الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهذا فيه إشارة إلى أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر.
والحكمة من نسخها إخفاء تلك الصلاة حتى يجتهد المسلم لتحصيلها فيدفعه ذلك إلى المحافظة على جميع الصلوات.
الأمر الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر الصلاة الوسطى بأنها " العصر " حيث قال: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر (1)» .
فيكون هذا التفسير قاطعا لكل احتمال؛ لكونه صادرا عمن لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام.
(1) صحيح البخاري الدعوات (6396)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (627)، سنن الترمذي تفسير القرآن (2984)، سنن النسائي الصلاة (473)، سنن أبو داود الصلاة (409)، سنن ابن ماجه الصلاة (684)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 113)، سنن الدارمي الصلاة (1232).
المسألة الثالثة: قضاء رمضان متتابعا:
اختلف الفقهاء -رحمهم الله تعالى- إلى وجوب التتابع في قضاء رمضان.
1 -
فذهب النخعي والشعبي، وداود الظاهري -رحمهم الله تعالى- إلى وجوب التتابع في قضاء رمضان.
وهو قول علي بن أبي طالب، وابن عمر -رضي الله تعالى عنهم- (1).
2 -
وذهب الأئمة الأربعة أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد -رحمهم الله تعالى- إلى أنه يجزئ قضاء رمضان متفرقا.
(1) المغني (4/ 409).
قال الكاساني الحنفي -رحمه الله تعالى-: (ولا يلزمه الاستقبال كصوم رمضان، بخلاف ما إذا أوجب على نفسه صوم شهر متتابعا فأفطر يوما أنه يلزمه الاستقبال)(1).
وقال ابن العربي المالكي -رحمه الله تعالى-: (قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (2) يعطي بظاهره قضاء الصوم متفرقا، وقد روي ذلك عن جماعة من السلف منهم أبو هريرة. وإنما وجب التتابع في الشهر لكونه معينا، وقد عدم التعيين في القضاء فجاز بكل حال) (3).
وقال النووي الشافعي -رحمه الله تعالى-: (فرع في مذاهبهم في تفريق قضاء رمضان وتتابعه: قد ذكرنا أن مذهبنا أنه يستحب تتابعه ويجوز تفريقه)(4).
وقال الخرقي الحنبلي -رحمه الله تعالى-. (وقضاء شهر رمضان متفرقا يجزئ، والمتتابع أحسن)(5).
وحجة القائلين بوجوب التتابع قراءة أبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- الشاذة: (فعدة من أيام أخر متتابعات)(6).
7
(1) بدائع الصنائع (2/ 105).
(2)
سورة البقرة الآية 185
(3)
أحكام القرآن (1/ 78، 79).
(4)
المجموع (6/ 367).
(5)
المغني (4/ 408).
(6)
نيل الأوطار (4/ 233).
وحجة القائلين بعدم وجوبه القراءة المتواترة وهي قوله تعالى: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (1) حيت أطلق القضاء ولما يقيده بالتتابع (2).
بيان الراجح في المسألة:
زيادة " متتابعات " في قراءة أبي بن كعب -رضي الله تعالى عنه- التي تمسك بها من ذهب إلى وجوب التتابع في قضاء صوم رمضان أخبرت عنها عائشة -رضي الله تعالى عنها- بقولها: (نزلت: " فعدة من أيام أخر متتابعات " فسقطت متتابعات).
وحيث سقطت اللفظة المحتج بها سقط الاحتجاج بتلك الزيادة. وفي ذلك يقول الموفق ابن قدامة -رحمه الله تعالى-: (فإن قيل: قد روي عن عائشة أنها قالت: نزلت " فعدة من أيام أخر متتابعات " فسقطت " متتابعات ".
قلنا: هذا لم يثبت عندنا صحته، ولو صح فقد سقطت اللفظة المحتج بها) (3).
(1) سورة البقرة الآية 185
(2)
المغني (4/ 409).
(3)
المغني (4/ 409).