الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وأربعمائة
فيها كتب محضر ببغداد في قدح النّسب الذي تدّعيه خلفاء مصر، والقدح في عقائدهم، وأنهم زنادقة، وأنهم منسوبون إلى ديصان بن سعيد الخرّمي، إخوان الكافرين، شهادة يتقرّب بها إلى الله، شهدوا جميعا أن الناجم بمصر، وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم، حكم الله عليه بالبوار [والخزي والنكال][1]، إلى أن قال: فإنه صار- يعني المهدي- إلى المغرب، وتسمى [2] بعبيد الله، وتلقّب بالمهدي، وهو ومن تقدّمه من سلفه [3] الأنجاس، أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد عليّ رضي الله عنهم، ولا يعلمون أن أحدا من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج، أنهم [4] أدعياء، وقد كان هذا الإنكار شائعا بالحرمين، وأن هذا الناجم بمصر وسلفه كفّار وفسّاق، لمذهب الثّنويّة والمجوسية معتقدون [5] ، قد عطّلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبّوا الأنبياء، ولعنوا السّلف، وادّعوا الربوبيّة، وكتب في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة،
[1] زيادة من «المنتظم» (7/ 355) و «النجوم الزاهرة» (4/ 229) .
[2]
في «آ» و «المنتظم» و «النجوم الزاهرة» : «تسمى» وأثبت لفظ «ط» و «العبر» مصدر المؤلف في نقله.
[3]
في «ط» «من سلف» .
[4]
في «آ» و «ط» : «لأنهم» وما أثبته من «العبر» و «النجوم الزاهرة» .
[5]
في «آ» و «ط» : «معتدون» وما أثبته من «العبر» و «النجوم الزاهرة» وانظر «المنتظم» .
وكتب خلق في المحضر، منهم: الشريف المرتضى، وأخوه الشريف الرضي، وجماعة من كبار العلوية، والقاضي أبو محمد ابن الأكفاني، والإمام أبو حامد الإسفراييني، والإمام أبو الحسين القدوري، وخلق.
وفيها عمل يوم الغدير ويوم الغار، لكن بسكينة.
وفيها توفي الوزير أحمد بن سعيد بن حزم، أبو عمر [1] الأندلسي، والد العلّامة أبي محمد، كان كاتبا، منشئا [2] لغويّا، متبحّرا في علم اللسان [3] .
وفيها أبو الحسين السّوسنجردي- بالضم وفتح السين المهملة الثانية، وسكون النون والراء وكسر الجيم، آخره مهملة نسبة إلى سوسنجرد قرية ببغداد [4]- أحمد بن عبد الله بن الخضر البغدادي [5] المعدّل. روى عن ابن البختري [6] وجماعة، وكان ثقة، صاحب سنّة.
وفيها قاضي الجماعة، أبو المطرّف عبد الرّحمن بن محمد بن فطيس الأندلسي القرطبي [7] صاحب التصانيف الطنّانة، منها: كتاب «أسباب النزول» في مائة جزء، وكتاب «فضائل الصحابة والتابعين» في مائتين وخمسين جزءا، وكان من جهابذة الحفّاظ والمحدّثين، جمع ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس، وكان يملي من حفظه، وقيل: إن كتبه بيعت بأربعين ألف دينار قاسميّة، وولي القضاء والخطابة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وعزل بعد تسعة
[1] في «آ» و «ط» : «أبو عمرو» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» (3/ 163) وانظر «جذوة المقتبس» ص (126) و «بغية الملتمس» ص (181) .
[2]
في «آ» و «ط» : «مفتيا» والتصحيح من «العبر» .
[3]
الذي في العبر: «علم البيان» . (ع) .
[4]
انظر «معجم البلدان» (3/ 281) .
[5]
مترجم في «الأنساب» (7/ 189) وقد تحرّفت كنيته فيه إلى «أبي الحسن» فتصحّح، وانظر «تاريخ بغداد» (4/ 237) و «العبر» (3/ 80) .
[6]
في «آ» و «ط» : «ابن البحيري» وهو خطأ، والتصحيح من «الأنساب» و «العبر» .
[7]
انظر «العبر» (3/ 80- 81) .
أشهر، وقد ولّي الوزارة أيضا، وتوفي في ذي القعدة وله أربع وخمسون سنة، وسمع من أحمد بن عون وطبقته.
وفيها الحسين بن علي بن العبّاس بن الفضل بن زكريا بن النّضر بن شميل بن سويد النّضري الهروي [1] . كان حافظا مشهورا عمدة. قاله ابن ناصر الدّين.
وفيها أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي [2] ، أبو إسحاق، كان حافظا، ذا ورع وصيام وقيام كثير. قاله ابن ناصر الدّين أيضا.
وفيها أبو عمرو عثمان الباقلّاني- نسبة إلى بيع الباقلّاء- البغدادي [3] الزاهد، كان عابد أهل زمانه في بغداد [4] رحمه الله تعالى.
وفيها أبو الحسن السامريّ الرّفّاء، علي بن أحمد [5] ، صالح، ثقة.
روى عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي [6] .
وفيها أبو الحسن الدّاراني، علي بن داود القطّان [7] المقرئ. حدّث عن خيثمة، وقرأ على ابن النّضر الأخرم، وولي إمامة جامع دمشق.
قال رشأ بن نظيف: لم ألق مثله حذقا وإتقانا في رواية ابن عامر، وهو
[1] انظر «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين (140/ ب) .
[2]
انظر «التبيان شرح بديعة البيان» (140/ ب) ، و «تذكرة الحفاظ» (3/ 1092) و «طبقات الحفاظ» ص (422) .
[3]
انظر «العبر» (3/ 81) .
[4]
في «ط» : «كان عابد أهل بغداد في زمانه» .
[5]
انظر «الأنساب» (7/ 15) و «العبر» (3/ 81) .
[6]
سقطت هذه الترجمة بكاملها من «ط» .
[7]
انظر «العبر» (3/ 81) ، و «معرفة القراء الكبار» (1/ 366- 367) .
الذي طلّع كبراء دمشق، وطلبوه لإمامة الجامع فوثب أهل داريا بالسلاح فمانعوهم، وقالوا: لا ندع لكم إمامنا حتّى يقدّم أبو محمد بن أبي نصر، فقال: أما ترضون أن يسمع الناس في البلاد، أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام؟ فقالوا: رضينا، فقدّمت له بغلة القاضي، فأبى وركب حماره، وسكن في المنارة [الشرقية][1] ، وكان لا يأخذ على الصلاة ولا الإقراء أجرا، ويقتات من أرض له.
وفيها أبو الفتح فارس بن أحمد الحمصي [2] ، المقرئ الضرير، أحد أعلام القرآن. أقرأ بمصر عن عبد الباقي بن السقا، والسامرّي، وجماعة، وصنّف «المنشأ في القراءات [الثمان] [3] » وعاش ثماني وستين سنة.
وفيها ابن جميع، أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الغسّاني [4] الصيداوي، صاحب «المعجم» المروي. رحل وكتب الكثير بالشام، والعراق، ومصر، وفارس. روى عن أبي روق الهزّاني، والمحاملي، وطبقتهما، ومات في رجب، وله سبع وتسعون سنة، وسرد الصوم، وله ثمان عشرة سنة إلى أن مات، ووثقه الخطيب.
وفيها ابن النجّار أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون التميمي الكوفي [5] النحوي المقرئ. آخر من حدّث في الدّنيا عن محمد بن الحسين الأشناني، وابن دريد.
[1] زيادة من «معرفة القرّاء الكبار» .
[2]
انظر «العبر» (3/ 82) و «معرفة القرّاء الكبار» (1/ 379) .
[3]
ما بين حاصرتين زيادة من «معرفة القرّاء الكبار» و «حسن المحاضرة» (1/ 492) وانظر «كشف الظنون» (2/ 1861) .
[4]
في «ط» : «العسالي» وهو خطأ، والصواب ما جاء في «آ» وهو مترجم في «العبر» (3/ 82) وانظر «الأنساب» (9/ 150) .
[5]
انظر «العبر» (3/ 82) و «سير أعلام النبلاء» (17/ 100- 101) .
قال العتيقي: هو ثقة، توفي بالكوفة في جمادى الأولى.
وقال الأزهري: كان مولده في سنة ثلاث وثلاثمائة في المحرم.
وفيها ابن اللبّان الفرضيّ [1] العلّامة أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن البصري. روى «سنن أبي داود» عن ابن داسه، وسمعها منه القاضي أبو الطيب الطبري.
قال الخطيب [2] : انتهى إليه علم الفرائض، وصنّف فيه كتبا. انتهى.
وكان يقول: ليس في الأرض فرضيّ إلّا من أصحابي وأصحاب أصحابي، أو لا يحسن شيئا.
قال الإسنوي [3] : نقل عنه الرافعي في مواضع، منها: أن زكاة الفطر لا تجب.
وكذا قال ابن قاضي شهبة، وقال أيضا: انتهى إليه علم الفرائض، وصنّف فيه كتبا، منها كتاب «الإيجاز» مجلد نفيس، وكتبا كثيرة، ليس لأحد مثلها، ولديه علوم أخر، وبنيت له مدرسة ببغداد، وكان يدرّس بها.
قال الشيخ أبو إسحاق [4] : كان إماما في الفقه والفرائض، وعنه أخذ الناس الفرائض، وممّن أخذ عنه أبو أحمد بن أبي مسلم الفرضي، أستاذ أبي حامد الإسفراييني في الفرائض. انتهى ملخصا.
وفيها أبو عبد الله الجعفي، محمد بن عبد الله بن الحسين الكوفي القاضي، المعروف بالهرواني [5]- نسبة إلى هراة مدينة
…
[1] انظر «العبر» (3/ 82- 83) و «غربال الزمان» ص (338) .
[2]
انظر «تاريخ بغداد» (5/ 472) .
[3]
انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (2/ 363) .
[4]
انظر «طبقات الفقهاء» للشيرازي ص (120) .
[5]
انظر «العبر» (3/ 83) .
بخراسان [1]- أحد الأئمة الأعلام في مذهب الإمام أبي حنيفة. روى عن محمد بن القاسم المحاربي [2] وجماعة.
قال الخطيب [3] : قال من عاصره بالكوفة: لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود رضي الله عنه إلى وقته أحد [4] أفقه منه.
وقال العتيقي [5] : ما رأيت مثله بالكوفة.
وقال في «العبر» : ولد سنة خمس وثلاثمائة، وقد قرأ عليه أبو علي غلام الهرّاس.
وفيها منتجب الدولة، لؤلؤ الشراوي [6] ولي نيابة. دمشق للحاكم، وعزل بعد ستة أشهر، ولما همّوا بالقبض عليه من دار العقيقي، وكان نازلا بها، عبأ أصحابه، ووقع القتال بالبلد بين الفريقين إلى العتمة، وقتل جماعة ثم طلع لولو من سطح فاختفى، فنودي عليه في البلد: من جاء به فله ألف دينار، فدلّ عليه رجل وحبس، فجاء أمر الحاكم بقتله، فقتل.
وفيها ابن وجه الجنّة [7] ، أبو بكر، يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود القرطبي الخزّاز، شيخ ابن حزم. روى عن قاسم بن أصبغ وطائفة، وكان عدلا صالحا.
[1] قلت: وقال ابن الأثير في «اللباب» (3/ 386) : «الهرواني» : هذه النسبة عرف بها صاحب الترجمة.
[2]
في «آ» : «الجاري» وأثبت ما في «ط» وهو الصواب كما في «اللباب» .
[3]
انظر «تاريخ بغداد» (5/ 472) .
[4]
لفظة «أحد» لم ترد في «ط» و «تاريخ بغداد» ووردت في «آ» و «العبر» .
[5]
في «ط» و «العبر» : «وقال لي العتيقي» .
[6]
في «العبر» : «السمراوي» وهو مترجم فيه (3/ 83) .
[7]
انظر «العبر» (3/ 84) والتعليق عليه.