الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على جهة التفصيل، وأوفى الحديث عنه ذاكرا ما استثناه بعض الحنابلة كابن البنا وابن حمدان من الصور ومبينا ما يدخل فيها وما لا يدخل على سبيل الاستقصاء والتتبع في المظان المختلفة من مدونات الفقه الحنبلي بين كتابي النكاح والرضاع وهي رسالة مفيدة في موضوعها أسهمت في تقريب هذه المسائل وكشفت عن مذهب الحنابلة على نحو من الوضوح وحسن العرض ودقة العزو والتقسيم كما أبانت عن ملكة فقهية متميزة وجودة اختيار.
المؤلف:
هو الشيخ الجليل والفقيه البارع، عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن قائد النجدي الحنبلي، ولد في بلدة العيينة إلى الشمال من مدينة الرياض (1)، ولا نعرف عن تاريخ ميلاده شيئا، إلا أنه ربما كان في أوائل القرن الحادي عشر وقد أخذ مبادئ العلوم في قريته، ثم ارتحل إلى الرياض فقرأ على العلامة عبد الله بن محمد بن ذهلان (ت: 1099 هـ)، فانتفع به وكان يطوف في سكك بلد منفوحة، ويقول: من يأخذ عني فقه أحمد بن حنبل (2)، ثم سافر إلى بلاد الشام فدرس في دمشق على شيخ الحنابلة في وقته محمد بن عبد الباقي بن أبي المواهب (ت 1126 هـ) مدة طويلة، وعلى الشيخ محمد البلباني (ت 1083 هـ) حتى مهر في الفقه والعربية واشتهر، إلى أن غادرها
(1) ينظر: ابن خميس (معجم اليمامة)(2/ 198).
(2)
ذكره لي الشيخ إبراهيم بن عثمان، عن شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى.
إلى مصر على أثر خلاف نشب بينه وبين الشيخ ابن أبي المواهب في مسألة فقهية لم يحتمل قبولها. وفيها أخذ عن كبار الحنابلة منهم: محمد بن أحمد الخلوتي (ت 1088 هـ) وابن العماد (ت 1089 هـ)، ومارس التدريس وتلقى عنه جملة من الطلاب منهم: أحمد بن عوض المرداوي، وهو الذي جرد حاشيته على المنتهى، ومحمد الحبني وغيرهما.
ولم يزل على هذه الحال مجتهدا في التعليم والإفتاء والتصنيف حتى أدركه الأجل في شهر جمادى الآخرة من عام 1097 هـ بعد حياة حافلة بالخير وبذل المعروف وجليل الأعمال، وقد ترك عددا من المؤلفات النافعة في العقيدة والفقه والعربية منها:(هداية الراغب لشرح عمدة الطالب) وهو أشهرها، و (حاشية على المنتهى)، وكتاب (نجاة الخلف)، وهذه الرسالة، رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له الأجر والمثوبة وجمعنا الله به في دار كرامته بمنه وعفوه