الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثماني عشرة وأربعمائة
قال في «الشذور» : جاء فيها برد وزن البردة رطلان وأكثر.
وفيها اجتمعت الحاشية ببغداد، وصمموا على الخليفة، حتّى عزل أبا كاليجار، وأعدت الخطبة لجلال الدولة أبي طاهر.
وفيها ورد كتاب الملك محمود بن سبكتكين بما فتحه من بلاد الهند، وكسره صنم سومنات، وأنهم فتنوا به، وكانوا يأتونه من كل فجّ عميق، ويقرّبون له القرابين، حتّى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية، وامتلأت خزانة الصنم بالأموال، وله ألف نفس يخدمونه، وثلاثمائة يحلقون [رؤوس][1] حجّاجه [ولحاهم][1] ، وثلاثمائة [رجل وخمسمائة امرأة][1] يغنون [ويرقصون عند بابه][1] ، فاستخار العبد [2][الله] في الانتداب له، ونهض في شعبان، سنة ست عشرة وأربعمائة في ثلاثين ألف فارس، سوى المطوّعة، ووصلنا إلى بلد الصنم وملكنا الصنم والبلد، وأوقدت النيران على الصنم، حتّى تقطع، وقتلنا خمسين ألفا من أهل البلد، وتقدم طرف من ذلك في سنة عشر [3] .
وفيها توفي أبو إسحاق الإسفراييني، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن
[1] ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» (5/ 178، 179) .
[2]
يعني الملك محمود بن سبكتكين.
[3]
انظر ص (56- 57) من هذا المجلد.
مهران [1] الأصولي المتكلّم الشافعي، أحد الأعلام، وصاحب التصانيف.
روى عن دعلج وطبقته، وأملى مجالس، وكان شيخ خراسان في زمانه، توفي يوم عاشوراء وقد نيّف على الثمانين، وهو شيخ خراسان، يقال: إنه بلغ رتبة الاجتهاد، وله المصنفات الكثيرة، منها «الجامع في أصول الدّين» خمس مجلدات و «تعليقة» في أصول الفقه وغير ذلك، وخرّج له أبو عبد الله الحاكم عشرة أجزاء، وذكره في «تاريخه» لجلالته، وقد مات الحاكم قبله، قال في حقه: قد أقرّ له العلماء بالتقدّم، قال: وبني له مدرسة لم يبن مثلها فدرّس بها، وبه تفقّه القاضي أبو الطيب الطبري، والقشيري، والبيهقي، وكان يقول: أشتهي أن أموت بنيسابور ليصلي عليّ جميع أهلها، فتوفي بها يوم عاشوراء، ثم نقل إلى بلده إسفرايين ودفن في مشهده المعروف.
وفيها أبو القاسم المغربي الوزير، واسمه حسين بن علي الشيعي [2] ، لما قتل الحاكم بمصر أباه وعمّه وإخوته، هرب وقصد حسّان بن مفرّج الطائي ومدحه، فأكرم مورده، ثم وزر لصاحب ميّافارقين أحمد بن مروان الكردي، وله شعر رائق، وعدّة تآليف، عاش ثمانيا وأربعين سنة، وكان من أدهى البشر وأذكاهم.
وفيها أبو القاسم السرّاج، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله القرشي النيسابوري [3] الفقيه. روى عن الأصم وجماعة، وكان من جلّة العلماء، توفي في صفر.
وفيها عبد الوهاب بن الميداني [4] محدّث دمشق، وهو أبو
[1] انظر «العبر» (3/ 130) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 353- 356) و «غربال الزمان» ص (348) و «طبقات الأصوليين» للمراغي (1/ 228- 229) .
[2]
انظر «العبر» (3/ 130) .
[3]
انظر «العبر» (3/ 130) .
[4]
انظر «العبر» (3/ 130) .
الحسين بن جعفر بن علي. [روى عن][1] أبي علي بن هارون، واتّهم في روايته عنه، وروى عن أبي عبد الله بن مروان وخلق.
قال الكتاني: ذكر أبو الحسين أنه كتب بقنطار حبر، وكان فيه تساهل.
وفيها أبو بكر النّسائي [2] ، محمد بن زهير، شيخ الشافعية بنسإ، وخطيب البلد. روى عن الأصمّ، وأبي سهل بن زياد القطّان، وطبقتهما.
وفيها أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الرّوزبهان البغدادي [3] . روى عن السّتوري، وابن السماك وجماعة، وتوفي في رجب.
قال الخطيب: صدوق.
وفيها معمر بن أحمد بن محمد بن زياد، أبو منصور الأصبهاني [4] الزاهد، شيخ الصوفية في زمانه بأصبهان. روى عن الطبراني، وأبي الشيخ، ومات في رمضان.
وفيها مكّي بن محمد بن الغمر، أبو الحسن التميمي الدمشقي [5] المؤدّب، مستملي القاضي الميانجي. أكثر عنه وعن أحمد بن البراثي [6] ، وهذه الطبقة، ورحل إلى بغداد، فلقي القطيعي، وكان ثقة.
وفيها أبو القاسم اللّالكلائي، هبة الله بن الحسن الطبري [7] الحافظ
[1] ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
[2]
انظر «سير أعلام النبلاء» (17/ 392) و «العبر» (3/ 131) .
[3]
انظر «تاريخ بغداد» (3/ 231) و «العبر» (3/ 131) .
[4]
انظر «العبر» (3/ 131) .
[5]
انظر «العبر» (3/ 131- 132) .
[6]
في «آ» و «ط» : «البرامي» والتصحيح من «العبر» .
[7]
انظر «العبر» (3/ 132) .
الفقيه الشافعي، محدّث بغداد، تفقّه على الشيخ أبي حامد، وسمع من المخلص وطبقته، وبالرّيّ من جعفر بن فنّاكي.
قال الخطيب [1] : كان يحفظ ويفهم، صنّف كتابا في شرح السّنّة في مجلدين، وكتاب «رجال الصحيحين» ثم خرج في آخر أيامه إلى الدّينور، فمات بها في رمضان كهلا.
[1] انظر «تاريخ بغداد» (14/ 70)(14/ 70) وقد نقل المؤلف كلامه باختصار وتصرّف تبعا للذهبي في «العبر» .