الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
المقدمة الخامسة
" (1)
دلالة هذه الصيغة على الطلب يكفي فيها الوضع. وقال أبو علي وأبو هاشم يتوقف بعده على إرادة أخرى تؤثر في صيرورتها أمرًا.
لنا وجوه:
أ- القياس على سائر الألفاظ (2).
ب- إنها لو توقفت على الِإرادة وأنها أمرٌ باطني لما أمكن الاستدلال بالصيغة على الطلب.
جـ - الأمرية ليست صفةً لمجموع الحروف إذ لا وجودَ لها ولا لآحادها إذ لا واحدَ منها بأمرٍ.
احتجا (3): بأنا نميز بين كون الصيغة طلبًا أو تهديدًا ولا مميزَ إلَّا الإرادة.
وجوابه: إنها مجاز في التهديد. والأصل الحقيقة إلَّا لمعارض.
"
المقدمة السادسة
"
قال أصحابنا (4) لا يعتبر في الأمر علو رتبة الآمر (5) خلافًا للمعتزلةِ (6)
(1) دمج القاضي الأرموي في هذه مسألتين من مسائل المحصول وقد أجاد لأنه لا وجه لجعلهما مسألتين حيث إن ما فيه الخلاف شيءٌ واحد تعددت فيه الأقوال. انظر المحصول 1/ 2/ 41.
(2)
ووجه القياس على سائر الألفاظ أنها وضعت لتدل على معاني فلا تفتقر في إفادتها لما هي موضوعة له إلى الإرادة.
(3)
وفي "ب، د، هـ" احتجوا: ولم يتقدم إلَّا ذكر أبي علي وأبي هاشم.
(4)
سقط من"ب" قال أصحابنا.
(5)
سقط من "هـ" الآمر.
(6)
تحقيق مذهب المعتزلة: (قالت المعتزلة يجب أن يكون الأمر أعلى رتبةٌ من المأمور وقد أفرد الإمام في المحصول أَبا الحسين البَصْرِيّ بقول مخالف لقولهم وهو أنَّه يعتبر الاستعلاء لا علو الرتبة. وبعد الرجوع للمعتمد وجدت تفاوتًا بين قول أبي الحسين وقول أصحابه. وقد انتقد أبو الحسين قول أصحابه بقوله: واشتراط الاستعلاء أولى من ذكر علو الرتبة لأن من قال لغيره افعل على سبيل التضرع والتذلل لا يقال أنَّه أمره، وإن كان أعلى رتبة من المقول له. ومن=
لقوله تعالى حكايةً عن فرعون (1): إذ قال لقومه {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} (2) وقال عمرو (3) بن العاص لمعاوية (4):
أمرتك أمرًا جازمًا فعصيتني
…
وكان من التوفيقِ قتل ابن هاشمِ (5)
وقال دريد (6) بن الصِّمة لنظرائه ولمن هو فوقه:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
…
فلم يستبينوا الرشد إلَّا ضُحى الغدِ (7)
وقال الحصين بن المنذر (8) ....................................
= قال لغيره افعل على سبيل الاستعلاء يقال: إنه أمره وإن كان أدنى رتبةً منه).
انظر المحصول 1/ 2/ 42 والمعتمد 1/ 49.
(1)
هو الوليد بن مصعب بن أبي أهون بن الهلواث بن فازان عمرو بن عمليق بن يلمع وهو فرعون
موسى. وقيل إن جده فرعون يوسف واسمه بيرخوز. انظر المحبر لمحمد بن حبيب بن أمية الهاشمي البغدادي المتوفى سنة 245 هـ برواية أبي سعيد الحسن السكري. طبع دائرة المعارف النعمانية بحيدر أباد الدكن عام 1361 هـ.
(2)
[الأعراف: 110] والآية: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} .
(3)
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد من قريش صحابي جليل، أسلم قبل الفتح وهو أحد دهاة العرب الثلاث. افتح مصر ووليها وانضم إلى معاوية تُوفِّي عام 43 هـ أنظر الإصابة 3/ 2.
(4)
معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية. أول خلفاء بني أمية كان كاتبًا للوحى تُوفِّي
عام 60 هـ. انظر الِإصابة 3/ 412.
(5)
نسب الأرموي البيت لعمرو بن العاص تبعًا للِإمام الرَّازيّ وشطر البيت الأول هو جزء من بيت
سيأتي منسوبًا للحصين بن المنذر الرقاشيّ ويبدو أن ابن هاشم المذكور في البيت هو أحد العلويين الخارجين على معاوية رضي الله عنه.
(6)
هو دريد بن الصِّمة من قبيلة هوازن ويكنى بأبي قرة قتل يوم حنين مشركًا وكان من زعماء
هوازن. انظر الشعر والشعراء 2/ 749.
(7)
قال هذا البيت في رثاء أخيه عبد الله. وفي بعض الروايات يتبينوا النصحَ بدل يستبينوا الرشد.
(8)
في جميع نسخ التحصيل تبعًا للمحصول وقع تصحيف في الاسم حيث ورد حباب بن المنذر.
والناظر لأول وهلة يعرف ذلك لكون الحباب بن المنذر الصحابي صاحب المشورة يوم بدر لم يعش حتَّى زمن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. وقد وجدت البيت بعد أيام من طلبه في تراجم يزيد بن المهلب فوجدته في تاريخ بغداد 6/ 290 منسوبًا للحصين بن المنذر وذكر أنَّه =
........... ليزيد (1) بن المهلب أمير خراسان والعراق:
أمرتك أمرًا جازمًا فعصيتني
…
فأصبحت مسلوبَ الِإمارةِ نادما
ولا الاستعلاء خلافًا لأبي الحسين البَصْرِيّ لما يقال في العرف "فلانٌ أمرَ فلانًا" على وجه (2) الرفق واللين "نعم لو بالغ في التواضع لا يسمى أمرًا عرفًا وإن سُمي لغةً".
احتجوا: باستقباح العرف قول القائل: أمرت الأمير. قال أبو الحسين: اعتبار الاستعلاء أولى. فإن من قال لغيره استعلاء افعل يقال إنه أمره وإن كان أعلى رتبةً ولهذا يصفونه بالجهل والحمق.
الجواب: منع الاستقباح.
= موجود في تاريخ الطبري فوجدته أَيضًا فيه في 6/ 396 وقد صحف اسمه للحضين بالصاد المنقوطة.
والحصين بن المنذر الذُّهليّ الرَّقاشيّ من أهل البصرة. حاملُ رايةِ بكر بن وائل في معركة صفين وكان مع جيش علي وكان في شبابه حينذاك ثم أصبح شريفًا في قومه وكان يكني نفسه في الحرب بأبي ساسان وكنيته الحقيقية أبو حفص وهذا البيت مع بيت آخر لا ثالثَ لهما قالهما ليزيد بن المهلب لما أمره الحجاج بترك البصرة بإيعاز من عبد الملك عام 85 هـ.
فاستشار يزيد الحصين فقال له:
أمرتك أمرأ جازمًا فعصيتني
…
فأصبحتَ مسلوبَ الإمارةِ نادما
فما أنا بالباكي عليْك صبابةً
…
وما أنا بالداعي لترجعَ سالما
(1)
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة الأَزدِيّ. أبو خالد أمير من القادة الشجعان. ولد عام 53 هـ وولي خراسان بعد وفاة والده المهلب عام 83 هـ فمكث حوالي ست سنوات ثم عزله عبد الملك بمشورة الحجاج بن يوسف ثم حبسه. قدم إلى الشام ولما أفضت الخلافة إلى سليمان بن عبد الملك ولاه العراق وخراسان فعاد إليها وفتح جرجان وطبرستان. ثم نقل إلى البصرة فبقي فيها إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فعزله في أموال أخذها وطلبه فجيء به للشام فحبسه بحلب ثم خرج من السجن بعد موت عمر رضي الله عنه ثم دخل البصرة وثبت حروب طويلة بينه وبين بني أمية انتهت بقتله بمكان يسمى الغفر بين واسط وبغداد وذلك عام 102 هـ وله ترجمة في: الأعلام 9/ 246، وفيات الأعيان 2/ 264، اليعقوبي 3/ 52، معجم ما استعجم 950، خزانة الأدب 1/ 105، ابن الأثير 5/ 29، الطبري 8/ 151.
(2)
وفي "ب" على سبيل.