الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
فيها توفي أبو علي البغدادي، والحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي، مصنّف «الروضة في القراءات العشر» .
وفيها أبو محمد الجويني [1]- نسبة إلى جوين، ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، تشتمل على قرى كثيرة- عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيّويه- بمثناتين تحت أولاهما مضمومة مشددة والثانية مفتوحة- شيخ الشافعية، ووالد إمام الحرمين.
قال ابن شهبة في «طبقاته» [2] : كان يلقب ركن الإسلام، أصله من قبيلة من العرب. قرأ الأدب بناحية جوين على والده، والفقه على أبي يعقوب الأبيوردي، ثم خرج إلى نيسابور، فلازم أبو الطيب الصّعلوكي، ثم رحل إلى مرو لقصده القفّال، فلازمه حتّى برع عليه خلافا ومذهبا، وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتدريس والفتوى، وكان إماما في التفسير، والفقه، والأدب، مجتهدا في العبادة، ورعا مهيبا، صاحب جدّ ووقار.
قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصّابوني: لو كان الشيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنقلت إلينا أوصافه، وافتخروا به.
[1] انظر «وفيات الأعيان» (3/ 47- 48) و «العبر» (3/ 190) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 617- 618) .
[2]
انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 211- 212) .
وقال أبو سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري صاحب «الرسالة» :
إن المحقّقين من أصحابنا يعتقدون فيه من الكمال، أنه لو جاز أن يبعث الله تعالى نبيّا في عصره لما كان إلّا هو. توفي بنيسابور في ذي القعدة.
قال الحافظ أبو صالح المؤذن: غسلته، فلما لففته في الأكفان، رأيت يده اليمنى إلى الإبط منيرة كلون القمر، فتحيرت وقلت: هذه بركة فتاويه، وصنّف تفسيرا كبيرا يشتمل على عشرة أنواع من العلوم، في كل آية، وله «تعليقة» في الفقيه متوسطة، و «الفروق» مجلد ضخم و «السلسلة» مجلد، وكتاب «المختصر» وهو «مختصر مختصر المزني» وكتاب «التبصرة» مجلد لطيف، غالبه في العبادات، وغير ذلك. انتهى كلام ابن شهبة.
وقال الإسنوي [1] : وكان له أخ فاضل، يقال له: أبو الحسن [2] علي، رحل وسمع الكثير، وعقد له مجلس الإملاء بخراسان، وكان يعرف بشيخ الحجاز، غلب عليه التصوف، وصنّف فيه كتابا حسنا، سمّاه «كتاب السلوة» مات في ذي القعدة، سنة ثلاث وستين وأربعمائة. انتهى.
[1] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (1/ 340) .
[2]
كذا في كتابنا و «اللباب» (1/ 351)«أبو الحسن» وفي «طبقات الشافعية» للإسنوي: «أبو الحسين» .