الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حاصل ما يشتمل عليه علم الكلام في الأدلة التي ينتفع بها كالقرآن والأخبار مشتملة عليه، وما خرج عنه فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع وأما مشاغبات بالتعلق بمناقضات الفرق وتطويل وقت بنقل المقالات التي أكثرها ترهات وهذيان تزدريها الطباع وتمجها الأسماع وبعضها خوض فيما لا يتعلق بالدين، ولم يكن شيئا منها مألوفا في العصر الأول فكان الخوض فيها بالكلية من البدع (1) ا. هـ.
وبناء على ذلك فلا بد من التمييز بين الحق والباطل فيه، وتحرم تسمية الحق بعلم الكلام لما فيه من تزوير الحقائق وإطلاق اسم الباطل على الحق.
(1) درء تعارض العقل والنقل (3/ 388) طبعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى
بعض أقوال السلف في ذم علم الكلام:
وقد تطورت الأقاويل عن السلف في ذم الكلام وأهله ونحن نذكر جملة منها تفي بالمقصود من هذا البحث وهي:
1 -
قال أبو يوسف صاحب أبي حنيفة لبشر المريسي: العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار الرجل رأسا في الكلام قيل زنديق أو رمي بالزندقة (1) قال شارح الطحاوية: أراد بالجهل به اعتقاد عدم صحته فإن ذلك علم نافع أو أراد به الإعراض عنه أو ترك الالتفات إلى اعتباره، فإن ذلك يصون علم الرجل وعقله
(1) شرح الطحاوية ص (15، 16) طبعة مكتبة الرياض الحديثة.
فيكون علما بهذا الاعتبار (1).
وقال أيضا: من طلب العلم بالكلام تزندق (2).
2 -
قال الإمام الشافعي رحمه الله حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر والقبائل ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام ومما أثر عن الشافعي من النظم في ذلك قوله:
كل العلوم سوى القرآن مشغلة
…
إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا
…
وما سوى ذاك وسواس الشياطين
3 -
وقال الإمام أحمد بن حنبل: " لا تجالس أصحاب الكلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يئول أمره إلى خير. وقال: إذا رأيت الرجل يحب الكلام فاحذره. وقال: من تعاطى الكلام لم يفلح، ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم (3).
4 -
قال عبد الملك بن الماجشون: إياك والكلام، فإن لآخره أول سوء (4).
5 -
قال أبو محمد البربهاري: " اعلم أنه لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا بسب
(1) شرح الطحاوية ص (15، 16) طبعة مكتبة الرياض الحديثة.
(2)
شرح الطحاوية ص (15، 16) طبعة مكتبة الرياض الحديثة.
(3)
الإبانة لابن بطة (2/ 538 - 540).
(4)
الإبانة لابن بطة (2/ 536).