الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بفوقية الشرف.
العاشر: تأويل النص بغير دليل ولا برهان ولا قرينة كتأويل الرافضة قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (1) بالحسن والحسين.
(1) سورة الرحمن الآية 22
أنواع المؤولين:
وهما طائفتان:
الطائفة الأولى: جمهور المتكلمين من جهمية ومعتزلة وأشعرية وماتريدية وغيرها، وهم في التأويل على طبقات بين مستكثر ومستقل وتأويلهم مختص بباب العقائد.
الطائفة الثانية: وهي على قسمين:
القسم الأول: الصوفية الباطنية.
القسم الثاني: الإسماعيلية والقرامطة والباطنية وهم يؤولون في الفروع والعقائد، فالصوفية منهم تسقط التكاليف الشرعية ولا تراها واجبة على العارف والولي عندهم، وأما آيات العقائد فهي محمولة عندهم على معان خاصة بهم لا ضابط لها.
أما باطنيتهم المحضة فهي لا تؤمن بشيء من الدين ولذا فهي تتأوله على معان، مآلها إلى إبطال الشريعة وإسقاط التكاليف. يقول ابن تيمية عنهم: " وهؤلاء يعتقدون أن ما أخبرت به الرسل
هو للعامة، وأما الحقيقة التي لا يعلمها إلا الخواص فأمر باطن لا يعرف من مفهوم خطاب الرسل فلهذا جعلوا المتكلم بعد الفقيه إلى فوق، وجعلوا هذا الاعتقاد على وجهين: فالاعتقاد المجرد للعامة، والاعتقاد المقرون بحجة للخاصة ثم بعد ذلك للمتفلسف؛ لأنه عندهم جمع بين النظريات الباطنة التي لم يظهرها الرسل بل أشارت إليها، وبعد ذلك الصوفي لأنه عندهم جمع بين النظر وبين التأله الباطن، فصار العلم له شهود، ثم بعد ذلك المحقق على أصلهم وهو الذي شهد أن الموجود واحد وهو الذي انتهى إلى الغاية، ويدعون أن هذا هو لباب ما جاءت به الأنبياء وما كان عليه الفلاسفة القدماء؛ ولهذا يقول ابن سبعين في أول (الإجابة):" إني عزمت على إفشاء سر الحكمة التي رمز إليها هرمز الدهور الأولية وبيان العلم الذي دامت إفادته الهداية النبوية " وهو وابن عربي وأمثالهم في ترتيب دعوتهم من جنس ملاحدة الشيعة الباطنية فإن عقيدتهم في الابتداء عقيدة الشيعة، ثم ينقلون المستجيب لهم إلى الرفض ثم ينقلونه على ترك الأعمال، ثم ينقلونه إلى الانسلاخ من خصوص الإسلام، ثم الانسلاخ من الملل إلى أن يصل إلى البلاغ الأكبر والناموس الأعظم عندهم فيصير معطلا محضا حتى يقولوا: ليس بيننا وبين الفلاسفة خلاف إلى إثبات الوجود يعنون المبدع للعالم فلو تركه الفلاسفة لم يبق بيننا خلاف وهذا في الحقيقة هو منتهى دعوة أولئك الملاحدة " (1)
(1) كتاب الصدفية (1/ 272، 273)