الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وستين وأربعمائة
فيها كما قال في «الشذور» كانت زلزلة بالرملة، فذهب أكثرها، وعمّ ذلك بيت المقدس، وانخسفت إيلة كلها، وانجفل البحر وقت الزلزلة، حتّى انكشفت أرضه، ثم عاد. انتهى.
وفيها كما قال في «العبر» [1] نزلت [2] جيوش الرّوم، فنزلوا على منبج، واستباحوها، وأسرعوا الكرّة، لفرط القحط، أبيع فيهم رطل الخبز بدينار.
وفيها أقيمت الخطبة العباسيّة بالحجاز، وقطعت خطبة المصريين لاشتغالهم بما هم فيه من القحط والوباء الذي لم يسمع في الدهور بمثله، وكاد الخراب يستولي على وادي مصر، حتّى إن صاحب «مرآة الزمان» نقل أن امرأة خرجت وبيدها مدّ جوهر، فقالت: من يأخذه بمدّ برّ، فلم يلتفت إليها أحد، فألقته في الطريق، وقالت: هذا ما نفعني وقت الحاجة، فلا أريده، فلم يلتفت أحد إليه.
وفيها توفي القاضي حسين [3] بن محمد بن أحمد أبو علي
[1](3/ 250- 251) .
[2]
في «العبر» : «أقبلت» .
[3]
في «آ» و «ط» : «الحسين» والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .
المرّوذي [1] المرورّوذي، شيخ الشافعية في زمانه، وأحد أصحاب الوجوه، تفقه على أبي بكر القفّال، وهو والشيخ أبو علي أنجب تلامذته. وروى عن أبي نعيم الإسفراييني.
قال عبد الغفار: كان فقيه خراسان، وكان عصره تاريخا به.
وقال الرافعي في «التذنيب» [2] : إنه كان كبيرا غوّاصا في الدقائق، من الأصحاب الغرّ الميامين، وكان يلقب بحبر الأمة.
وقال النووي في «تهذيبه» [3] : وله «التعليق الكبير» [4] وما أجزل فوائده وأكثر فروعه المستفادة، وله «الفتاوى» المشهورة، وكتاب «أسرار الفقه» وغير ذلك، وممّن أخذ عنه أبو سعد [5] المتولي، والبغوي.
قال: ويقال: إنّ أبا المعالي تفقه عليه أيضا.
ومتى أطلق القاضي في كتب متأخري المراوزة فالمراد المذكور.
وقال ابن الأهدل: متى أطلق القاضي في فروع الشافعية فهو هو، وفي كتب أصول أهل السّنّة فهو الباقلاني، وإذا قالوا: القاضيان فهو هو وعبد
فائدة: قال الإمام النووي في «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 165) : أعلم أنه متى أطلق القاضي في كتب متأخري الخراسانيين كالنهاية، و «التتمة» و «التهذيب» وكتب الغزالي ونحوها، فالمراد القاضي حسين. ومتى أطلق القاضي في كتب متوسط العراقين، فالمراد القاضي أبو حامد المروذي. ومتى أطلق في كتب الأصول لأصحابنا، فالمراد القاضي أبو بكر الباقلاني الإمام المالكي في الفروع. ومتى أطلق في كتب المعتزلة أو كتب أصحابنا الأصوليين حكاية عن المعتزلة، فالمراد به القاضي الجبّائي، والله أعلم.
[1]
في «آ» و «ط» : «المروزي» وهو خطأ، والتصحيح من «سير أعلام النبلاء» (18/ 261) وانظر التعليق عليه.
[2]
واسمه الكامل «التذنيب في الفروع» . انظر «كشف الظنون» (1/ 394) .
[3]
انظر «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 164- 165) وقد نقل المؤلف كلامه بتصرف.
[4]
في «سير أعلام النبلاء» : «التعليقة الكبرى» .
[5]
في «آ» و «ط» : «أبو سعيد» والصواب ما أثبته.
الجبّار المعتزلي، وإذا قالوا: الشيخ، فهو أبو الحسن الأشعري، وإذا أطلقه [1] الفقهاء، فهو أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين. انتهى.
وفيها أبو غالب بن بشران الواسطي، صاحب اللغة، محمد بن أحمد بن سهل المعدّل الحنفي، ويعرف بابن الخالة، وله اثنتان وثمانون سنة. ولم يكن بالعراق أعلم منه باللغة. روى عن أحمد بن عبيد بن بيري وطبقته.
وفيها شعبة النّسفي الحافظ، أبو اللّيث، أحمد بن جعفر بن مدني بن عيسى بن عدنان بن محمود النّسفي الكائني، الملقب شعبة، ختن الإمام جعفر المستغفري، وهو الذي بشعبة لقّبة، لما رأى من حذقه وحفظه وأعجبه. سمع وهو شاب بسمرقند الكثير، وحدّث بها وهو شيخ كبير، وذكره في حفّاظ سمرقند أبو حفص النسفي في كتابه «القند» [2] . قاله ابن ناصر الدّين [3] .
وفيها أبو عبد الله محمد بن عتّاب الجذامي مولاهم المالكي، مفتي قرطبة وعالمها ومحدّثها وورعها، توفي في صفر ومشى في جنازته المعتمد بن عبّاد [4] ، وله تسع وسبعون سنة. روى عن أبي المطرّف القنازعي، وخلق.
[1] في «ط» : «أطلقته» .
[2]
واسمه الكامل «القند في تاريخ سمرقند» وهو لأبي حفص نجم الدّين عمر بن محمد النسفي السمرقندي المتوفى سنة (537) هـ-. انظر «كشف الظنون» (2/ 1356) .
[3]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (150) آ- 150 ب) .
[4]
في «آ» و «ط» : «أحمد بن عبّاد» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» (3/ 252) و «سير أعلام النبلاء» (18/ 330) .