الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وثمانين وأربعمائة
فيها توفي أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذّكواني الأصبهاني، يوم عرفة، وله تسعون سنة. روى عن جدّه ابن أبي علي، وعثمان البرجي، وطبقتهما، وكان ثقة.
وفيها أبو الحسن طاهر [1] بن مفوّز المعافري الشّاطبي، تلميذ أبي عمر بن عبد البرّ. كان من أئمة هذا الشأن، مع الورع، والتّقي، والاستبحار في العلم. وعدّه ابن ناصر الدّين من الحفّاظ المكثرين الضابطين، وقال: هو أخو عبد الله زاهد زمانه. وتوفي طاهر [1] في شعبان وله خمس وخمسون سنة.
وفيها عبد الملك بن علي بن شغبة أبو القاسم الأنصاري البصري، الحافظ الزاهد. استشهد بالبصرة، وكان يروي جملة من «سنن أبي داود» عن أبي عمر الهاشمي، أملى عدة مجالس، وكان من العبادة والخشوع بمحلّ.
وفيها أبو طاهر بن دات عبد الرحمن بن أحمد بن علك بن دات- بدال مهملة يليها ألف ثم مثناة فوق- الشّاوي الحافظ، إمام أهل الحديث بسمرقند في زمانه. قاله ابن ناصر الدّين [2] .
[1] في «آ» و «ط» : «ظاهر» وهو تصحيف، والتصحيح من «العبر» (3/ 307) و «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدّين (154/ ب) .
[2]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (154/ ب) .
وفيها أبو نصر الكركانجي- بالضم والسكون آخره جيم، نسبة إلى كركانج، وهي مدينة خوارزم- محمد بن أحمد بن علي شيخ المقرئين بمرو ومسند الآفاق، توفي في ذي الحجة، وله أربع وتسعون سنة. وكان إماما في علوم القرآن، كثير التصانيف، متين الديانة. انتهى إليه علو الإسناد، قرأ ببغداد على أبي الحسن الحمّامي، وبحرّان على الشريف الزبيدي، وبمصر على إسماعيل بن عمر الحداد، وبدمشق، والموصل، وخراسان.
وفيها أبو منصور المقوّمي- بالضم والفتح وكسر الواو المشددة- محمد بن الحسين بن الهيثم القزويني، راوي «سنن ابن ماجة» عن القاسم بن المنذر [1] ، توفي فيها أو بعدها عن بضع وثمانين سنة.
وفي رجب قاضي القضاة [أبو بكر] النّاصحي محمد بن عبد الله بن الحسين النيسابوري. روى عن أبي بكر الحيري وجماعة.
قال عبد الغافر: هو أفضل عصره في أصحاب أبي حنيفة، وأعرفهم بالمذهب، وأوجههم في المناظرة، مع حفظ وافر من الأدب والطب، ولم تحمد سيرته في القضاء. قاله في «العبر» [2] .
وفيها المعتصم، محمد بن معن بن محمد بن صمادح، أبو يحيى التّجيبي الأندلسي صاحب المريّة، توفي وجيش ابن تاشفين محاصرون له.
قال ابن بسام في «الذخيرة» [3] : كانت بين المعتصم وبين الله [سريرة، أو سلفت له] عند الحمام يد مشكورة، فمات وليس بينه وبين حلول الفاقرة به إلّا أيام يسيرة في سلطانه وبلده، وبين أهله وولده.
[1] في «العبر» : «القاسم بن أبي المنذر» . (ع) .
[2]
(3/ 308) .
[3]
انظر «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» القسم الأول (المجلد الثاني» ص (734) وما بين حاصرتين مستدرك منه.
حدّثني من لا أردّ خبره عن أروى بعض [مسانّ] حظايا أبيه قالت: إني لعنده وهو يوصي بشأنه، وقد غلب عليه أكثر يده ولسانه، ومعسكر أمير المؤمنين [1]- يعني يوسف بن تاشفين- يومئذ بحيث نعدّ خيامهم [2] ، ونسمع اختلاط أصواتهم، إذا سمعت [3] وجبة من وجباتهم، فقال: لا إله إلّا الله، نغّص علينا كل شيء حتّى الموت! قالت أروى: فدمعت عينيّ، فلا أنسى طرفا إليّ يرفعه، وإنشاده لي [4] بصوت لا أكاد أسمعه:
ترفّق بدمعك لا تفنه
…
فبين يديك بكاء طويل
انتهى كلام ابن بسام.
ومات المعتصم في أثر ذلك عند طلوع الشمس، يوم الخميس ثاني عشري ربيع الأول، بالمريّة، ودفن في تربة له عند باب الخوخة.
[1] في «الذخيرة» : «أمير المسلمين» .
[2]
في «الذخيرة» : «خيماتهم» .
[3]
في «الذخيرة» : «سمع» .
[4]
في «الذخيرة» «وإنشاده إياي» .