الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعريف المسند إليه بالإضافة:
وبالإضافة:
ــ
ولأنه بمعنى كل فرد جوابا عن سؤال مقدر كأنه يقول: لو كانت الأداة تفيد العموم، لصح الوصف بالجمع، فأجاب بأنها للتفصيل.
(تنبيه): تلخص أن الألف واللام على أقسام:
أحدها: جنسية فقط، كقولك: الرجل خير من المرأة؛ أى حقيقة الرجولية خير من حقيقة الأنوثة.
الثانى: عهدية عهدا خارجيا، كالرجل لمعين.
الثالث: عهدية ذهنا ونعنى بالخارجى ما كان السامع يعرفه، وبالذهنى ما انفرد المتكلم بمعرفته، وإلا فالعهد لا يكون إلا فى الذهن.
الرابع: عهدية جنسية، كقولك: أكرم الرجل، تريد جنس الحجازى فى جواب من قال حضر حجازى.
الخامس: كذلك وهو معهود ذهنى لا خارجى، كالمثال المذكور حيث لم يكن فى جواب.
السادس: ستغراقية جنسية، مثل: أن الرجل الجاهل خير من المرأة.
السابع: استغراقية جنسية عهدية، كالمثال المذكور مريدا به الحجازى.
الثامن: كذلك والمعهود ذهنى.
التاسع: جنسية؛ ولكن يريد جملة ذلك الجنس، لا باعتبار العموم بل يكون المدلول الحقيقة كلها وهو بمعنى العموم المجموعى، وينبغى أن يجعل منه قوله تعالى:
عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ (1) يفيد علم الإفراد والمجموع معا، فإن المجموع فى الإثبات يستلزم الأفراد فلذلك قلنا: إن جزم المصنف بأن الأداة فيه استغراقية فيه بحث.
تعريف المسند إليه بالإضافة:
ص: (وبالإضافة إلخ).
(ش): التعريف بالإضافة يكون لأحد أسباب:
(1) سورة الأنعام: 73.
1 -
لأنها أخصر طريق (إلى إحضار المسند إليه)؛ نحو [من الطويل]:
هواى مع الرّكب اليمانين مصعد
…
................
2 -
أو تضمّنها تعظيما لشأن المضاف إليه، أو المضاف، أو غيرهما؛ كقولك: عبدى حضر، وعبد الخليفة ركب، وعبد السلطان عندى.
ــ
الأول: أن لا يكون لإحضاره في الذهن طريق أخصر من الإضافة، وينبغى أن يقيد بما إذا كان المقام مقام اختصار، كما صنع فى المفتاح كقول جعفر بن علبة حين حبس بمكة:
هواى مع الرّكب اليمانين مصعد
…
جنيب وجثمانى بمكّة موثق (1)
فإنه لا طريق أخصر من ذلك، وإنما جعل هذا مقام اختصار؛ لأن حال المحبوس حال ضيق، وبعد هذا البيت:
عجبت لمسراها وأنّى تخلّصت
…
إلىّ وباب السّجن دونى مغلق
وأورد عليه أن التعجب منصب على قوله: وأنى تخلصت فيلزم أن يكون معمولا لقوله: عجبت، ولا يصح، فإن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، وأجيب بأن الاستفهام صمن معنى التعجب، فلا حاجة لجعله معمولا لعجبت.
الثانى: أن يتضمن التعظيم لشأن المضاف إليه، أو المضاف، أو غيرهما، فالمضاف كقولك: عبد الخليفة قادم فأكرمه، ومنه أعنى ما يتضمن تعظيم المضاف، وإن لم يكن مسندا إليه.
لا تدعنى إلا بيا عبدها
…
فإنّه أشرف أسمائى
وقوله تعالى: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ (2) والمضاف إليه كقولك:
عبدى فعل كذا، تريد تعظيم شأن نفسك بأنك ذو عبد، وتعظيم شأن غيرهما كقولك:
عبد السلطان عند فلان، تريد بالإضافة الأولى تعظيم فلان المذكور فى الإضافة
(1) البيت من الطويل، وهو لجعفر بن علبة الحارثى - شاعر مقل من مخضرمى الدولتين الأموية والعباسية، وكان مسجونا بمكة فى جناية، فزارته محبوبته مع ركب من قومها، فلما رحلت قال فيها ذلك - انظر البيت فى معاهد التنصيص 1/ 120، والتبيان 1/ 163، والمفتاح ص 99، وبلا نسبة فى تاج العروس 12/ 182 (شعر)، والمصعد: اسم فاعل من أصعد بمعنى أبعد فى السير، والجنيب: المستتبع من (جنب البعير) إذا قاده إلى جنبه.
(2)
سورة الحجر: 42.
3 -
أو تحقيرا؛ نحو: ولد الحجّام حاضر.
ــ
الثانية، وهذا المثال قصد بالإضافة فيه تعظيم المضاف إليه فى الإضافة، والأحسن أن يمثل بعبد السلطان زار فلانا.
والثالث: أن يراد بها التحقير، كقولك: عبد الحجام حضر هذا ما ذكره فى الكتاب وفى الإيضاح ذكر بعد الطريق الأول قوله، وإما لإغنائها عن تفصيل متعذر أو مرجوح كقوله:
بنو مطر يوم اللّقاء كأنّهم
…
أسود لها فى غيل خفّان أشبل (1)
وقوله:
قومى هم قتلوا أميم أخى
…
فإذا رميت يصيبنى سهمى (2)
فإنه لو عددهم لطال ومنه:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم
…
قبر ابن مارية الكريم المفضل (3)
وهذا تركه المصنف، لأنه داخل فى قوله: أخصر طريق. زاد السكاكى أنه يكون حيث لا يكون للإحضار فى ذهن السامع طريق سواها أصلا، كقولك: غلام زيد لمن
(1) البيت لأبى السمط مروان بن أبى حفصة فى مدح معن بن زائدة، وبنو مطر قومه بطن من شيبان، والغيل: الشجر المجتمع، وخفان: مأسدة قرب الكوفة، والأشبل: أولاد الأسود، والشاهد فى قوله:" بنو مطر" لإغناء الإضافة فيه عن تفصيل متعذر، وانظر البيت فى المفتاح ص 99، وشرح المرشدى 1/ 65.
(2)
البيت من الكامل، وهو للحارث بن وعلة الجرمى فى الدرر 5/ 123، وسمط اللآلى ص 584، 305، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص 304، وشرح شواهد المغنى 1/ 63، ولسان العرب 11/ 118 (جلل)، والمؤتلف والمختلف ص 197، ودلائل الإعجاز ص 253، وشرح الحماسة للتبريزى 1/ 107، والمفتاح ص 100، وبلا نسبة فى خزانة الأدب 10/ 23، ولسان العرب 13/ 453 (وهن)، ومغنى اللبيب ص 120، وهمع الهوامع.
وأميم منادى مرخم أميمة، وكانت تحضه على الأخذ بثأر أخيه ممن قتله من قومه، والشاهد فى قوله:
" قومى" لإغناء الإضافة فيه عن تفصيل تركه أرجح لجهة هى خوف تغيرهم منه وحقدهم عليه إذا صرح بأسمائهم، وبعده:
فلئن عفوت لأعفون جللا
…
ولئن سطوت لأوهنن عظمى
(3)
البيت من الكامل، وهو لحسان بن ثابت فى ديوانه ص 122، ولسان العرب 13/ 91 (جفن)، 15/ 279 (مرا)، وتاج العروس (فضل)، (جفن)، (مرى)، وبلا نسبة فى كتاب العين 6/ 146.