الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 -
أن المجادلة في علم التوحيد والعقيدة تكون بالتي هي أحسن ومقصودها طلب الحق، وأما في علم الكلام مقصودها نصرة القول وإثباته سواء كان حقا أو باطلا وفيه يكره كل من المتناظرين انتصار صاحبه ويرغب في خطئه.
حكم تعلم علم الكلام:
افترق الناس في حكم تعلمه إلى طائفتين:
الطائفة الأولى: جمهور علماء الكلام يقولون: إنه من فروض الكفايات وتأثم الأمة إن لم يوجد فيها من يعلمه وتقوم به الكفاية؛ لترتب صحة العقائد على العلم به؛ ولأن اليقين لا يحصل إلا به ولا يمكن الخروج من التقليد في العقائد إلا به.
الطائفة الثانية: السلف فقد حرموه وذموا العلم به، وعليه فهو ليس من دين الإسلام ولا يتوقف على العلم به شيء من العقائد الإسلامية، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 -
أن الشرع لم يدل عليه ولم يأمر بسلوكه ولم يترتب عليه شيء من عقائده.
2 -
أن الصحابة والتابعين وتابعيهم لم يكونوا يعرفونه والأمة مجمعة على صحة إيمانهم وكمال يقينهم مما يدل على أن وجوده لا يترتب عليه إيمان ولا يترتب على عدمه كفر.
3 -
أنه اشتمل على كثير من البدع في الألفاظ والمعاني والمسائل
والدلائل وكل بدعة ضلالة.
4 -
ضلال من سلكه وميله عن الحق وضياعه في متاهات المذاهب الفاسدة والآراء الدخيلة على الإسلام.
5 -
رجوع كثير من علماء الكلام عنه وبيانهم لفساده وتحذيرهم لطلابهم من سلوكه.
6 -
إقرار علماء الكلام بأن جذوره ليست إسلامية المنشأ، يقول مسعود التفتازاني: " اعلم أن تلك المبادئ ليست مخالفة للشرع أو العقل، لكنها مما استخرجها الفلاسفة أولا ودونها في علومهم التي بعض مسائلها لا تطابق الشرع وإن لم يقصدوا المخالفة ثم تبعهم المتكلمون، ودعوى أن المتكلمين استخرجوها من عند أنفسهم بلا أخذ مكابرة (1)، فهم ألبسوا الشريعة لباس زور.
7 -
أن في كتاب الله وسنة رسوله ودلالتهم اللغوية والشرعية الكفاية لتحصيل ما يجب على العباد من العقائد الإسلامية، قال تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (2)
8 -
ما عرف عن كبرائهم من التنقل من قول إلى قول وعدم الثبات على شيء، نتيجة لفساد فطرتهم بكثرة الإيرادات والشبهات التي ترد على آذانهم، حتى إن الابن ليكفر أباه والأب يكفر ابنه كما حصل من أبي هاشم لابنه ومن ابنه له.
(1) الدر النضيد ص (145).
(2)
سورة الحشر الآية 7