الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنزل عليك كتابًا، وإن الله قد عهدَ إلينا في التوراة ألَّا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكلُه النار، فإن جِئْتَنا به، صَدَّقناك، فأنزل الله الآية (1).
قال السُّدِّيُّ: قيل لبني إسرائيل: من جاءكم يزعمُ أنه نبيٌّ، فلا تصدقوه حتى يأتيكم بقربان تأكُله النار، إلا محمدًا وعيسى، فإذا أتيا، فآمنوا بهما؛ فإنهما لا يأتيان بقربان، قال الله تعالى إقامةً للحجة عليهم:
{قُلْ} يا محمد: {قَدْ جَاءَكُمْ} يا معشرَ اليهود.
{رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي} كيحيى وزكريا.
{بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ} فقتلتموهم.
{فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ} أي: قتلهم أسلافُكم.
{إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ؟ معناه: تكذيبُهم مع علمِهم بصدقك؛ كقتل آبائهم الأنبياءَ مع إتيانهم بالقربان (2).
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ
(184)}
.
[184]
ثم قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} أي: الصحف، جمعُ زبور؛ كرسول.
(1) انظر: "تفسير ابن أبي حاتم"(2/ 831)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 74).
(2)
في "ن": "القربان". وانظر: "تفسير البغوي"(1/ 458)، و"العجاب" لابن حجر (2/ 809).