الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وستين وأربعمائة
فيها توفي أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السّلمي، أحد رؤساء دمشق وعدولها. روى عن جدّه أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان، وجماعة. وسمع بمكّة من ابن جهضم، توفي في ربيع الأول، في عشر التسعين. قاله في «العبر» [1] .
وفيها حاتم بن محمد بن الطرابلسي أبو القاسم التميمي القرطبي المحدّث المتقن، مسند الأندلس، في ذي القعدة، وله إحدى وتسعون سنة.
روى عن عمر بن نابل [2] وأبي المطرّف بن فطيس، وطبقتهما. ورحل فأكثر عن أبي الحسن القابسي، وسمع بمكّة من ابن فراس العبقسي، وكان فقيها مفتيا.
وفيها حيّان بن خلف بن حسين بن حيّان، أبو مروان القرطبي الأديب، مؤرخ الأندلس ومسندها. توفي في ربيع الأول، وله اثنتان وتسعون سنة. سمع من عمر بن نابل، وله كتاب «المبين في تاريخ الأندلس» ستون مجلدا، وكتاب «المقتبس» في عشر مجلدات، وقد رؤي في النوم، فسئل
[1](3/ 271) .
[2]
في «آ» : «عن عثمان نابل» وفي «ط» : «عن عثمان بن نابل» وكلاهما خطأ، والتصحيح من «الصلة» لابن بشكوال (1/ 157) و «العبر» (3/ 272) .
عن التاريخ الذي عمله، فقال: لقد ندمت عليه، إلّا أنّ الله غفر لي بلطفه، وأقالني.
وقال ابن خلّكان [1] : ذكره أبو علي الغسّاني فقال: كان عالي السنّ، قوي المعرفة، متبحرا في الآداب، بارعا فيها، صاحب لواء التاريخ بالأندلس، أفصح الناس فيه وأحسنهم نظما له، لزم ابن الحباب النحوي، وصاعد [بن الحسن] الرّبعي، وأخذ عنه كتابه المسمى ب «الفصوص» وسمع الحديث، وسمعته يقول: التهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودّة، والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة.
وتوفي يوم الأحد لثلاث بقين من ربيع الأول، ووصفه الغسّاني بالصدق فيما حكاه في «تاريخه» . انتهى ملخصا.
وفيها حيدرة بن علي الأنطاكي، أبو المنجّا المعبّر. حدّث بدمشق عن عبد الرحمن بن أبي نصر وجماعة.
قال ابن الأكفاني: كان يذكر أنه يحفظ في علم التعبير [2] عشرة آلاف ورقة وأكثر [3] .
وفيها أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ المصري الجوهري النحوي، صاحب التصانيف. دخل بغداد تاجرا في الجوهر، وأخذ عن [4] علمائها، وخدم بمصر في ديوان الإنشاء، وكان كتّاب الإنشاء لا يتقدمون بكتبهم حتّى تعرض عليه، وله مرتب على ذلك، ثم تزهد ورغب عن الخدمة، واستغنى بالله تعالى ولزم بيته، فكان ملطوفا به حتّى مات، وسببه أنه شاهد سنّورا أعمى في سطح الجامع يرقى إليه بقوته سنّور آخر ويخدمه،
[1] انظر «وفيات الأعيان» (2/ 218- 219) .
[2]
تحرّفت في «آ» إلى «التفسير» .
[3]
في «العبر» : «وزيادة» . (ع) .
[4]
في «آ» : «من» .
فكان له فيه عبرة، ومن تصانيفه «المقدّمة» وشرحها، و «شرح الجمل» و «شرح كتاب الأصول» لابن السرّاج، ومسودّات. توفي قبل تمامها قريب من خمسة عشر مجلدا، قيل: إنه مات مترديا من غرفة، وأصله من الدّيلم.
وبابشاذ: كلمة أعجمية يتضمن معناها السرور والفرح.
وفيها، وجزم ابن ناصر الدّين في التي قبلها [1] ، عمر بن علي بن أحمد بن اللّيث اللّيثي البخاري، أبو مسلم الحافظ الجوّال. تكلم يحيى بن مندة فيه [2] ، وكان فيه تدليس وعجب بنفسه وتيه.
وفيها أو في التي قبلها- وهو الصحيح- أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زكريا الجرجاني الزّنجي، كان حافظا ثقة. قاله ابن ناصر الدّين [3] .
وفيها كرّكان الزاهد القدوة، أبو القاسم عبد الله بن علي الطّوسي، شيخ الصوفية، وصاحب «الدّويرة والأصحاب» . روى عن حمزة المهلّبي وجماعة، ومات في ربيع الأول.
وفيها أبو محمد الصّريفيني، عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هزار مرد [4] ، المحدّث، خطيب صريفين، توفي في جمادى الآخرة، عن خمس وثمانين سنة. روى عن أبي القاسم بن حبابة، وأبي حفص الكتّاني، وكان ثقة.
[1] مترجم في «التبيان شرح بديعة البيان» (151/ ب) .
[2]
قلت: وذلك في كتابه المهم «التنبيه على أحوال الجهال والمنافقين» وهو من الكتب التي لا نعرف مكان وجودها وقد كانت عند الحافظ ابن ناصر الدّين الدّمشقي نسخة خطية منه كما ذكر العلّامة الزركلي في «الأعلام» (8/ 156) .
[3]
في «التبيان شرح بديعة البيان» (151/ ب) .
[4]
في «آ» و «ط» : «ابن هراوذ» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» (3/ 273) و «سير أعلام النبلاء» (18/ 330) .
وفيها عبيد الله بن الحسين الفراء أبو القاسم بن القاضي أبي يعلي، ذكره أخوه في «الطبقات» [1] وأنه ولد يوم السبت سابع شعبان، سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وقرأ بالروايات على أبي بكر الخيّاط، وابن البنّا، وأبي الخطّاب الصّوفي، وغيرهم. وسمع الحديث من والده وجدّه لأمه جابر بن ياسين وغيرهم، ورحل في طلب الحديث والعلم إلى واسط، والبصرة، والكوفة، وعكبرا، والموصل، والجزيرة، وآمد، وغير ذلك. وكان يتكلم مع شيوخ عصره، وكان والده يأتمّ به في صلاة التراويح إلى أن توفي، وكان أكبر أولاد القاضي أبي يعلى، وكان ذا عفة، وديانة وصيانة، حسن التلاوة للقراءة، كثير الدرس، له معرفة بعلومه، وله معرفة بالجرح والتعديل، وأسماء الرجال والكنى، وغير ذلك من علوم الحديث. وله خط حسن، ولما وقعت فتنة ابن القشيري، خرج إلى مكّة، فتوفي في مضيّه إليها بموضع يعرف بمعدن النّقرة [2] ، أواخر ذي القعدة، وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيّف وعشرون يوما تقريبا، رحمه الله تعالى.
وفيها أبو الحسن البرداني محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسين بن هارون الفرضي الأمين، والد الحافظ أبي علي.
ولد بالبردان، وسمع الكثير من ابن رزقويه، وابن بشران، وابن شاذان، والبرقاني، وخلق، وروى عنه ولداه أبو علي وأبو ياسر.
قال ابن النجار: كان رجلا، صالحا، صدوقا، حافظا لكتاب الله
[1] انظر «طبقات الحنابلة» (2/ 235- 236) .
[2]
في «آ» و «ط» : «بمعدن البقرة» وهو تحريف، والتصحيح من «طبقات الحنابلة» . وقال ياقوت في «معجم البلدان» (5/ 298) : النّقرة: كل أرض متصوّبة في وهدة فهي نقرة، وبها سمّيت النقرة بطريق مكة.
تعالى، عالما بالفرائض وقسمة التركات، كتب بخطه الكثير، وخرّج تخاريج، وجمع فنونا من الأحاديث وغيرها.
وقال ابن الجوزي: كان ثقة عالما صالحا أمينا، وتوفي يوم الخميس تاسع عشري ذي القعدة، وله كتاب «فضيلة الذكر والدعاء» .