الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"
الفصل الأول"
في المقدمات
وهي سبع (1)
"
المقدمة الأولى
"
لفظ الأمر حقيقةٌ في القول المخصوص فقط عند الجمهور.
وعند بعض الفقهاء (2) مشترك بينه وبين الفعل.
وعند أبي الحسين (3) مشتركٌ بينهما وبين الشأن والشيء والصفة (4) والطريق.
حجتنا: النافي للاشتراك.
ومنهم من تمسك بوجوه:
أ- لو كان حقيقة في الفعل لاطرد.
ب- ولاشتق منه الآمر والمأمور.
ب- ولدخل فيه الوصف بالمطيع والعاصي، ومضادة النهي إياه، ومنع الخرس والسكوت، وانقسام الكلام إليه.
د- ولما صح نفي الأمر عنه (5).
(1) سقط من "ب، هـ" سبع.
(2)
وفي "هـ" إنه مشترك.
(3)
انظر قول أبي الحسين في المعتمد 1/ 45.
(4)
سقط من "أ" الصفة.
(5)
فيقال ما أمر به ولكن فعله.
وهو ضعيف (1). لأن اطراد الحقيقة ثم عدم الاطراد ههنا ممنوعان، وكذا لزوم الاشتقاق في الحقيقة، وكذا كون تلك الصفات لازمة لمطلق الأمر، وكذا صحة نفي الأمر مطلقًا عنه.
وللفقهاء أمران:
أ- إنه استعمل بمعنى الفعل. قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا} (2) وقال تعالى: {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (3) وقال تعالى: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} (4) وقال تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} (5) وقال تعالى: {تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ} (6) وقال تعالى: {مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} (7) وقال الشَّاعر: (لأمرٍ ما يسود من يسود)(8) يُقال: (لأمرٍ ما جدعَ قصيرٌ أنفه)(9). يُقال: (أمرٌ مستقيم، وأمرٌ عظيم، وأمرٌ هائل).
ب- إنَّ جمعه بمعنى الفعل على أمور دليل الحقيقة.
ولأبي الحسين: إنَّ تردد الذهن عند سماع لفظ الأمر بين الكل إلى سماع القرينة دليل الحقيقة فيه.
(1) وهو راجع لجميع الوجوه الأربعة والمعنى أن تمسكهم ضعيف.
(2)
[المؤمنون: 27].
(3)
[هود: 73].
(4)
[هود: 97].
(5)
[القمر: 50].
(6)
[الحج: 65].
(7)
[النحل: 12].
(8)
عجز بيت لأنس بن مدركة الخثعمي. وصدره: (عزمت على إقامة ذي صباح) وقد ذهب عجز
البيت مثلًا وأورده الميداني في مجمع الأمثال.
انظر مجمع الأمثال 2/ 196، خزانة الأدب 3/ 87.
(9)
هذا مثل وسببه أن قصير بن سعد اللخمي كان قد جدع أنفه وأثر آثارًا بظهره ليخدع الزباء.
فقالت العرب لما رأته لمكرٍ ما جدع قصيرٌ أنفه. والرواية للأمرٍ ما جدع قصير أنفه.
مجمع الأمثال للميْداني 1/ 233 - 237.