الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة
فيها توفي أبو القاسم الفضل بن عبد الله المحب، الواعظ النيسابوري، آخر أصحاب أبي الحسين الخفّاف موتا. روى عن العلويّ وغيره.
وفيها أبو الفتيان بن حيّوس، الأمير مصطفى الدولة، محمد بن سلطان بن محمد بن حيّوس بن محمد بن المرتضى بن محمد بن القاسم بن عثمان، اللّغوي الشاعر المشهور. كان يدعى بالأمير، لأن أباه كان من أمراء العرب، وهو من فحول الشعراء الشاميين المجيدين. له ديوان شعر كبير.
لقي جماعة من الملوك والأكابر، ومدحهم وأخذ جوائزهم، وكان منقطعا إلى بني مرداس أصحاب حلب، وله فيهم قصائد نفيسة، وكان قد أثرى وحصلت له نعمة ضخمة من بني مرداس فبنى دارا بمدينة حلب وكتب على بابها من شعره:
دار بنيناها وعشنا بها
…
في نعمة من آل مرداس
قوم نفوا بؤسي ولم يتركوا
…
عليّ للأيام من باس
قل لبني الدّنيا ألا هكذا
…
فليصنع النّاس مع النّاس
ومن غرر قصائده السائرة قوله من قصيدة:
هو ذاك ربع المالكية فاربع
…
واسأل مصيفا عافيا عن مربع
واستسق للدّمن [1] الخوالي بالحمى
…
غرّ السحائب واعتذر عن أدمعي
فلقد فنين أمام دان هاجر
…
في قربه، ووراء ناء مزمع
[1] في «آ» و «ط» : «للأمن» وما أثبته من «وفيات الأعيان» (4/ 442) مصدر المؤلف.
لو تخبر الركبان عني حدّثوا
…
عن مقلة عبرى وقلب موجع
ردّي لنا زمن الكثيب فإنّه
…
زمن متى يرجع وصالك يرجع
لو كنت عالمة بأدنى لوعة
…
لرددت أقصى نيلك المسترجع
بل لو قنعت من الغرام بمظهر
…
عن مضمر بين الحشا والأضلع
أغنيت إثر تعتّب ووصلت غ
…
- بّ [1] تجنّب وبذلت بعد تمنّع
ولو انني أنصفت نفسي صنتها
…
عن أن أكون كطالب لم ينجع
إني دعوت ندى الكرام فلم يجب
…
فلأشكرنّ ندى أجاب وما دعي
ومن العجائب والعجائب جمّة
…
شكري بطيء عن ندى متسرع
وله بيت مفرد في شرف الدولة سالم بن قريش:
أنت الذي نفق الثناء بسوقه
…
وجرى الندى بعروقه قبل الدّم
ولما وصل ابن الخيّاط الشاعر إلى حلب، كتب لأبي الفتيان المذكور:
لم يبق عندي ما يباع بدرهم
…
وكفاك مني منظري عن مخبري
إلّا بقية ماء وجه صنتها
…
عن أن تباع وقد وجدتك مشتري
فقيل له: لو قال: وأنت نعم المشتري كان أحسن.
وكانت ولادة ابن حيّوس يوم السبت سلخ صفر، سنة أربع وسبعين [2] وثلاثمائة، فيكون عمّر تسعة وتسعين سنة [3] وهو شيخ ابن الخيّاط الشاعر المشهور.
وحيّوس: بالحاء المهملة، والياء التحتية المشددة، وفي شعراء المغاربة ابن حبّوس بالباء الموحدة.
[1] في «آ» و «ط» : «عقب» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[2]
في «سير أعلام النبلاء» (18/ 379) : «توفي سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة» .
[3]
الذي في «العبر» أنه توفي عن ثمانين سنة (ع) .