الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة سبع وتسعين وأربعمائة
فيها أخذت الفرنج جبيل [1] صلحا، ونكثوا وأخذوا عكّا بالسيف، وهرب متولّيها زهر الدولة بنا الجيوشي [2] ، وهرب في البحر، ونزلت [3] الفرنج حرّان، فالتقاهم سقمان [4] ومعه عشرة آلاف، فانهزموا وتبعهم الفرنج فرسخين، ثم نزل النصر، وكبّر المسلمون، فقتلوهم كيف شاءوا، وكان فتحا عظيما.
وفيها توفي أبو ياسر أحمد بن بندار البقال، أخو ثابت. روى عن بشرى الفاتني وطائفة، ومات في رجب. قاله في «العبر» [5] .
وفيها أبو بكر الطّريثيثي- بضم المهملة أوله، وفتح الراء وسكون التحتية، ومثلثتين، بينهما تحتية، نسبة إلى طريثيث، ناحية بنيسابور- أحمد بن علي بن حسين بن زكريا، ويعرف بابن زهراء [6] الصّوفي البغدادي،
[1] في «آ» و «ط» : «جبل» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» (3/ 347) وجبيل تصغير جبل، بلدة مشهورة شرقي بيروت. انظر «معجم البلدان» (2/ 109) .
[2]
في «آ» و «ط» : «ابن الجيوشي» والتصحيح من «العبر» (3/ 347) وانظر «الكامل في التاريخ» (10/ 373) .
[3]
في «العبر» : «ونازلت» .
[4]
ويقال له أيضا: سكمان. انظر التعليق على «العبر» (3/ 347) .
[5]
(3/ 348) .
[6]
في «آ» و «ط» : «ابن زهر» وفي «العبر» : «ابن زهيرا» والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (19/ 160) و «الوافي بالوفيات» (7/ 202) .
من أعيان الصوفية ومشاهيرهم. روى عن أبي الفضل القطّان، واللالكائي، وطائفة، وهو ضعيف، عاش ستا وثمانين سنة.
وفيها أبو علي الجاجرمي- بفتح الجيمين وسكون الراء، نسبة إلى جاجرم، بلد بين نيسابور وجرجان- إسماعيل بن علي النيسابوري، الزاهد، القدوة، الواعظ، وله إحدى وتسعون سنة. روى عن عبد الله بن باكويه وعدة.
قال السخاوي: حضر درس زين الإسلام القشيري وخدمه مدة، ثم اشتغل بالعزلة، وكان يجلس في الأسبوع يوما للتذكير.
قال إسماعيل: كان والدي دعا بمكة اللهمّ ارزقني ولدا لا يكون وصيا، ولا صاحب وقف، ولا قاضيا، ولا خطيبا. قال: فقلت له: يا أبت، وما للخطيب؟ قال: يا بني أليس يدعو للظلمة.
وتوفي إسماعيل في عصر يوم الخميس ثامن عشر المحرم، وصلّي عليه يوم الجمعة العصر تاسع عشرة، ودفن في مشهد الإمام محمد بن خزيمة.
وفيها دقاق، شمس الملوك أبو نصر بن تاج الدولة تتش بن السلطان ألب أرسلان السّلجوقي، صاحب دمشق، ولي دمشق بعد أبيه عشر سنين، ومرض مدة، ومات في رمضان، وقيل: سمّوه في عنب، ودفن بخانكاه الطواويس.
وفيها أبو عبد الله بن البسري، الحسين بن علي بن أحمد بن محمد البندار [البغدادي][1] توفي في جمادى الآخرة وله ثمان وثمانون سنة.
قال السّلفي: لم يرو لنا عن عبد الله بن يحيى السّكّريّ سواه.
[1] زيادة من «العبر» (3/ 349) مصدر المؤلف.
وفيها أبو ياسر الطباخ، طاهر بن أسد الشيرازي ثم البغدادي المواقيتي. روى عن عبد الملك بن بشران وغيره، وتوفي في رجب.
وفيها أحمد بن بشرويه الأصبهاني. كان صالحا من الأعيان.
قال ابن ناصر الدّين في «بديعته» :
وأحمد بن بشرويه صالح
…
ذا الأصبهاني زانه تصافح
وفيها أبو مسلم السّمناني عبد الرحمن بن عمر، شيخ بغدادي. روى عن أبي علي بن شاذان، ومات في المحرم.
وفيها أبو الخطّاب بن الجرّاح، علي بن عبد الرحمن بن هارون البغدادي الشافعي، المقرئ الكاتب الرئيس. روى عن عبد الملك بن بشران، وكان لغوي زمانه له منظومة في القراءات، توفي في ذي الحجة، وقد قارب التسعين.
وفيها أبو مكتوم، عيسى بن الحافظ أبي ذرّ عبد الرحمن بن أحمد الهروي ثم السّروي الحجازي.
ولد سنة خمس عشرة بسراة بني شبابة، وروى عن أبيه «صحيح البخاري» وعن أبي عبد الله الصنعاني جملة من تآليف عبد الرزاق.
وفيها أبو منصور الخياط محمد بن أحمد بن عبد الرزاق، الشيرازي الأصل، البغدادي الصّفّار، الحنبلي المقرئ الزاهد.
ولد سنة إحدى وأربعمائة في شوال- أو في ذي القعدة- وقرأ القرآن [1] على أبي نصر أحمد بن عبد الوهاب بن مسرور وغيره، وسمع الحديث في
[1] في «آ» و «ط» : «القراءات» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .
كبره [1] من أبي القاسم بن بشران، وأبي منصور بن السوّاق وغيرهما.
وتفقه على القاضي أبي يعلى، وصنّف كتاب «المهذب في القراءات» وروى الحديث الكثير.
وروى عنه سبطه أبو محمد عبد الله بن علي المقرئ، وأخوه أبو عبد الله بن الحسين، وابن الأنماطي، وابن ناصر السّلفي، وغيرهم.
وكان إماما بمسجد ابن جردة ببغداد، بحريم دار الخلافة. اعتكف فيه مدة طويلة يعلّم العميان القرآن لوجه الله تعالى، ويسأل لهم، وينفق عليهم، فختم عليه القرآن خلق كثير، حتى بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العميان سبعين ألفا.
قال ابن النجار: هكذا رأيته بخط أبي نصر اليونارتي الحافظ، وقد زعم بعض الناس أن هذا كلام مستحيل، وأنه من سبق القلم، وإنما أراد سبعين نفسا، وهذا كلام ساقط، فإن أبا منصور قد تواتر عنه إقراء الخلق الكثير في السنين الطويلة.
قال ابن الجوزي: أقرأ الخلق السنين الطويلة، وختم عليه القرآن ألوف من الناس.
وقال القاضي أبو الحسين: أقرأ بضعا وستين سنة، ولقن أمما، وهذا موافق لما قاله أبو نصر. وهذا أمر مشهور عن أبي منصور.
قال ابن الجوزي: كان أبو منصور من كبار الصالحين الزاهدين المتعبدين، كان له ورد بين العشاءين، يقرأ فيه سبعا من القرآن قائما وقاعدا، حتّى طعن في السنّ.
[1] في «آ» و «ط» : «في كثرة» والتصحيح من «ذيل طبقات الحنابلة» .
وقال ابن ناصر عنه: كان شيخا صالحا زاهدا صائما أكثر وقته، ذا كرامات ظهرت له بعد موته.
قال عبد الوهاب الأنماطي: توفي الشيخ الزاهد أبو منصور، في يوم الأربعاء، وقت الظهر، السادس عشر من المحرم.
قال ابن الجوزي: مات وسنّه سبع وتسعون سنة، ممتعا بسمعه وبصره وعقله، وحضر جنازته ما لا يعدّ [1] من الناس.
قال السّلفي: وختم في ثاني جمعة من وفاة الشيخ على قبره مائتان وإحدى وعشرون ختمة، وحكى السّلفي أيضا، أن يهوديا استقبل جنازة الشيخ فرأى كثرة الزحام والخلق، فقال: أشهد أن هذا الدّين هو الحق، وأسلم.
وذكر ابن السمعاني، أن الشيخ أبا منصور الخيّاط رؤي في النوم، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتعليم الصبيان فاتحة الكتاب.
والصحيح أنه توفي سنة تسع وتسعين وأربعمائة. قاله جميعه ابن رجب [2] .
وفيها أبو مطيع، محمد بن عبد الواحد المديني المصري الأصل، الصحّاف الناسخ، وانتهى إليه علو الإسناد بأصبهان. روى عن أبي بكر بن مردويه، والنّقاش، وابن عقيل البارودي، وطائفة، وعاش بضعا وتسعين سنة.
وفيها أبو عبد الله بن الطّلّاع محمد بن فرج [3] ، مولى محمد بن يحيى الطّلّاع القرطبي المالكي، مفتي الأندلس ومسندها، وله ثلاث وتسعون سنة. روى عن يونس بن مغيث، ومكّي [بن أبي طالب] القيسي، وخلق، وكان رأسا في العلم والعمل، قوّالا بالحقّ. رحل الناس إليه من الأقطار لسماع «الموطأ» و «المدونة» .
[1] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «ما لا يحدّ» .
[2]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 95- 98) بتحقيق الأستاذ الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله.
[3]
تصحف في «العبر» (3/ 351) إلى «ابن فرح» .