المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ست وخمسين وأربعمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٥

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الخامس]

- ‌كلمة للمحقّق

- ‌سنة إحدى وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعمائة

- ‌سنة أربع وأربعمائة

- ‌سنة خمس وأربعمائة

- ‌سنة ست وأربعمائة

- ‌سنة سبع وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعمائة

- ‌سنة تسع وأربعمائة

- ‌سنة عشر وأربعمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وأربعمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وأربعمائة

- ‌سنة أربع عشرة وأربعمائة

- ‌سنة خمس عشرة وأربعمائة

- ‌سنة ست عشرة وأربعمائة

- ‌سنة سبع عشرة وأربعمائة

- ‌سنة ثماني عشرة وأربعمائة

- ‌سنة تسع عشرة وأربعمائة

- ‌سنة عشرين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة ست وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وأربعمائة

- ‌سنة أربعين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة ست وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وأربعمائة

- ‌سنة خمسين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة ست وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وأربعمائة

- ‌سنة ستين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وستين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وستين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وستين وأربعمائة

- ‌سنة ست وستين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وستين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وستين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وستين وأربعمائة

- ‌سنة سبعين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة ست وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وأربعمائة

- ‌سنة ثمانين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة ست وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وأربعمائة

- ‌سنة تسعين وأربعمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة ست وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وأربعمائة

- ‌سنة خمسمائة

الفصل: ‌سنة ست وخمسين وأربعمائة

‌سنة ست وخمسين وأربعمائة

فيها على ما قاله في «الشذور» غزا السلطان أبو الفتح ملكشاه الرّوم، ودخل بلدا لهم فيه سبعمائة ألف دار وألف بيعة ودير، فقتل ما لا يحصى، وأسر خمسمائة ألف.

وفيها نازل ألب أرسلان هراة، فأخذها من عمّه، ولم يؤذه وتسلّم الرّيّ وسار إلى أذربيجان، وجمع الجيوش، وغزا الرّوم، فافتتح عدة حصون، وهابته الملوك. وعظم سلطانه، وبعد صيته، وتوفر الدعاء له، لكثرة ما افتتح من بلاد النصارى، ثم رجع إلى أصبهان ومنها إلى كرمان، وزوّج ابنه ملكشاه بابنة خاقان صاحب ما وراء النهر، وابنه أرسلان شاه بابنة صاحب غزنة، فوقع الائتلاف، واتفقت الكلمة، ولله الحمد.

وفيها توفي الحافظ عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عاصم الأستغداديزي- بضم أوله والفوقية وسكون السين المهملة [وضم التاء المثناة] والغين المعجمة ثم مهملتين بينهما ألف، ثم تحتية وزاي، نسبة إلى أستغداديزة من قرى نسف [1]- النّخشبي، ونخشب هي نسف. روى عن جعفر المستغفري وابن غيلان، وطبقتهما، بخراسان، وأصبهان، والعراق،

[1] انظر «معجم البلدان» (1/ 175) وما بين حاصرتين مستدرك منه.

ص: 236

والشام، ومات كهلا، وكان من كبار الحفّاظ الرحّالين، والأئمة المخرّجين المصنّفين.

وفيها أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان العكبري النحوي، صاحب التصانيف.

قال الخطيب [1] : كان مضطلعا بعلوم كثيرة، منها: النحو، واللغة، و [معرفة] النسب، وأيام العرب، و [أخبار] المتقدمين، وله أنس شديد بعلم الحديث.

وقال ابن ماكولا [2] : سمع من ابن بطة، وذهب بموته عليم العربية من بغداد. وكان أحد [3] من يعرف الأنساب، لم أر مثله وكان فقيها حنفيا، أخذ علم الكلام عن أبي الحسين البصري، وتقدم فيه.

وقال ابن الأثير [4] : له اختيار في الفقه، وكان يمشي [5] في الأسواق مكشوف الرأس، ولا يقبل من أحد شيئا، مات في جمادى الآخرة، وقد جاوز الثمانين، وكان يميل إلى إرجاء المعتزلة [6] ويعتقد أن الكفّار لا يخلّدون في النار. قاله في «العبر» [7] .

وفيها ابن رشيق القيرواني، أبو علي الحسن بن رشيق [8] ، أحد الأفاضل البلغاء، له التصانيف الحسنة، منها كتاب «العمدة في صناعة الشعر

[1] انظر «تاريخ بغداد» (11/ 17) .

[2]

انظر «الإكمال» (1/ 246- 247) .

[3]

في «الإكمال» : «آخر» .

[4]

انظر «الكامل في التاريخ» (10/ 42- 43) .

[5]

لفظة «يمشي» سقطت من «آ» وأثبتها من «ط» و «الكامل» .

[6]

كذا في «آ» و «ط» و «العبر» وفي «الكامل» : «إلى مذهب مرجئة المعتزلة» .

[7]

(3/ 239- 240) .

[8]

انظر «وفيات الأعيان» (2/ 85- 89) مصدر المؤلف.

ص: 237

ونقده وعيوبه» وكتاب «الأنموذج» والرسائل الفائقة، والنظم الجيد.

قال ابن بسام في كتاب «الذخيرة» [1] : بلغني أنه ولد بالمسيلة، وتأدب بها قليلا، ثم ارتحل إلى القيروان سنة ست وأربعمائة.

وقال غيره: ولد بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة، وأبوه مملوك رومي من موالي الأزد، وكانت صنعة أبيه في بلده المحمدية الصياغة، فعلّمه أبوه صنعته، وقرأ الأدب بالمحمدية، وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى التزيّد منه، وملاقاة أهل الأدب، فرحل إلى القيروان، واشتهر بها، ومدح صاحبها، واتصل بخدمته، ولم يزل بها إلى أن هاجم [2] العرب القيروان، وقتلوا أهلها، وأخربوها، فانتقل إلى جزيرة صقلية، وأقام بها إلى أن مات، ومات في هذه السنة، وقيل: سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وهو الأصح [3]، ومن شعره:

أحبّ أخي وإن أعرضت عنه

وقلّ على مسامعه كلامي

ولي في وجهه تقطيب راض

كما قطّبت في وجه المدام

وربّ تقطّب من غير بغض

وبغضّ كان من تحت ابتسام

ومن شعره:

يا ربّ لا أقوى على دفع الأذى

وبك استعنت [4] على الضعيف الموذي

مالي بعثت إليّ ألف بعوضة

وبعثت واحدة إلى نمروذ؟

ومن شعره ما حكاه ابن بسام:

أسلمني حبّ سليمانكم

إلى هوى أيسره القتل

[1] انظر «الذخيرة» في محاسن أهل الجزيرة» لابن بسام القسم الرابع، المجلد الثاني، ص (597) .

[2]

في «آ» و «ط» : «وهجم» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

[3]

في «آ» : «على الأصح» وأثبت لفظ «ط» .

[4]

في «الذخيرة» : «استغثت» .

ص: 238

قالت لنا جند ملاحاته

لما بدا ما قالت النمل؟ [1]

قوموا ادخلوا مسكنكم قبل أن

تحطمكم أعينه [2] النجل

ومن لطيف شعره ما نقله الدّميري:

فكّرت ليلة وصلها في صدّها

فجرت بقايا أدمعي كالعندم

فطفقت أمسح مقلتي في نحرها

إذ عادة الكافور إمساك الدّم

ومن تصانيفه أيضا «قراضة الذهب» وهو كتاب لطيف الجرم [3] كبير الفائدة، رحمه الله تعالى.

وفيها أبو شاكر، عبد الواحد بن محمد التّجيبيّ القبريّ [4] ، نزيل بلنسية، وأجاز له أبو محمد بن أبي زيد، وسمع من أبي محمد الأصيلي، وأبي حفص بن نابل [5] ، وولي القضاء والخطابة ببلنسية، وعمّر.

وفيها أبو محمد بن حزم، العلّامة علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح الأموي مولاهم، الفارسي الأصل، الأندلسي القرطبي الظاهري، صاحب المصنّفات. مات مشردا عن بلده من قبل الدولة ببادية لبلة- بفتح اللّامين، وبينهما موحدة، بلدة بالأندلس- بقرية له ليومين بقيا من شعبان، عن اثنتين وسبعين سنة. روى عن أبي عمر بن الجسور، ويحيى بن

[1] كذا رواية البيت في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» (2/ 88) وفي «الذخيرة» القسم الرابع المجلد الثاني ص (612) .

لما بدا جند ملاحته

قال الورى ما قالت النمل

[2]

في «الذخيرة» : «أجفانه» .

[3]

كذا في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» وعلّق محقّقه بقوله: في النسخة «ج» : «لطيف الحجم» وجاء في «لسان العرب» (جرم) : والجرم: بالكسر: الجسد. قلت: ولعلّ ابن خلّكان أراد «لطيف الهيئة والحجم» فعبّر عن ذلك بقوله: «لطيف الجرم» وتبعه ابن العماد، والله أعلم.

[4]

في «آ» و «ط» : «القنبري» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» (3/ 240) مصدر المؤلف وانظر «جذوة المقتبس» ص (290) و «الصلة» (2/ 384) و «سير أعلام النبلاء» (18/ 179) .

[5]

في «آ» و «ط» : «ابن نابك» وهو خطأ، والتصحيح من «الصلة» و «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .

ص: 239

مسعود، وخلق، وأول سماعه سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وكان إليه المنتهى في الذكاء، وحدّة الذهن، وسعة العلم بالكتاب، والسّنّة، والمذاهب، والملل والنّحل، والعربية، والآداب، والمنطق، والشعر، مع الصدق والدّيانة والحشمة، والسؤدد، والرئاسة، والثروة، وكثرة الكتب.

قال الغزالي: وجدت في أسماء الله تعالى كتابا لأبي محمد بن حزم يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه.

وقال صاعد [1] في «تاريخه» : كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام، وأوسعهم [معرفة] مع توسعه في علم اللّسان، والبلاغة، والشعر، والسّير، والأخبار، أخبرني ابنه الفضل، أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تآليفه نحو أربعمائة مجلد. قاله في «العبر» [2] .

وقال ابن خلّكان [3] : كان حافظا، عالما بعلوم الحديث [وفقهه] ، مستنبطا للأحكام من الكتاب والسّنّة، بعد أن كان شافعي المذهب، فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر، وكان متفننا في علوم جمّة، عاملا بعلمه، زاهدا في الدّنيا بعد الرئاسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك، متواضعا، ذا فضائل [جمّة] وتآليف كثيرة، وجمع من الكتب في علم الحديث، والمصنفات، والمسندات، شيئا كثيرا، وسمع سماعا جمّا. وألّف في فقه الحديث كتابا سمّاه كتاب «الإيصال إلى فهم كتاب الخصال [4]

[1] في «آ» و «ط» : «ابن صاعد» والتصحيح من «العبر» ، وهو صاعد بن أحمد الأندلسي التغلبي أبو القاسم، المتوفى سنة (462) هـ-. انظر ترجمته ومصادرها في «الأعلام» للزركلي (3/ 186) .

[2]

(3/ 241) وما بين حاصرتين استدركته منه.

[3]

انظر «وفيات الأعيان» (3/ 325- 330) .

[4]

في «آ» و «ط» : «الإيصال إلى الفهم وكتاب الخصال

» إلخ والتصحيح من «وفيات الأعيان» وانظر «جذوة المقتبس» ص (308- 309) و «كشف الظنون» (1/ 704) .

ص: 240

الجامعة نحل شرائع الإسلام في الواجب والحلال والحرام والسّنّة والإجماع» أورد فيه أقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين، وله كتاب في مراتب العلوم وكيفية طلبها وتعلق بعضها ببعض، وكتاب «إظهار تبديل اليهود والنصارى التوراة والإنجيل وبيان ناقض ما بأيديهم من ذلك مما لا يحتمل التأويل» وهذا معنى لم يسبق إليه وكتاب «التقريب بحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية [والأمثلة الفقهية] » إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة، وكان له كتاب صغير سمّاه «نقط العروس» جمع فيه كل غريبة ونادرة.

وقال الحافظ أبو عبد الله محمد بن فتوح [1] : ما رأينا مثله فيما [2] اجتمع له، مع الذّكاء، وسرعة الحفظ، وكرم النّفس، والتديّن. وما رأيت من يقول الشعر على البديهة أسرع منه، قال: أنشدني لنفسه:

لئن أصبحت مرتحلا بجسمي [3]

فروحي عندكم أبدا مقيم

ولكن للعيان لطيف معنى

له سأل المعاينة الكليم

وله:

وذو عذل فيمن سباني بحسنة [4]

يطيل ملامي في الهوى ويقول

أفي حسن وجه لاح لم تر غيره

ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل؟

فقلت له: أسرفت في اللّوم ظالما

وعندي ردّ لو أردت طويل

ألم تر أنّي ظاهريّ وأنّني

على ما بدا حتّى يقوم دليل

[1] انظر «جذوة المقتبس» ص (309- 310) .

[2]

في «آ» و «ط» : «مما» والتصحيح من «جذوة المقتبس» و «وفيات الأعيان» .

[3]

في «آ» و «ط» و «وفيات الأعيان» : «بجسمي» وفي «جذوة المقتبس» : «بشخصي» .

[4]

رواية هذه الشطرة في «وفيات الأعيان» .

وذي غذل فيمن سباني حسنه............... .......

ص: 241

وروى له الحافظ الحميدي [1] :

أقمنا ساعة ثمّ ارتحلنا

وما يغني المشوق وقوف ساعه

كأن الشّمل لم يك ذا اجتماع

إذا ما شتّت البين اجتماعه

وكان ابن حزم كثير الوقوع في العماء المتقدمين، لا يكاد أحد يسلم من لسانه، فنفرت عنه القلوب، واستملل من فقهاء وقته فمالوا على بغضه [2] وردّوا قوله، وأجمعوا على تضليله، وشنعوا عليه، وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو إليه والأخذ عنه، فأقصته الملوك، وشردته عن بلاده.

وقال ابن العريف: كان لسان ابن حزم، وسيف الحجّاج شقيقين.

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وفيها ابن النّرسي، أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد حسنون البغدادي [3] ، في صفر، عن تسع وثمانين سنة. روى في «مشيخته» عن محمد بن إسماعيل الورّاق، وطبقته.

وفيها قتلمش بن إسرائيل بن سلجوق، الملك شهاب الدولة، وابن عم السلطان طغرلبك. كانت له قلاع وحصون بعراق العجم، فعصى على قرابته، السلطان ألب أرسلان، وواقعة [4] فقتل في المعركة، وهو جدّ سلاطين الرّوم السلجوقية، وكان بطلا شجاعا.

وفيها أبو الوليد الدّربندي- نسبة إلى دربند، وهو باب الأبواب- الحسن بن محمد بن علي بن محمد البلخي، طوّف البلاد، وحصّل الإسناد،

[1] لم ترد هذه الفقرة في «جذوة المقتبس» الذي بين يدي.

[2]

في «وفيات الأعيان» : «واستهدف فقهاء وقته، فتمالؤوا على بغضه» .

[3]

انظر «العبر» (3/ 242) و «سير أعلام النبلاء» (18/ 84- 85) .

[4]

في «آ» و «ط» : «ووافقه» والتصحيح من «العبر» (3/ 242) .

ص: 242

وهو حافظ صدوق من المكثرين، لكنه رديء الحفظ [1] بين المحدّثين. قاله ابن ناصر الدّين [2] .

وفيها المطرّز، صاحب «المقدمة اللطيفة» [3] محمد بن علي بن محمد بن صالح السّلمي الدمشقي أبو عبد الله، النحوي المقرئ، في ربيع الأول. روى عن تمّام وجماعة، وآخر من حدّث عنه النّسيب [4] في «فوائده» .

وفيها أبو سعيد الخشّاب محمد بن علي بن محمد النيسابوري المحدّث، خادم أبي عبد الرحمن السّلمي. روى عن أبي محمد المخلدي، والخفّاف، وطائفة.

وفيها عميد الملك [5] ، الوزير أبو نصر محمد بن منصور الكندري، وزير السلطان طغرلبك، وكان من رجال العالم حزما ورأيا وشهامة وكرما، وقد جبّ مذاكيره لأمر، ثم قتله ألب أرسلان، بمرو الرّوذ في آخر العام، وحمل رأسه إلى نيسابور قاله. في «العبر» [6] .

وقال ابن خلّكان [7] : الستوزره السلطان طغرلبك السّلجوقي، ونال عنده الرتبة العالية والمنزلة الجليلة، ولم يكن لأحد من أصحابه معه كلام، وهو

[1] في «سير أعلام النبلاء» : «رديء الخط» .

[2]

في «التبيان شرح بديعة البيان» (49/ آ) .

[3]

وتعرف ب- «المطرّزة» قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2/ 1804) : عزاها السيوطي في «طبقات النحاة» إلى صاحب «المغرب» - يعني لأبي الفتح المطرّزي-. وقال الحافظ الذهبي: إنها ليست له بل مؤلفها دمشقي قديم، وهو أبو عبد الله بن محمد بن علي بن صالح السلمي المطرّز، المتوفي سنة (456) هـ-.

[4]

يعني علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبو القاسم العلوي الحسني ويعرف ب- «النّسيب» المتوفي سنة (508) هـ-. انظر «مرآة الزمان» (8/ 33)«مخطوط» و «العبر» (4/ 17) .

[5]

تحرّفت في «ط» إلى «عبد الملك» .

[6]

(3/ 242) .

[7]

انظر «وفيات الأعيان» (5/ 138- 142) .

ص: 243

أول وزير كان لهذه الدولة، ولو لم تكن له منقبة إلّا صحبة إمام الحرمين أبي المعالي الشافعي على ما ذكره ابن السمعاني في ترجمة أبي المعالي المذكور في كتاب «الذيل» فإنه قال بعد الإطناب في وصف إمام الحرمين وذكر تنقله في البلاد. ثم قال: وخرج إلى بغداد، وصحب العميد الكندري أبا نصر مدة يطوف معه ويلتقي في حضرته بالأكابر من العلماء ويناظرهم [وتحنك بهم] ، حتى تهذب في النظر وشاع ذكره.

قال ابن خلّكان: وهذا خلاف ما ذكره شيخنا ابن الأثير في «تاريخه» [1] في سنة ست وخمسين وأربعمائة، فإنه قال: إن الوزير المذكور كان شديد التعصب على الشافعية، كثير الوقيعة في الشافعي رضي الله عنه، حتّى بلغ في تعصبه أنه خاطب السلطان ألب أرسلان السّلجوقي في لعن الرافضة على منابر خراسان، فأذن له في ذلك، فأمر بلعنهم، وأضاف إليهم الأشعرية، فأنت من ذلك أئمة خراسان، منهم أبو القاسم القشيري، وإمام الحرمين الجويني، وغيرهما، ففارقوا خراسان، وأقام إمام الحرمين بمكة أربع سنين.

يدرّس ويفتي، فلهذا قيل له إمام الحرمين، فلما جاءت الدولة النظامية أحضر من انتزح منهم وأكرمهم وأحسن إليهم، وقيل: إنه تاب عن [2] الوقيعة في الشافعي رحمه الله، فإن صحّ فقد أفلح.

وكان عميد الملك ممدّحا مقصدا للشعراء، مدحه جماعة من أكابر شعراء عصره، منهم: الباخرزي [3] وصرّدرّ، وفيه يقول قصيدته النونية [4] :

[1] انظر «الكامل في التاريخ» (10/ 138) .

[2]

في «آ» : «من» .

[3]

انظر «دمية القصر» (2/ 138- 147) بتحقيق الدكتور سامي مكي العاني، طبع مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع في الكويت.

[4]

وقد ذكرها ابن خلكان في «وفيات الأعيان» كاملة وهي سبعة وثلاثون بيتا، وعزاها محققه إلى «ديوانه» ص (53) .

ص: 244

أكذا يجازى ودّ كل قرين

أم هذه شيم الظباء العين

قصّوا عليّ حديث من قتل الهوى

إن التأسّي روح كلّ حزين

ولئن كتمتم مشفقين لقد درى

بمصارع العذريّ والمجنون

ومنها:

ووراء ذيّاك المقبّل مورد

حصباؤه من لؤلؤ مكنون

إما بيوت النحل بين شفاههم

منضودة أو حانة الزرجون

ومنها:

وخشيت من قلبي الفرار إليهم [1]

حتّى لقد طالبته بضمين

ومنها:

يا عين مثل قذاك رأية معشر

عار على دنياهم والدّين

لم يشبهوا الإنسان إلّا أنهم

متكونون من الحما المسنون

نجس العيون فإن رأتهم مقلتي

طهرتها ونزحت ماء جفوني

أنا إن هم حسبوا الذخائر دونهم

وهم إذا عدّوا الفضائل دوني

لا يشمت الحسّاد أن مطامعي

عادت إليّ بصفقة المغبون

لا يستدير البدر إلا بعد ما

أبصرته في الغيم [2] كالعرجون

فإذا عميد الملك حلّى ربعه

ظفرا بفأل الطائر الميمون

وهي طويلة طنّانة آخرها:

شهدت علاه أن عنصر ذاته

مسلك وعنصر غيره من طين

ولما قام بالمملكة ألب أرسلان أقرّه على حاله وزاد في إكرامه ورتبته، ثم إنه سيّره إلى خوارزم شاه ليخطب له ابنته، فأرجف أعداؤه أنه خطبها لنفسه، وشاع ذلك بين الناس، فبلغ عميد الملك الخبر، فخاف تغيّر قلب

[1] في «آ» و «ط» : «عليهم» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .

[2]

في «آ» : «في الضيم» وفي «وفيات الأعيان» : «في الضمر» .

ص: 245

مخدمه عليه، فعمد إلى لحيته فحلقها، وإلى مذاكيره فجبّها، فكان ذلك سبب سلامته من ألب أرسلان.

وقيل: إن السلطان خصاه، ثم إن ألب أرسلان عزله ونقله إلى مرو الرّوذ وحبسه في داره [1] ، وكان في حجرة تلك الدّار عياله، وكانت له بنت واحدة لا غير، فلما أحسّ بالقتل دخل الحجرة وأخرج كفنه وودع عياله، وأغلق باب الحجرة واغتسل وصلى ركعتين، وأعطى الذي همّ بقتله مائة دينار نيسابورية، وقال: حقي عليك أن تكفّنني في هذا الثوب الذي غسلته بماء زمزم، وقال لجلّاده، قل للوزير نظام الملك: بئس ما فعلت، علّمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الديوان، ومن حفر مهواة وقع فيها، ومن سنّ [سنّة][2] سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة [3] ورضي بقضاء الله المحتوم، وقتل يوم الأربعاء سادس عشري ذي الحجة [4] وعمره يومئذ نيف وأربعون سنة.

ومن العجائب أنه دفنت مذاكيره بخوارزم، وأريق دمه بمرو الرّوذ، ودفن جسده بقرية كندر [5] ، وجمجمته ودماغه بنيسابور، وحشيت جلده [6] بالتبن، ونقلت إلى كرمان، وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.

وكندر: قرية من قرى طريثيث [7] من نواحي نيسابور. انتهى ملخصا.

[1] في «آ» و «ط» : «في دار» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .

[2]

لفظة «سنة» سقطت من «آ» و «ط» واستدركتها من «وفيات الأعيان» .

[3]

اقتباس من حديث طويل رواه مسلم رقم (1017) في الزكاة: باب الحثّ على الصدقة ولو بشق تمرة أو كلمة طيبة، والنسائي (5/ 75 و 76) في الزكاة: باب التحريض على الصدقة من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

[4]

في «وفيات الأعيان» : «وقتل يوم الأحد سادس عشر ذي الحجة» .

[5]

انظر «معجم البلدان» (4/ 482) .

[6]

في «ط» : «جثته» وفي «وفيات الأعيان» : «سوأته» .

[7]

في «آ» و «ط» : «طرثيث» وهو خطأ والتصحيح من «وفيات الأعيان» وانظر «معجم البلدان» (4/ 33) .

ص: 246