الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{ثَلَاثَةٌ} وكانت النصارى يقولون: أبٌ وابنٌ وروحُ القدس.
{انْتَهُوا} عن التثليثِ يكنِ الانتهاءُ.
{خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ} بالذاتِ، لا تعدَّدَ فيهِ بوجهٍ.
{سُبْحَانَهُ} أي: هو منزَّهٌ عن:
{أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} كما تزعمونَ أيُّها النصارى.
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} مُلْكًا وخَلْقًا، لا يماثلُه شيءٌ من ذلك فيتخذَه ولدًا.
{وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} فإنه مستغنٍ عن الولدِ المحتاجِ إليه ليكونَ وكيلًا لأبيه؛ لأنه سبحانه قائمٌ بحفظِ الأشياءِ، غيرُ محتاجٍ إلى مَنْ يُعينهُ.
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا
(172)}
.
[172]
ولما قال وفدُ نجرانَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّكَ تسبُّ عيسى، تقولُ: إنه عبدُ الله، فقال:"إِنَّهُ لَا يَأْنَفُ مِنْ ذَلِكَ"، نزل:
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ} (1) أي: لن يأنفَ عِزَّةً.
{أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ} فإن عبوديتَهُ شرفٌ يتباهى به.
{وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} عطفٌ على المسيح، وهم حَمَلَةُ العرشِ لا يأنفونَ أن يكونوا عبيدًا لله، واستدلَّ بهذه الآيةِ من يقولُ بتفضيلِ الملائكةِ
(1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 103)، و"تفسير البغوي"(1/ 627).