الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وأربعمائة
فيها توفي أبو الفضل السّليماني الحافظ [1] ، وهو أحمد بن علي بن عمر البيكندي- نسبة إلى بيكند، بلد على مرحلة من بخارى- البخاري محدّث تلك الدّيار، طوّف وسمع الكثير، وأكثر عن علي بن إسحاق المادرائي، والأصم، وطبقتهما، وجمع وصنّف.
قال ابن نصار الدّين: كان إماما حافظا من الثقات. وتوفي في ذي القعدة وله ثلاث وتسعون سنة.
وفيها أبو الطيب الصّعلوكي [2] سهل بن الإمام أبي سهل محمد بن سليمان العجلي النيسابوري الشافعي، مفتي خراسان، ومجدّد القرن الرابع على قول. روى عن الأصمّ وجماعة.
قال الحاكم: هو أنظر من رأينا.
وقال ابن خلّكان: كان أبو الطيب المذكور مفتي نيسابور وابن مفتيها.
أخذ الفقيه عن أبيه أبي سهل الصّعلوكي، وكان في وقته يقال له: الإمام، وهو متفق عليه، عديم المثل في علمه وديانته، وسمع أباه، ومحمد بن يعقوب
[1] انظر «العبر» (3/ 89- 90) ، و «طبقات الشافعية» للسبكي (4/ 41) ، و «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين (141/ آ) .
[2]
انظر «وفيات الأعيان» (2/ 435- 436) و «العبر» (3/ 90) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 207- 209) ، وقد تحرّفت نسبته في «آ» إلى «الصعلوك» .
الأصم، وابن مطر [1] وأقرانهم، وكان فقيها أديبا متكلما، خرجت له الفوائد من سماعاته، وقيل: إنه وضع له في المجلس أكثر من خمسمائة محبرة، وجمع رئاسة الدّنيا والآخرة، وأخذ عنه فقهاء نيسابور، وتوفي في المحرم.
قال عبد الواحد اللّخمي: أصاب سهل الصعلوكي رمد [2] فكان الناس يدخلون عليه وينشدونه من النظم ويروون من الآثار ما جرت العادة به، فدخل الشيخ أبو عبد الرحمن السّلمي وقال: أيها الإمام، لو أن عينيك رأتا وجهك لما [3] رمدت فقال له الشيخ سهل: ما سمعت بأحسن من هذا الكلام، وسرّ به.
ولما مات والده، كتب إليه أبو النضر عبد الجبّار يعزّيه في والده رحمه الله تعالى:
من مبلغ شيخ أهل العلم قاطبة
…
عني رسالة محزون وأوّاه
أولى البرايا بحسن الصّبر ممتحنا
…
من كان فتياه توقيعا عن الله
انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.
وقال ابن القاضي شبهة [4] : نقل عنه الرافعي وعن والده أنهما قالا: إن طلاق السكران لا يقع.
وسئل سهل عن الشطرنج فقال: إذا سلم المال من الخسران والصلاة من [5] النسيان، فذلك أنس بين الإخوان، وكتبه سهل بن محمد بن سليمان.
وله ألفاظ حسنة منها: من تصدّر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.
[1] في «آ» و «ط» : «ابن مسطور» وفي «وفيات الأعيان» : «ابن مطر» وهو ما أثبته.
[2]
في «آ» : «رمدا» وهو خطأ.
[3]
في «وفيات الأعيان» : «ما» .
[4]
انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (1/ 174- 175) طبع حيدر أباد.
[5]
في «آ» : «عن» .
وقوله: إنما يحتاج إلى إخوان العشرة لزمان العسرة. انتهى ملخصا أيضا.
وفيها أبو الفرج النّهرواني، مقرئ بغداد، عبد الملك بن بكران [1] .
أخذ القراءة عن زيد بن أبي بلال، وعبد الواحد بن أبي هاشم وطائفة، وسمع من أبي بكر النّجاد وجماعة، وصنّف في القراءات، وتصدر مدة. قاله في «العبر» .
[1] انظر «العبر» (3/ 90) و «معرفة القرّاء الكبار» (1/ 371) .