الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَعْضٍ} من الأمور الدنيوية؛ كالجاه والمال، فلعلَّ عدمَه خيرٌ؛ أي: لا يحسدْ أحدٌ أحدًا على ما آتاه الله تعالى؛ فإنه:
{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} فلا يعاقَبُ أحدٌ إلا بعمله، ولا يُجازى أحد (1) إلا به، فنهى الله عن التمني؛ لما فيه من دواعي الحسد.
{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} أي: رزقه. قرأ ابن كثيرٍ، والكسائيُّ، وخلفٌ:(وَسَلُوا الله) و (سَلْهُمْ)(فَسَلِ الَّذِينَ) وشبهَه إذا كان أمرًا مواجَهًا به، وقبلَ السينِ واو أو فاء: بغير همزٍ، ونقل حركة الهمز إلى السين، والباقون: بسكون السين مهموزًا (2).
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} فهو يعلمُ ما يستحقُّه كلُّ إنسانٍ فيفضِّلُ عن علمٍ وتبيان. يسكتُ حمزةُ في (شَيْءٌ) و (شَيْءٍ) و (شَيْئًا) حيثُ وقعَ.
{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا
(33)}
.
[33]
{وَلِكُلٍّ} أي: لكلِّ مالٍ.
(1)"أحد" زيادة من "ن".
(2)
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 232)، و"التيسير" للداني (ص: 96)، و"تفسير البغوي"(1/ 517)، و"معجم القراءات القرآنية"(2/ 128).
{جَعَلْنَا مَوَالِيَ} أي: وُرَّاثًا، جمعُ مولى، وهو من يواليك.
{مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ} أي: ولكلِّ تركةٍ جعلنا ورّاثًا يلونها ويحرزونها.
{وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي: عاهدت أيديكم. قرأ عاصمٌ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ:(عَقَدَتْ) بغير ألف (1)؛ أي: عقدَتْ لهم أيمانكم، والمعاقدةُ: المحالفة، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية يتحالفون، فيكون للحليف السدسُ من مال الحليف، وكان ذلك ثابتًا في ابتداء الإسلام، فذلك قوله تعالى:
{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} أي: حظَّهم من الميراث، ثم نُسخ ذلك بقوله تعالى:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأحزاب: 6].
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا} أي: عالمًا، وهو تهديدٌ على من منعَ نصيبهم.
(1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 233)، و"التيسير" للداني (ص: 96)، و"تفسير البغوي"(1/ 517)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 249)، و"معجم القراءات القرآنية"(2/ 129).