الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كيفية صلاة الاستسقاء]
قال: فيصلي بهم ركعتين.
ش: لا نزاع في أن الصلاة للاستسقاء ركعتان، والأحاديث صريحة في ذلك.
وظاهر كلام الخرقي [أنه] يصلي بلا تكبير ولا جهر، وهو إحدى الروايتين عن أحمد رحمه الله لأن كثيرا من الأحاديث ليس فيها ذكر التكبير (والرواية الثانية) - وهي المشهورة عند الأصحاب - يكبر فيها كصلاة العيد ويجهر، لما تقدم من حديث ابن عباس.
976 -
وفي البخاري وغيره من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فحول رداءه، وصلى ركعتين، جهر فيهما بالقراءة» .
قال: ثم يخطب.
ش: هذا إحدى الروايتين عن أحمد رحمه الله واختيار أبي البركات، والقاضي، في الروايتين، وأبي بكر، وزعم أن الرواة اتفقوا عن أحمد على ذلك [وكذلك] قال في المغني
إنه المشهور، لما تقدم من حديث عائشة.
977 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فصلى بنا ركعتين، بلا أذان ولا إقامة، ثم خطبنا، ودعا الله عز وجل، وحول وجهه نحو القبلة، رافعا يديه، ثم قلب رداءه، فحول الأيمن على الأيسر، والأيسر على الأيمن» . رواه أحمد وابن ماجه (والرواية الثانية) لا يخطب للاستسقاء، وهي الأشهر عن أحمد نقلا، واختيار القاضي في التعليق، وغالى فحمل الرواية الأولى، وقول الخرقي على الدعاء، لما تقدم من حديث ابن عباس.
(فعلى الأولى) يخطب بعد الصلاة، كما ذكره الخرقي، وهو المشهور، واختيار القاضي في روايتيه وأبي محمد في المغني، لحديث أبي هريرة. (وعنه) بل قبلها، لحديث عائشة رضي الله عنها، (وعنه) يخير بين الأمرين، وهو
اختيار أبي بكر، وابن أبي موسى، وأبي البركات، لورود الأمرين عنه صلى الله عليه وسلم.
وظاهر كلام الخرقي أنه يخطب خطبة واحدة، وهو المنصوص، لحديث ابن عباس المتقدم: لم يخطب خطبكم. [الحديث] وقيل: بل ثنتين، ويفتتحها بالتكبير كخطبة [العيد على المشهور، وقال القاضي في الخصال بالحمد كخطبة] الجمعة، وقال أبو بكر في الشافي: بالاستغفار، لأنه في الاستسقاء أهم، والله أعلم.
قال: ويستقبل القبلة ويحول رداءه ويجعل اليمين يسارا، واليسار يمينا.
ش: لما تقدم من حديثي عائشة [وعبد الله بن زيد رضي الله عنهما] وفعله صلى الله عليه وسلم لذلك قيل: تفاؤلا ليتحول الجدب خصبا، وقيل: بل أمارة بينه وبين ربه عز وجل لا تفاؤلا، إذ شرط التفاؤل أن لا يكون بقصد، وإنما قيل له: حول رداءك، ليتحول حالك. والله أعلم.
قال: ويفعل الناس كذلك.
ش: أي يحولون أرديتهم، كما يحول الإمام رداءه.
978 -
لأن في حديث عبد الله بن زيد: وتحول الناس معه. رواه أحمد.
قال: فيدعو ويدعون، ويكثرون في دعائهم الاستغفار.
ش: قد تقدم حديث عائشة رضي الله عنها في الدعاء.
979 -
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء قال: «اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا» مختصر ويكثرون في دعائهم الاستغفار، لأنه سبب نزول المطر، قال الله سبحانه وتعالى:{اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا - يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 10 - 11] .
980 -
وعن علي رضي الله عنه: عجبت ممن يبطئ عنه الرزق ومعه مفاتيحه. قيل [له] : وما مفاتيحه؟ قال: استغفار.
قال: فإن سقوا وإلا عادوا في اليوم الثاني والثالث.
ش: لأن الحاجة داعية إلى ذلك، وقد جاء «إن الله يحب الملحين في الدعاء» .