه، ولا يكون بعده مثله، وكنّا نقول: إنه ملك في صورة إنسان.
وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في «أماليه» أبو بكر القفّال وحيد زمانه، فقها، وحفظا، وورعا، وزهدا، وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره من
[1] انظر «العبر» (3/ 126- 127) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 405- 408) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 175- 176) و «غربال الزمان» ص (348) .
[2]
ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
أهل عصره، وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي، التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقا. رحل إليه الفقهاء من البلاد، وتخرّج به أئمة.
وذكر القاضي الحسين: أن أبا بكر القفّال كان في كثير من الأوقات يقع عليه البكاء في الدرس، ثم يرفع رأسه ويقول [1] : ما أغفلنا عما يراد بنا.
وقال الشيخ أبو محمد: أخرج القفّال يده، فإذا على كفّه آثار، فقال:
هذا آثار عملي في ابتداء شبيبتي، وكان مصابا بإحدى عينيه. انتهى ما أورده ابن شهبة ملخّصا.
وفيها الحافظ أبو حازم عمر [2] بن أحمد المسعودي الهذلي النيسابوري الأعرج [3] يوم عيد الفطر، وكان صدوقا، كتب عن عشرة أنفس عشرة آلاف جزء. قاله ابن الأهدل.
وقال الخطيب: كان ثقة، صادقا، حافظا، عارفا. انتهى.
وفيها أبو محمد السّكّري عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار البغداديّ [4] صدوق مشهور. روى عن إسماعيل الصفّار وجماعة، وتوفي في صفر.
وفيها أبو الحسن الحمّامي، مقرئ العراق، علي بن أحمد بن عمر البغدادي [5] . قرأ القراءات على النقّاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وبكّار، وزيد بن أبي بلال، وطائفة، وبرع فيها، وسمع من عثمان بن السّماك
[1] في «ط» : «فيقول» .
[2]
في «آ» و «ط» : «عمرو» والتصحيح من المصادر المذكورة في التعليق التالي.
[3]
انظر «تاريخ بغداد» (11/ 272- 273) و «العبر» (3/ 127) و «غربال الزمان» ص (348) .
[4]
انظر «تاريخ بغداد» (10/ 199) و «العبر» (3/ 127) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 386- 387) .
[5]
انظر «العبر» (3/ 127) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 402- 403) .
وطبقته، وانتهى إليه علو الإسناد في القرآن، وعاش تسعا وثمانين سنة، وتوفي في شعبان.
وفيها أبو حفص العكبري [1] ، عمر بن أحمد بن عثمان البزاز. روى عن محمد بن يحيى الطائي وجماعة، وعاش سبعا وتسعين سنة، ووثّقه الخطيب.
وفيها أبو نصر بن الجندي، محمد بن أحمد بن هارون الغسّاني الدمشقي [2] ، إمام الجامع [3] ، ونائب الحكم، ومحدّث البلد، روى عن خيثمة، وعلي بن أبي العقب، وجماعة.
قال الكتّاني: كان ثقة مأمونا، توفي في صفر.
[1] انظر «العبر» (3/ 128) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 360- 361) .
[2]
انظر «العبر» (3/ 128) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 400- 401) .
[3]
يعني جامع بني أمية بدمشق.