الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسعين وأربعمائة
فيها قتل أرسلان أرغون بن السلطان ألب أرسلان السلجوقي، صاحب مرو، وبلخ، ونيسابور، وترمذ، وكان جبّارا عنيدا، قتله غلام له، وكان بركياروق قد جهز الجيش مع أخيه سنجر لقتال عمّه أرغون، فبلغهم قتله بالدامغان، فلحقهم بركياروق، فتسلم نيسابور وغيرها بلا قتال، ثم تسلم بلخ، وخطبوا له بسمرقند، ودانت له الممالك، واستخلف سنجر على خراسان، وكان حدثا، فرتب في خدمته من يسوس المملكة، واستعمل على خوارزم محمد بن أفشتكين [1] مولى الأمير ميكائيل السلجوقي، ولقبه خوارزم شاه، وكان عدلا، محبا للعلماء، وولي بعده ابنه أتسز [2] .
وفيها توفي أبو يعلى العبدي، أحمد بن محمد، من ذرية الحسن البصري، ويعرف بابن الصوّاف، شيخ مالكية العراق، وله تسعون سنة. تفقه على القاضي علي بن هارون، وحدّث عن البرقاني وطائفة، وكان علّامة، زاهدا، مجتهدا في العبادة، عارفا بالحديث.
قال بعضهم: كان إماما في عشرة أنواع من العلوم، توفي في رمضان بالبصرة.
[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «محمد بن أتستكين» والتصحيح من «العبر» (3/ 329) وانظر «الكامل في التاريخ» (10/ 267) .
[2]
تحرف في «آ» و «ط» إلى «أسر» والتصحيح من «العبر» (3/ 329) وانظر «الكامل في التاريخ» لابن الأثير (11/ 209) .
وفيها الحسن بن أحمد بن محمد بن القاسم بن [1] جعفر القاسمي، أبو محمد السمرقندي، قوّام السنّة. كان إماما، حافظا، جليلا، رحّالا، ثقة، نبيلا، ومن مصنفاته «بحر الأسانيد في صحاح المسانيد» يشتمل على مائة ألف من الأخبار، وهو في ثمانمائة جزء كبار. قاله ابن ناصر الدّين [2] .
وفيها أبو نصر [3] السمسار، عبد الرحمن بن محمد الأصبهاني، توفي في المحرم، وهو آخر من حدّث عن محمد بن إبراهيم الجرجاني.
وفيها أبو الفتح عبدوس بن عبيد الله بن محمد بن عبدوس، رئيس همذان ومحدّثها. أجاز له أبو بكر بن لال، وسمع من محمد بن أحمد بن حمدويه الطّوسي، والحسين بن فتحويه، مات في جمادى الآخرة، عن خمس وتسعين سنة. وروى عنه أبو زرعة.
وفيها الفقيه نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود، أبو الفتح المقدسي النابلسي الزاهد، شيخ الشافعية بالشام، وصاحب التصانيف. كان إماما، علّامة، مفتيا، محدّثا، حافظا، زاهدا، متبتلا، ورعا، كبير القدر، عديم النظير. سمع بدمشق من عبد الرحمن بن الطّبيز، وأبي الحسن السمسار، وطائفة، وبغزة من أبي جعفر الميماسي [4] ، وبآمد، وصور، والقدس، وأملى وصنّف، وكان يقتات من غلة تحمل إليه من أرض له بنابلس، وهو بدمشق، فيخبز له كل ليلة قرص في جانب الكانون، وعاش أكثر من ثمانين سنة، وتوفي يوم عاشوراء. قاله في «العبر» [5] .
[1] لفظة «ابن» سقطت من «آ» .
[2]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (156/ آ) .
[3]
في «ط» : «أبو نضر» وهو خطأ.
[4]
في «آ» و «ط» : «الميماشي» والتصحيح من «العبر» مصدر المؤلف.
[5]
(3/ 331) .
وقال ابن شهبة [1] : تفقه على سليم بن أيوب الرازي، وصحبه بصور أربع سنين، وعلّق عنه تعليقه- قال الذهبي في ثلاثمائة جزء- وسمع الحديث الكثير وأملى وحدّث. أقام بالقدس مدة طويلة، ثم قدم دمشق سنة ثمانين فسكنها وعظم شأنه، مع العبادة، والزهد الصادق، والورع، والعلم، والعمل.
قال الحافظ ابن عساكر: لم يقبل من أحد صلة بدمشق، قال: وحكى بعض أهل العلم قال: صحبت إمام الحرمين، ثم صحبت الشيخ أبا إسحاق، فرأيت طريقته أحسن طريقة، ثم صحبت الشيخ نصر، فرأيت طريقته أحسن منها.
ولما قدم الغزالي دمشق اجتمع به واستفاد منه، وتفقه به جماعة من دمشق وغيرها، ودفن بباب الصغير، وقبره ظاهر يزار.
قال النووي [2] : سمعنا الشيوخ يقولون: الدعاء عند قبره يوم السبت مستجاب.
ومن تصانيفه «التهذيب» و «التقريب» وكتاب «المقصود» له وهو أحكام مجردة وكتاب «الكافي» وله شرح متوسط على كتاب «الإشارة» لشيخه سليم، وله كتاب «الحجّة على تارك المحجّة» وغير ذلك، رحمه الله.
وفيها أبو القاسم يحيى بن أحمد السّيبي [3] القصري، المقرئ ببغداد، وله مائة وسنتان، قرأ القرآن على أبي الحسن الحمّامي، وسمع أبا
[1] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 302- 303) .
[2]
انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (2/ 126) .
[3]
في «آ» و «ط» : «السبتي» وهو خطأ، والتصحيح من «الأنساب» (7/ 216) و «العبر» (3/ 332) .
الحسن بن الصّلت، وأبا الحسين بن بشران، وجماعة، وختم عليه خلق، وكان خيّرا، ثقة، توفي في ربيع الآخر، وكان يمشي ويتصرف في مصالحه في هذا السنّ.