الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المهدي المنتظر عند أهل السنة:
أهل السنة والجماعة وعلماء المسلمين من فقهاء ومحدثين ومؤرخين ومفسرين وأدباء ومفكرين كلهم يؤمنون بظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان بين يدي الساعة، ولم يخالف في ذلك إلا القليل ممن لا يعتد بخلافه، ويعتقد أهل السنة أن المهدي المنتظر من آل البيت -رضوان الله عليهم-، وقد استدل أهل السنة بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحيحة والأخبار الصريحة في هذا الموضوع، واسمه (محمد بن عبد الله الحسني) من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والأدلة على ذلك مستفيضة حتى قال الكثير من العلماء: إن أحاديث المهدي تواترت تواترا معنويا بحيث لا مجال لردها لثبوتها ولكثرة طرقها ورواتها، كما سيأتي قريبا.
بعض الأحاديث الواردة في ظهور المهدي:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم (1)» رواه البخاري في باب نزول عيسى ابن مريم (2). هذا الحديث الصحيح وإن لم يكن فيه دلالة صريحة على ظهور المهدي المنتظر وإنما فيه إشارة إلى أن هناك إماما للمسلمين مجتمعة عليه الأمة المحمدية عند نزول عيسى عليه السلام.
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3449)، صحيح مسلم الإيمان (155)، سنن الترمذي الفتن (2233)، سنن أبو داود الملاحم (4324)، سنن ابن ماجه الفتن (4078)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 483).
(2)
فتح الباري، ص (491) ج 6.
2 -
وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعالى صل لنا فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة (1)» رواه مسلم في كتاب الإيمان باب نزول عيسى ابن مريم.
هذه الأحاديث تفيد نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان، وأمر المسلمين قائم على رجل صالح منهم حيث هو الذي يؤمهم في الصلاة، وهذا يدل على صلاحه وتقواه، وأن عيسى ابن مريم يقتدي به ويصلي وراءه. وهذا مما يؤيد أن عيسى يكون تابعا وليس متبوعا حيث يصلي مأموما وراء إمام المسلمين القائم عند نزوله، ويحكم بالشريعة الإسلامية لا بشريعته المنسوخة، وسيأتي ذلك.
فالأحاديث التي وردت في السنن والمسانيد وغيرها تصرح بأن هذا الإمام القائم في آخر الزمان عند نزول عيسى عليه السلام هو (المهدي) وكما هو معلوم عند علماء الأصول أن الآيات القرآنية تفسر بعضها بعضا، والأحاديث النبوية يشرح بعضها بعضها، وقد جاء حديث جابر الآتي صريحا بأن هذا القائم على أمر المسلمين عند نزول عيسى ابن مريم هو المهدي كما جاء في مسند أبي أسامة في سنده.
3 -
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم (المهدي)
(1) صحيح مسلم الإيمان (156)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 384).
تعال صل بنا فيقول: لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة (1)». قال ابن القيم في المنار المنيف ص 148: وهذا إسناد جيد.
وفي كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر ص 293 قال المحقق مهيب البوريني: قال الشيخ الغماري في كتابه (عقيدة أهل الإسلام) ص 105: حديث صحيح.
4 -
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (2)» أخرجه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح قال: وفي الباب عن علي وأبي سعيد وأم سلمة وأبي هريرة، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده، وقالت الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند ص 199 ج 5: إسناده صحيح، عقد الدرر في أخبار المنتظر ص 89.
5 -
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه نظر إلى ابنه الحسن فقال: «إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق يملأ الأرض عدلا (3)» . أخرجه أبو داود والترمذي، وسكت عنه أبو داود ولا يسكت إلا على الحديث الصحيح، عقد الدرر ص 82.
(1) صحيح مسلم الإيمان (156)، مسند أحمد بن حنبل (3/ 384).
(2)
الجامع للترمذي، ص (505) ج 4.
(3)
سنن أبو داود المهدي (4290).