الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وستين وأربعمائة
فيها كما قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» [1] اشتدّ الغلاء بمصر، حتّى أكلت امرأة رغيفا بألف دينار. انتهى.
وفيها قتل أبو شجاع محمد بن جغريبك [2] داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق، الملقب عضد الدولة ألب أرسلان، وهو ابن أخي السلطان طغرلبك وتقدم ذكره، واستولى ألب أرسلان على الممالك بعد عمّه طغرلبك وعظمت مملكته، ورهبت سطوته، وفتح من البلاد ما لم يكن لعمّه، مع سعة ملك عمّه، فقصد هذا بلاد الشام، فانتهى إلى مدينة حلب، وصاحبها يومئذ محمود بن نصر بن صالح بن مرداس [3] الكلابي، فحاصره مدة، ثم جرت المصالحة بينهما، فقال ألب أرسلان: لا بدّ له من دوس بساطي، فخرج إليه محمود ذليلا، ومعه أمه، فتلقاهما بالجميل، وخلع عليهما، وأعادهما إلى البلد، ورحل عنهما.
قال المأموني في «تاريخه» : قيل: إنه لم يعبر الفرات في قديم الزمان ولا حديثه في الإسلام ملك تركي قبل ألب أرسلان، فإنه أول من عبرها من ملوك التّرك.
[1] ص (422) .
[2]
في «آ» و «ط» : «جعري بك» وهو تحريف والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (18/ 106) ورسمها ابن خلّكان في «وفيات الأعيان» (5/ 69)«جعفري بك» .
[3]
في «آ» و «ط» : «فارس» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
ولما عاد عزم على قصد بلاد التّرك، وقد كمل عسكره مائتي ألف فارس أو يزيدون فمدّ [1] على جيحون- النهر المشهور- جسرا، وأقام العسكر يعبر عليه شهرا، وعبر هو بنفسه أيضا، ومدّ السماط في بليدة يقال لها فربر، ولتلك البليدة حصن على شاطئ جيحون، في سادس ربيع الأول من هذه السنة، فأحضر إليه أصحابه مستحفظ القلعة [2] يقال له يوسف الخوارزمي، كان قد ارتكب جريمة في أمر الحصن، فحمل مقيدا، فلما قرب منه أمر أن تضرب له أربعة أوتاد لتشدّ أطرافه الأربعة إليها ويعذبه ثم يقتله، فقال له يوسف: يا مخنث! مثلي يقتل هذه القتلة؟ فاحتدّ السلطان وأخذ القوس والنشابة، وقال: حلّوه من قيوده، فحلّ، فرماه فأخطأه، وكان مدلّا برميه، قلما يخطئ فيه، وكان جالسا على سريره، فنزل فعثر ووقع على وجهه، فبادره يوسف المذكور، وضربه بسكين كانت معه في خاصرته، فوثب عليه فرّاش [3] أرمني، فضربه في رأسه بمرزبة فقتله، فانتقل ألب أرسلان إلى خيمة أخرى مجروحا وأحضر وزيره نظام الملك، وأوصى به إليه، وجعل ولده ملكشاه أبو شجاع محمد وليّ عهده، ثم توفي يوم السبت عاشر الشهر المذكور، وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وكانت مدة مملكته تسع سنين وأشهرا، ونقل إلى مرو، ودفن عند قبر أبيه داود وعمه طغرلبك، ولم يدخل بغداد ولا رآها، مع أنها كانت داخلة في مملكته، وهو الذي بنى على قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه القبة، وبنى ببغداد مدرسة أنفق عليها أموالا عظيمة.
وألب أرسلان: بفتح الهمزة وسكون اللام، وبعدها باء موحدة، اسم
[1] في «آ» و «ط» : «فمرّ» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[2]
في «وفيات الأعيان» : «الحصن» .
[3]
في «آ» و «ط» : «فارس» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
تركي معناه شجاع أسد، فألب، شجاع، وأرسلان أسد.
وقال في «العبر» [1] : كان ألب أرسلان في آخر دولته من أعدل الناس، وأحسنهم سيرة، وأرغبهم في الجهاد، وفي نصر الإسلام، وكان أهل سمرقند قد خافوه، وابتهلوا إلى الله، وقرؤوا الختم ليكفيهم أمر ألب أرسلان، فكفوا.
انتهى ملخصا.
وفيها ابن المأمون، أبو الغنائم، عبد الصمد بن علي بن محمد الهاشمي العبّاسي البغدادي، في شوال، وله تسع وثمانون سنة. سمع جدّه أبا الفضل بن المأمون، والدارقطني، وجماعة.
قال أبو سعد السمعاني: كان ثقة نبيلا مهيبا، تعلوه سكينة ووقار، رحمه الله.
وفيها أبو القاسم القشيري عبد الكريم بن هوازن النيسابوري الصّوفي الزاهد، شيخ خراسان، وأستاذ الجماعة، ومصنّف «الرسالة» [2] توفي في ربيع الآخر، وله تسعون سنة. روى عن أبي الحسين الخفّاف، وأبي نعيم، وطائفة.
قال أبو سعد السمعاني: لم ير أبو القاسم مثل نفسه، في كماله وبراعته، جمع بين الشريعة والحقيقة، رحمه الله. قاله في «العبر» [3] .
وقال السخاوي: عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري أبو القاسم المفسّر المحدّث، الفقيه الشافعي، المتكلم الأصولي، الأديب النحوي، الكاتب الشاعر، الصوفي، لسان عصره، وسيد وقته، سيد لم ير مثل نفسه في كماله وبراعته، جمع بين علمي الشريعة.
[1](3/ 260) .
[2]
المعروفة ب- «الرسالة القشيرية» وهي مطبوعة.
[3]
(3/ 261) .
والحقيقة، وصنّف «التفسير الكبير» قبل العشر والأربعمائة، وخرج في رفقة إلى الحجّ، فيها الإمام أبو محمد الجويني، وأحمد بن الحسين البيهقي الإمام، وكان أملح خلق الله، وأظرفهم شمائل. ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة في ربيع الأول، وتوفي في صبيحة يوم الأحد قبل طلوع الشمس، سادس عشر ربيع الآخر، ودفن في المدرسة بجانب شيخه أبي علي الدّقّاق، ولا مسّ أحد ثيابه، ولا كتبه، ولا دخل بيته إلّا بعد سنين، احتراما وتعظيما له.
وقال السبكي [1] : ومن تصانيفه «التفسير الكبير» وهو من أجود التفاسير وأوضحها، و «الرسالة» المشهورة المباركة، التي قلّ ما تكون في بيت وينكب و «التّحبير في التّذكير» ، و «أدب الصّوفية» [2] و «لطائف الإشارات» وكتاب «الجواهر» و «عيون الأجوبة في أصول الأسئلة» وكتاب «المناجاة» وكتاب «نكت [3] أولي النّهى» [4] وكتاب «أحكام السّماع» وغير ذلك.
ومن شعره:
لا تدع خدمة الأكابر واعلم
…
أن في عشرة الصّغار الصّغارا
وابغ من في يمينه لك يمن
…
وترى في اليسار منه اليسارا
انتهى ملخصا.
وقال ابن خلّكان [5] : توفي أبوه وهو صغير، وقرأ الأدب في صباه،
[1] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (5/ 159) .
[2]
في «طبقات الشافعية الكبرى» : «آداب الصوفية» .
[3]
لفظة «نكت» لم ترد في «آ» وأثبتها من «ط» .
[4]
في «سير أعلام النبلاء» (18/ 230) و «هدية العارفين» (1/ 608) : «المنتهى في نكت أولي النهى» .
[5]
انظر «وفيات الأعيان» (3/ 205- 208) .
وكانت له قرية مثقلة الخراج بنواحي أستوا [1] فرأى من الرأي أن يحضر إلى نيسابور يتعلم طرفا من الحساب ليتولى الاستيفاء، ويحمي القرية من الخراج، فحضر نيسابور على هذا العزم، فاتفق حضوره مجلس الشيخ أبي علي الحسين بن علي النيسابوري المعروف بالدقاق، وأقبل عليه وتفرّس فيه النجابة، وجذبه بهمّته، وأشار عليه بالاشتغال بالعلم، فخرج إلى درس أبي بكر محمد بن أبي بكر الطّوسي، وشرع في الفقه حتّى فرغ من تعليقه، ثم اختلف إلى الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، وقعد يسمع درسه أياما، فقال له الأستاذ: هذا العلم لا يحصّل بالسماع. ولا بدّ من الضبط بالكتابة، فأعاد عليه جميع ما سمعه في تلك الأيام، فعجب منه، وعرف محلّه، فأكرمه وقال له: ما تحتاج إلى درس، بل يكفيك أن تطالع مصنّفاتي، فقعد وجمع بين طريقته وطريقة ابن فورك، ثم نظر في كتب القاضي أبي بكر الباقلاني، وهو مع ذلك يحضر مجلس أبي علي الدقاق، وزوّجه ابنته، مع كثرة أقاربها.
وبعد وفاة أبي علي سلك مسلك المجاهدة والتجريد، وأخذ في التصنيف. وسمع من جماعة مشاهير الحديث ببغداد والحجاز، وكان له في الفروسية واستعمال السلاح يد بيضاء، وأما مجالس الوعظ والتذكير، فهو إمامها، وعقد لنفسه مجلس الإملاء في الحديث، سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
وذكره الباخرزي في كتاب «دمية القصر» [2] فقال: لو قرع الصّخر بسوط [3] تحذيره لذاب، ولو ربط إبليس في مجلسه لتاب.
[1] قال ياقوت في «معجم البلدان» (1/ 175) : أستوا، كورة من نواحي نيسابور، معناه بلسانهم المضحاة والمشرقة، تشتمل على ثلاث وتسعين قرية، وقصبتها خبوشان، وانظر تتمة كلامه فيه.
[2]
(2/ 246- 248) .
[3]
في «وفيات الأعيان» : «بصوت» فيصحح فيه.
وذكره الخطيب في «تاريخه» [1] وقال: قدم علينا- يعني إلى بغداد- في سنة ثمان وأربعين [وأربعمائة] ، وحدّث ببغداد، وكتبنا عنه، وكان ثقة، وكان يقصّ، وكان حسن الموعظة، مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري، والفروع على مذهب الشافعي.
ومن شعره:
سقى الله وقتا كنت أخلو بوجهكم
…
وثغر الهوى في روضة الأنس ضاحك
أقمنا زمانا والعيون قريرة
…
وأصبحت يوما والجفون سوافك
وفي «رسالته» بيتان حسنان وهما:
ومن كان في طول الهوى ذاق سلوة
…
فإني من ليلى لها غير ذائق
وأكثر شيء نلته من وصالها
…
أمانيّ لم تصدق كخطفة بارق
وكان ولده [2] أبو نصر عبد الرحيم إماما كبيرا، أشبه أباه في علومه ومجالسه، ثم واظب درس [3] إمام الحرمين أبي المعالي، حتّى حصّل [4] طريقه في المذهب والخلاف، ثم خرج للحجّ [5] ، فوصل إلى بغداد، وعقد بها مجلس وعظ، وحصل له قبول عظيم، وحضر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي مجلسه، وأطبق علماء بغداد أنهم لم يروا مثله.
وجرى له مع الحنابلة خصام بسبب الاعتقاد، لأنه تعصب للأشاعرة، وانتهى الأمر إلى فتنة، قتل فيها جماعة من الفريقين. وتوفي بنيسابور ضحوة نهار الجمعة سابع عشري جمادى الآخرة، سنة أربع عشرة وخمسمائة، ودفن بالمشهد المعروف بهم.
[1] انظر «تاريخ بغداد» (11/ 83) .
[2]
في «ط» : «والده» وهو تحريف.
[3]
في «وفيات الأعيان» : «دروس» .
[4]
في «آ» و «ط» : «حتى وصل» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (3/ 208) .
[5]
في «ط» : «للجم» وهو تحريف.
والقشيري: بالضم والفتح، نسبة إلى قشير بن كعب، قبيلة كبيرة.
انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.
وفيها صرّدرّ الشاعر، صاحب «الديوان» أبو منصور علي بن الحسن بن علي بن الفضل الكاتب، الشاعر المشهور، أحد نجباء شعراء عصره. جمع بين جودة السبك وحسن المعنى، وعلى شعره طلاوة [1] رائقة وبهجة فائقة، وله ديوان شعر، وهو صغير، وما ألطف قوله من جملة قصيدة:
نسائل عن ثمامات بحزوى
…
وبان الرّمل يعلم ما عنينا
وقد كشف الغطاء فما نبالي
…
أصرّحنا بذكرك أم كنينا
ألا لله طيف منك يسعى
…
بكاسات الكرى زورا ومينا
مطيّته طوال الليل جفني
…
فكيف شكا إليك وجى وأينا [2]
فأمسينا كأنّا ما افترقنا
…
وأصبحنا كأنّا ما التقينا
وقوله في الشيب:
لم أبك أن رحل الشّباب وإنما
…
أبكي لأن يتقارب الميعاد
شعر الفتى أوراقه فإذا ذوى
…
جفّت على آثاره الأعواد
وله في جارية سوداء وهو معنى حسن:
علّقتها سوداء مصقولة
…
سواد قلبي صفة فيها
ما انكسف البدر على تمّه
…
ونوره إلّا ليحكيها
لأجلها الأزمان أوقاتها
…
مؤرخات [3] بلياليها
وإنما قيل له صرّدرّ، لأن أباه كان يلقب «صرّبعر» لشحه، فلما نبغ ولده
[1] في «آ» و «ط» : «حلاوة» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[2]
في «آ» و «ط» : «وحافينا» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[3]
في «آ» و «ط» : «متزوجات» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (3/ 386) .
المذكور، وأجاد في الشعر، قيل له: صرّدرّ.
وقد هجاه البيّاضي الشاعر فقال:
فقال:
لئن لقّب النّاس قدما أباك
…
وسمّوه من شحّه صرّبعرا
فإنّك تنشر [1] ما صرّه
…
عقوقا له وتسمّيه شعرا
ولعمري ما أنصف هذا الهاجي، فإن شعره نادر [2] وإنما العدو لا يبالي بما يقول.
وكانت وفاته في صفر في قرية بطريق خراسان، وكانت ولادته قبل الأربعمائة. قاله ابن خلّكان [3] .
وفيها أبو سعد السّكّري، علي بن موسى بن عبد الله بن عمر النيسابوري السّكّري. كان حافظا مفيدا، من حفّاظ خراسان. قاله ابن ناصر الدّين [4] .
وفيها أبو جعفر بن المسلمة، محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن السّلمي البغدادي. كان ثقة نبيلا، عالي الإسناد، كثير السماع، متين الدّيانة. توفي في جمادى الأولى، عن إحدى وتسعين سنة. وهو آخر من روى عن أبي الفضل الزّهري، وأبي محمد بن معروف.
وفيها أبو الحسن الآمدي، علي بن محمد بن عبد الرحمن الحنبلي، ويعرف قديما بالبغدادي. نزل ثغر آمد، وأخذ عن أكابر أصحاب القاضي أبي يعلى.
قال ابن عقيل فيه: بلغ من النظر الغاية، وكان له مروءة يحضر عنده
[1] في «وفيات الأعيان» : «تنثر» .
[2]
في «آ» و «ط» : «بارد» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[3]
في «وفيات الأعيان» (3/ 385- 386) .
[4]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (151/ آ) .
الشيخ أبو إسحاق الشيرازي، وأبو الحسن الدامغاني، وكانا فقيهين، فيضيفهما بالأطعمة الحسنة، ويتكلم معهما، إلى أن يمضي من الليل أكثره، وكان هو المتقدم على جميع أصحاب القاضي أبي يعلى.
وقال القاضي الحسين [1] وتبعه ابن السمعاني: أحد الفقهاء الفضلاء، والمناظرين الأذكياء. وسمع من أبي القاسم بن بشران، وأبي إسحاق البرمكي، وابن المذهب، وغيرهم. وجلس [2] في حلقة النظر والفتوى بجامع المنصور، في موضع ابن حامد، ولم يزل يدرّس ويفتي ويناظر، إلى أن خرج من بغداد، ولم يحدّث ببغداد بشيء، لأنه خرج منها في فتنة البساسيري في سنة خمسين وأربعمائة، إلى آمد، وسكن بها، واستوطن، ودرّس الفقه، إلى أن مات بها في هذه السنة، والصحيح أنه توفي سنة سبع وستين، أو ثمان وستين، كما جزم به ابن رجب [3] وله كتاب «عمدة الحاضر وكفاية المسافر» وهو كتاب جليل، يقول فيه: ذكر شيخنا ابن أبي موسى، فالظاهر أنه تفقه عليه أيضا.
وفيها ابن الغريق الخطيب، أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن محمد بن الخليفة المهتدي بالله محمد بن الواثق العبّاسي، سيد بني العبّاس في زمانه وشيخهم. مات في ذي الحجة، وله خمس وتسعون سنة، وهو آخر من حدّث عن ابن شاهين، والدارقطني، وكان ثقة، نبيلا، صالحا، متبتلا، كان يقال له: راهب بني هاشم، لدينه، وعبادته، وسرده الصوم.
وفيها هنّاد بن إبراهيم، أبو المظفر النّسفي، صاحب مناكير
[1] انظر «طبقات الحنابلة» (2/ 234) فهو ينقل عنه.
[2]
في «طبقات الحنابلة» : «وأجلس» .
[3]
انظر «ذيل طبقات الحنابلة» لابن رجب (1/ 9) .
وعجائب. روى عن القاضي أبي عمر الهاشمي، وغنجار، وطبقتهما. وعده ابن ناصر الدّين [1] من الحفّاظ، وقال في حقه: هنّاد بن إبراهيم بن محمد بن نصر أبو المظفر النّسفي القاضي، كان من المحدّثين المكثرين، والحفّاظ المشهورن، لكنه ضعيف مكثر من رواية الموضوعات.
وفيها أبو القاسم الهذلي، يوسف بن علي بن جبارة المغربي [2][المقرئ] المتكلم النحوي، صاحب كتاب «الكامل في القراءات» وكان كثير الترحال حتّى وصل إلى بلاد التّرك في طلب القراءات المشهورة والشاذة.
[1] في «التبيان شرح بديعة البيان» (151/ آ) .
[2]
انظر «العبر» (3/ 262) وما بين حاصرتين مستدرك منه، و «غاية النهاية في طبقات القراء» (2/ 397- 398) .