الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا
(121)}
.
[121]
{أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)} مَفَرًّا.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
(122)}
.
[122]
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت غرفِها ومساكِنها.
{الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ} نصبٌ مصدرٌ مؤكَّدٌ.
{حَقًّا} حالٌ من (وعد الله)
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} . أي: قولًا.
{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
(123)}
.
[123]
ولما افتخرَ اليهودُ والنصارى، وقالوا للمسلمين: نبيُّنا قبلَ نبيِّكم، وكتابُنا قبلَ كتابِكم، فنحن أَوْلى بالله منكم، فقال المسلمون: نبيُّنا خاتمُ الأنبياء، وكتابنا يقضي على الكتبِ، وقد آمنَّا بكتابِكم، ولم تؤمنوا بكتابِنا، فنحن أَوْلى بالله منكم، فنزل قوله تعالى:
{لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ} (1) أيُّها المسلمونَ.
(1) انظر: "تفسير الطبري"(5/ 288)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: 100)، =
{وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} والأمانيُّ: هي ما يَتشَهَّاهُ المرءُ ويُطمِعُ نفسَه فيه؛ أي: ثوابُ الله لا يُنال بالأماني، وإنما الأمرُ بالعمل الصالح. قرأ أبو جعفرٍ:(بِأَمَانِيكُمْ وَلَا أَمَانِي أَهْلِ الْكِتَابِ) بسكونِ الياءِ من غيرِ تشديد (1).
{مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا} مبتدأٌ، وهو شرطٌ جوابُه:
{يُجْزَ بِهِ} عاجِلًا أو آجلًا.
وهذه الآية عامة في حقِّ كلِّ عاملٍ، فأما مجازاةُ الكافرِ، فالنارُ، وأما المؤمنُ، فنكباتُ الدنيا، قال أبو بكر رضي الله عنه: لما نزلَتْ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قلتُ: يا رسولَ الله! ما أشدَّ هذهِ الآيةَ! فقال: "يَا أَبَا بَكْرٍ! أَمَا تَحْزَنُ، أَمَا تَمْرَضُ، أَمَا تُصِيبُكَ اللأْوَاءُ؟ فَهَذَا بِذلكَ"(2).
{وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا} يواليه.
{وَلَا نَصِيرًا} ينصُره في دفعِ العذابِ.
وفي قولِه تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} من الأمثال الدائرة على ألسن الناس: ما تَزْرَعْ تَحْصُدْ.
= و"تفسير البغوي"(1/ 601)، و"الدر المنثور" للسيوطي (2/ 694).
(1)
انظر: "تفسير القرطبي"(5/ 396)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 217 - 252)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 194)، و"معجم القراءات القرآنية"(2/ 165).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 11)، وأبو يعلى في "مسنده"(98)، وابن حبان في "صحيحه"(2910)، والحاكم في "المستدرك"(4450).