الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا وأرجو من الله التسديد فيما كتبته والتوفيق فيما أردته فهو نعم المولى ونعم النصير،،
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
علم الكلام والتأويل وأثرهما على العقيدة الإسلامية:
تعريف علم الكلام:
عرفه صاحب المواقف (بعلم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه).
وهو على هذا في معنى علم العقيدة حيث عرفوا علم العقيدة بأنه " علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية ودفع الشبه وقوادح الأدلة الخلافية " وأول من سمى علم العقيدة بعلم الكلام هم المعتزلة في عصر المأمون، قال الشهرستاني:" ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين نشرت أيام المأمون فخلطت مناهجها بمناهج الكلام وأفردتها فنا من فنون العلم وسمتها باسم الكلام ". وبنوع تأمل في كلام أهل العلم يعلم يقينا أنهما علمان متغايران؛ وذلك لأن علم الكلام مذموم عند السلف، وأما علم العقيدة فممدوح عندهم، من هنا يعلم أنه ثمت فرق بينهما
ويمكن حصره بأن علم العقيدة يعتمد في إثبات العقائد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة ومعقولهما، أما علم الكلام فهو يعتمد على الدلائل العقلية المنطقية، كما أنه مشتمل على الألفاظ البدعية والمعاني المجملة التي لا تتعين للدلالة على الحق، كما أن علم العقيدة أداة للمحق على المبطل، وأما علم الكلام فهو أداة للمحق والمبطل وإن كان هو بالمبطل أخص.
وبذا يعلم أن الأولى به أن يعرف بأنه (علم يقتدر به على المخاصمة والمناظرة والمجادلة في العقائد بإيراد الحجج والشبه ودفع إيرادات الخصوم)(1). وهو بذلك أقرب إلى الجدل المذموم شرعا وهو (مراء متعلق بإظهار المذاهب والانتصار لها).
وعلم الكلام علم نشأ بين المسلمين نتيجة التأثر بآراء الفلاسفة وأفكارهم فهو خليط من الحق والباطل والضلالة والهدى، ولا يكون الشخص رأسا فيه إلا بالعلم بالمنطق والفلسفة، يقول مسعود التفتازاني: " والمشهور أن يقع المنطق في طريق الخدمة والآلة فليسم خادم العلوم ويقع الكلام في علوم الإسلام بطريق الإحسان فليسم رئيسا لها، ولقائل أن يقول: الفرق غير ظاهر، فإن نفع الأول باعتبار الدلائل، ونفع الثاني باعتبار المواد، وكان الفرق أن الكلام مقصود أصلي بنفسه فله رفعة وعلو الشأن فنفعه بطرق الإفاضة كعناية السلطان، بخلاف المنطق منفعته كخدمة الخادم، وأيضا في
(1) قارن مقدمة ابن خلدون المقدمة (1/ 458)، أبجد العلوم (2/ 440).