الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثامن والأربعون
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ".
وهذا الحديث أورده هنا مختصرًا، وقد ذكره بتمامه في كتاب "الأحكام" وفي "الإيمان" و"النذور" وفيه قصة ابن اللتبية، ويأتي الكلام عليه مستوفى -إن شاء الله تعالى- عند ذكره في الزكاة متوسطًا.
رجاله خمسة:
قد مرّوا: مرّ أبو اليمان وشعيب في السابع من "بدء الوحي" والزهري في الثالث منه، وعروة في الثاني منه، وأبو حميد في تعليق أول أبواب استقبال القبلة وهذا طرف من حديث أخرجه في الزكاة وترك الحيل والاعتكاف والنذور ومسلم في المغازي وأبو داود في الجراح. ثم قال تابعه أبو معاوية وأبو أسامة عن هشام عن أبيه عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أما بعد"، أما متابعة أبي معاوية فأخرجها مسلم في "المغازي" ومتابعة أبي أُسامة أخرجها البخاري في "الزكاة".
رجالهما أربعة:
مرّوا: مرّ أبو معاوية في تعليق بعد الثالث من "الإيمان"، ومرّ أبو أُسامة في الحادي والعشرين من "العلم"، ومرَّ هشام في الثاني من "بدء الوحي"، ومرّ ذكر محل أبي حميد في الذي قبله. ثم قال وتابعه العدني عن سفيان في "أما بعد".
وأخرج مسلم متابعة العدني على أنه محمد بن يحيى وعلى أنه عبد الله بن الوليد فمتابعته وصلها الإسماعيلي وعلى الأول سفيان المراد به ابن عيينة، وقد مرّ الأول من "بدء الوحي" وعلى الثاني المراد به الثوري، وقد مرَّ في السابع والعشرين من "الإيمان" وأما العدني الأول فهو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أبو عبد الله الحافظ نزيل (مكة)، وقد ينسب إلى جده قال أبو حاتم: كان رجلًا صالحًا، وكان به غفلة وكان صدوقًا، ورأيت عنده حديثًا موضوعًا حدّث به عن ابن عيينة.
وقال الحسن بن أحمد الرازي كان قد حج سبعًا وسبعين حجة وذكره ابن حِبّان في "الثقات".
وقال الترمذي في "الجامع": سمعت ابن أبي عمر يقول: كان الحميدي أكبر مني بسنة، واختلفت إلى ابن عيينة ثمانية عشرة سنة، وحججت سبعين حجة ماشيًا. وفي "الزهرة" روى عنه مسلم مائتي حديث وستة عشر حديثًا روى عن أبيه وابن عيينة وعبد الرزاق وفضيل بن عياض وغيرهم، وروى عنه مسلم والترمذي وابن ماجه والنسائي بواسطة وغيرهم.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وعلى أنه الثاني فهو عبد الله بن الوليد بن ميمون الأُموي مولاهم أبو محمد المكي المعروف بالعدني. ذكره ابن حِبّان في "الثقات"، وقال مستقيم الحديث. وقال الدارقطني: ثقة مأمون. وقال العجلي: ثقة معروف، وقال حرب عن أحمد: سمع من سفيان وجعل يصحح سماعه، ولكن لم يكن صاحب حديث وحديثه حديث صحيح، وربما أخطأ في الأسماء. كتب عنه أبي كثيراً وقال ابن معين: لا أعرفه، لم أكتب عنه شيئًا. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الأزدي: يهم في أحاديث، وهو عندي وسط.
وقال ابن عدي: روى عن الثوري "جامعه"، وروى عن الثوري غرائب غير "الجامع" وعن غير الثوري وما رأيت في حديثه شيئًا منكرًا فاذكره. روى عن الثوري وإبراهيم بن طهمان والقاسم بن معن وغيرهم، وروى عنه أحمد بن حنبل والحسن بن عمر والسدوسي وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم. والعدني في نسبيهما نسبة إلى (عدن) بالتحريك جزيرة (باليمن) تضاف إلى أبين رجل من حمير نسبت إليه؛ لأنه أقام بها وقيل أبين اسم قصبة بينها وبين عدن ثمانية فراسخ أضيفت إليها لأدنى ملابسة، وقيل: إن (عدنا) نسبت إلى عدن بن سبأ بن نغثان أو نغيشان بن إبراهيم أوّل مَنْ نزلها قال في "تاج العروس": (وعدن) اليوم فرضة اليمن ومقر كل فضل مستحسن. قلت لعل هذا كان قبل احتلال النصارى لها وإلا فلا يمكن أن يبقى لها فضل بعد الاحتلال وطوله.