الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
فيها تزوج القائم بأمر الله، بأخت طغرلبك، وتمكّن القائم، وعظمت الخلافة بسلطنة طغرلبك.
وفيها كان القحط الشديد بديار مصر والوباء المفرط، وكانت العراق تموج بالفتن والخوف والنهب، من جماعة طغرلبك، ومن الأعراب، ومن البساسيري.
قال ابن الجوزي في «الشذور» : ثم وقع الغلاء والوباء في الناس، وفسد الهواء، وكثر الذباب، واشتد الجوع، حتّى أكلوا الميتة، وبلغ المكوك من بزر البقلة سبعة دنانير، والسفرجلة والرّمانة دينارا، والخيارة واللينوفرة دينارا، وعمّ الغلاء والوباء جميع البلاد، وورد كتاب من مصر أن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارا فوجدوا عند الصباح موتى، أحدهم على باب البيت، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على الثياب المكورة. انتهى.
وفيها توفي عبد الله بن الوليد بن سعيد أبو محمد الأنصاري الأندلسي، الفقيه المالكي. حمل عن أبي محمد بن أبي زيد، وخلق، وعاش ثمانيا وثمانين سنة، وسكن مصر، وتوفي بالشام في رمضان.
وفيها أبو الحسين، عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، ثم النيسابوري راوي «صحيح مسلم» عن ابن عمرويه، و «غريب» الخطابي، عن
المؤلّف [1] كمّل خمسا وتسعين سنة، ومات في خامس شوال، وكان عدلا جليل القدر.
وفيها أبو الحسن [2] القالي- نسبة إلى قاليقلا من ديار بكر [3]- علي بن أحمد بن علي المؤدّب الثقة. روى عن أبي عمر الهاشمي وطبقته.
وفيها أبو الحسن الباقلاني، علي بن إبراهيم بن عيسى البغدادي.
روى عن القطيعي وغيره.
قال الخطيب [4] : لا بأس به.
وفيها أبو حفص بن مسرور، عمر بن أحمد بن عمر النيسابوري الزاهد. روى عن ابن نجيد [5] ، وبشر الإسفراييني، وأبي سهل الصّعلوكي، وطائفة.
قال عبد الغافر: هو أبو حفص الفاميّ [6] الماوردي، الزاهد الفقيه.
كان كثير العبادة والمجاهدة، كانوا يتبركون بدعائه، وعاش تسعين سنة، ومات في ذي القعدة.
وفيها ابن الطفّال، أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري، ثم المصري المقرئ البزاز التاج، ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وروى عن ابن حيّويه، وابن رشيق وطبقتهما.
[1] يعني عن مؤلّفه الإمام أبي سليمان الخطّابي. انظر «سير أعلام النبلاء» (17/ 19- 20) .
[2]
كذا في «آ» و «ط» : «أبو الحسن» وفي «معجم المؤلفين» (7/ 20) و «كشف الظنون» (2/ 1389) : «أبو الحسين» .
[3]
تنبيه: هكذا ضبطه المؤلف «القالي» وهو خطأ، والصواب «الفالي» كما جاء في «العبر» (3/ 218) وهو مصدر المؤلف في نقله، وجاء في «الأنساب» (9/ 233) و «معجم البلدان» (4/ 232) : أنه منسوب إلى «فالة» بلدة قريبة من «أيذخ» من بلاد خوزستان. وانظر «سير أعلام النبلاء» (18/ 54) .
[4]
أنظر «تاريخ بغداد» (11/ 342) .
[5]
في «آ» : «عن أبي نجيد» وهو خطأ وأثبت لفظ «ط» وهو الصواب.
[6]
تحرّف في «ط» إلى «القاص» وانظر «سير أعلام النبلاء» (18/ 10) و «العبر» (3/ 219) .
وفيها ابن التّرجمان، محمد بن الحسين بن علي الغزّي، شيخ الصوفية بديار مصر. روى عن محمد بن أحمد الحندري، وعبد الوهاب الكلابي وطائفة، ومات في جمادى الأولى بمصر، وله خمس وتسعون سنة، وكان صدوقا. قاله في «العبر» [1] .
وفيها أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي البغدادي، راوي «السنن» عن الدّارقطني، توفي في جمادى الأولى، وكان ثقة حسن الأصول.
وفيها أبو الحسين هلال بن المحسّن بن أبي إسحاق إبراهيم بن زهرون بن حيّون الصابئ الحرّاني الكاتب، وهو حفيد أبي إسحاق الصابئ صاحب الرسائل المشهورة. سمع هلال المذكور أبا علي الفارسي النحوي، وعلي بن عيسى الرّماني وغيرهم، وذكره الخطيب في «تاريخ بغداد» [2] وقال:
كتبنا عنه وكان صدوقا، وكان أبوه المحسّن صابئا على دين جدّه إبراهيم، وأسلم هلال المذكور في آخر عمره، وسمع العلماء في حال كفره، لأنه كان يطلب الأدب، وله كتاب «الأماثل والأعيان ومنتدى العواطف والإحسان» وهو مجلد، وكان ولده غرس النّعمة، أبو الحسن محمد بن هلال ذا فواضل [3] وتواليف نافعة، منها «التاريخ الكبير» ومنها الكتاب الذي سمّاه «الهفوات النادرة من المغفّلين الملحوظين، والسقطات البادرة من المغفّلين المحظوظين» وكانت ولادة هلال المذكور في شوال، سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وتوفي ليلة الخمسين سابع عشر رمضان، رحمه الله.
[1](3/ 219) وقد تصحفت «الغزّي» في «سير أعلام النبلاء» (18/ 50) إلى «العزّي» فتصحح.
[2]
(14/ 76) .
[3]
في «ط» : «فضائل» وكلاهما بمعنى.