الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب صلاة التسبيح
عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ للعباسِ: "يا عباسُ، يا عَمَّاهُ (1)، ألا أُعطيك، ألا أمنحُك، ألا أحبُوك، ألا أفعلُ لكَ عَشرَ خِصالٍ، إذا أَنْتَ فَعلتَ ذلكَ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ذَنْبَك أولَهُ وآخِرَهُ قديمَهُ وجديدَهُ (2) خطأَهُ وعمدَهُ صغيرَهُ وكبيرَهُ، سرَّهُ وعلانيتَهُ: أَنْ تُصلِّيَ أَربعَ ركعاتٍ تقرأُ في كُلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسُورةً، فإذَا فرغتَ مِنَ القراءةِ في (3) أولِ ركعةٍ وأنْتَ قائمٌ (4)، قُلتَ: سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَه إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبرُ خَمْسَ عَشرةَ مرةً، ثُم تَركعُ فتقُولُها وأنْتَ راكع عَشرًا، ثُم تَرفعُ (5) رأسَك مِنَ الرُّكوعِ فتقُولُها عَشرًا، ثُم تَهوِي ساجدًا فتقولُها وأنْتَ ساجد عَشرًا، ثُم ترفعُ رأسَك من السُّجودِ فتقُولُها عَشرًا، ثُم تسجُدُ (6)، فتقُولُها عَشرًا، ثُم ترفعُ رأسَك، فتقولُها -وأنتَ جالسٌ- عَشرًا، فذلكَ خمسٌ وسبعونَ في كُلِّ ركعةٍ (7) تفعلُ ذلكَ، في أَربعِ
(1)"يا عماه": سقط من (ل).
(2)
في (ل): "وحديثه".
(3)
في (ل): "من".
(4)
في (ب): "فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة تقرأ في كل ركعة وأنت قائم".
(5)
في (ل): "وترفع".
(6)
"الثانية" سقط من (أ، ب).
(7)
في (ل): "ركعة، ثم في السجود الثاني، والرفع منه"!
ركعاتٍ، إنِ استطعتَ أَنْ (1) تُصلِّيَها في كُلِّ يومٍ مرةً فافعلْ، فإنْ لَم تفعلْ ففِي كُلِّ (2) جُمُعةٍ مرةً، فإنْ لمْ تفعلْ ففِي كُلِّ شهرٍ (3) مرةً، فإنْ لَم تَفعلْ ففِي كُلِّ سَنةٍ مرةً، فإن لَم تَفعلْ ففِي عُمُرِك مرةً".
رواه أبو داودَ وابنُ ماجه بإسنادٍ صحيحٍ، وابنُ خزيمةَ في "صحيحه"(4).
(1)"أن": سقط من (ل).
(2)
"كل": سقط من (ب)، وقوله:"فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة" سقط من (ل).
(3)
كتب فوق قوله: "شهر" في (ل): "جمعة"!
(4)
حديث ضعيف: رواه أبو داود (1297) وابن ماجه (1386)، قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/ 7 - 8):
صححه أبو علي بن السكن والحاكم، وادعى أن النسائي أخرجه في صحيحه عن عبد الرحمن بن بشر قال: وتابعه إسحاق بن أبي إسرائيل، عن موسى، وأن ابن خزيمة رواه عن محمد بن يحيى عن إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه مرسلًا، وإبراهيم ضعيف.
قال المنذري: وفي الباب عن أنس وأبي رافع وعبد اللَّه بن عمر وغيرهم وأمثلها حديث ابن عباس.
قلت: وفيه عن الفضل بن عباس.
فحديث أبي رافع: رواه الترمذي، وحديث عبد اللَّه بن عمرو: رواه الحاكم، وسنده ضعيف، وحديث أنس: رواه الترمدي أيضًا، وفيه نظر، لأن لفظه لا يناسب ألفاظ صلاة التسبيح، وقد تكلم عليه شيخُنا في شرح الترمذي، وحديث الفضل بن العباس ذكره الترمذي، وحديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رواه أبو داود.
قال الدارقطني: أصح شيء في فضائل سور القرآن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وأصح شيء في فضل الصلاة صلاة التسبيح.
وقال أبو جعفر العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت، وقال أبو بكر بن العربي: ليس فيها حديث صحيح ولا حسن، وبالغ ابن الجوزي فذكره في "الموضوعات".
وصنف أبو موسى المديني جزءًا في تصحيحه فتباينا، والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وإن =
ورواه الطبرانيُّ في "المعجم"(1) وفِي آخِرِه: "فلو (2) كانتْ ذُنوبُك مِثلَ زَبدِ البَحرِ أوْ رَملِ عالجٍ (3) غَفرَ اللَّهُ لَك".
وجاءتْ فيها أحاديثُ يَعْضُدُ بعضُها بعضًا، فهي سنةٌ يُندبُ العملُ بِها. واللَّهُ سبحانه وتعالى أعلمُ.
* * *
= كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقًا صالحًا فلا يحتمل منه هذا التفرد.
وقد ضعفها ابن تيمية والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في أحكامه، وقد اختلف كلام الشيخ محيي الدين فَوَهَّاهَا في "شرح المهذب" فقال: حديثها ضعيف وفي استحبابها عندي نظر، لأن فيها تغييرًا لهيئة الصلاة المعروفة، فينبغي أن لا تفعل، وليس حديثها بثابت.
وقال في "تهذيب الأسماء واللغات": قد جاء في صلاة التسبيح حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكره المحاملي وغيره من أصحابنا، وهي سنة حسنة. ومال في "الأذكار" أيضًا إلى استحبابه. قلت: بل قواه واحتج له، واللَّه أعلم.
(1)
"المعجم الكبير"(1/ 329 برقم 987).
(2)
في (ل): "فإذا".
(3)
رمل عالج: أوله عين مهملة وآخره جيم، وهو ما تراكم من الرمل، ودخل بعضه في بعض، وهو أيضًا اسم موضع كثير الرمال.