الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثلاثين وأربعمائة
فيها استولى طغرلبك السلجوقي على الرّيّ، وخرّبها [1] عسكره بالقتل والنهب، حتّى لم يبق بها إلّا نحو ثلاثة آلاف نفس، وجاءت رسل طغرلبك إلى بغداد، فأرسل القاضي الماوردي إليه بذم ما صنع في البلاد، ويأمره بالإحسان إلى الرعية، فتلقّاه طغرلبك واحترمه، إجلالا لرسالة الخليفة.
واتفق موت جلال الدولة السلطان ببغداد بالخوانيق، وكان ابنه الملك العزيز بواسط.
وكان جلال الدولة ملكا جليلا سليم الباطن، ضعيف السلطنة، مصرّا على اللهو والشرب، مهملا لأمر الرعية، عاش اثنتين وخمسين سنة، وكانت دولته سبع عشرة سنة، وخلّف عشرين ولدا بنين وبنات، ودفن بدار السلطنة ببغداد ثم نقل.
وفيها توفي أبو الحزم، جهور بن محمد بن جهور، أمير قرطبة ورئيسها وصاحبها، ساس البلد أحسن سياسة، وكان من رجال الدّهر حزما، وعزما، ودهاء، ورأيا، ولم يتسمّ بالملك، وقال: أنا أدبر الناس إلى أن يقوم لهم من يصلح، فجعل ارتفاع الأموال بأيدي الأكابر وديعة، وصيّر العوّام جندا، وأعطاهم أموالا مضاربة، وقرر عليهم السلاح والعدّة، وكان يشهد الجنائز ويعود المرضى، وهو بزيّ الصالحين، لم يتحول من داره إلى دار السلطنة، وتوفي في المحروم، عن إحدى وسبعين سنة، وولي بعده ابنه أبو الوليد.
[1] تحرّفت في «آ» و «ط» إلى «وخسر بها» والتصحيح من «العبر» .
وفيها أبو القاسم الأزهري، عبيد الله بن أحمد بن عثمان البغدادي الصيرفي الحافظ. كتب الكثير، وعني بالحديث. وروى عن القطيعي وطبقته، توفي في صفر، عن ثمانين سنة.
وفيها جلال الدولة، سلطان بغداد، أبو طاهر فيروزجرد بن [الملك] بهاء الدولة أبي نصر بن الملك عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة بن بويه الدّيلمي، وولي بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، فضعف وخاف، وكاتب ابن عمّه، أبا كاليجار مرزبان بن سلطان الدولة، فوعده بالجميل، وخطب للاثنين معا.
وفيها أبو بكر الميماسي محمد بن جعفر بن علي، الذي روى «الموطأ» عن يحيى بن بكير [1] عن ابن وصيف، توفي في شوال، وهو من كبار شيوخ نصر المقدسي.
وفيها أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة البغدادي البزّاز.
روى عن أبي بكر بن خلّاد وجماعة.
قال الخطيب [2] : صدوق، كثير السماع، مات في جمادى الأولى.
وفيها أبو القاسم المهلّب [بن] أحمد بن أبي صفرة [3] الأندلسي الأسدي، قاضي المريّة. أخذ عن أبي محمد الأصيلي، وأبي الحسن القابسي، وطائفة، وكان من أهل الذكاء المفرط، والاعتناء التام بالعلوم، وقد شرح «صحيح البخاري» وتوفي في شوال في سنّ الشيخوخة.
[1] في «العبر» : «ابن بكبر» .
[2]
انظر «تاريخ بغداد» (2/ 361) .
[3]
في «آ» و «ط» : «المهلّب أحمد بن أبي صفرة» والصحيح من «الصلة» لابن بشكوال (2/ 626) و «العبر» (3/ 186) .