الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكلام بيان موضوعات العلوم فنفعه فيها نفع ذاتي ضروري، بخلاف المنطق فإن نفعه باعتبار الدلائل التي تستغني العلوم عنها بالنظر إلى النفوس القدسية " (1). ويقول أيضا:" إلا أن المتأخرين لما رأوا أنه نقلت الفلسفة إلى العربية فحاولوا الرد عليهم فخلطوا بالعقائد الدينية مسائلها "(2).
(1) الدر النضيد ص (147) والمراد بالنفوس القدسية الأنبياء والملائكة.
(2)
الدر النضيد ص (146).
سبب تسميته بعلم الكلام:
وإنما سمي علم الكلام بهذا الاسم لعدة اعتبارات منها:
1 -
لدخول علم المنطق في مباحثه، قال في الدر النضيد:" وإنما سمي الكلام به؛ لأنه بإزاء علم المنطق للفلاسفة " والمعنى: أن الفلاسفة سموا علمهم علم المنطق، والمتكلمون سموا علمهم هذا علم الكلام.
2 -
لكثرة الكلام فيه بإيراد الحجج والاعتراض عليها وذكر الشبه والاعتراض على أجوبتها.
3 -
لأن أهم مباحثه وأكثرها هو البحث حول صفة الكلام.
وبذا يظهر أن العقيدة متى سلمت من المباحث المنطقية والفلسفية فهي علم عقيدة، ومتى صيغت بالمنطق والفلسفة في الدلائل والمسائل فهي علم الكلام.
الفرق بين علم الكلام وعلم التوحيد والعقيدة:
ويتبين ذلك من الوجوه التالية:
1 -
علم التوحيد يعتمد على الكتاب والسنة وإجماع السلف والمعقول الصحيح المستند إليها، وأما علم الكلام فيعتمد على الألفاظ المنطقية والأقيسة العقلية، فهو علم متأثر بعوامل خارجة عن دلالة الكتاب والسنة.
2 -
علم التوحيد علم شرعي لا بدعة فيه، وعلم الكلام علم مبتدع لم يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا التابعون ولا تابعوهم بإحسان إلى يوم الدين رحمهم الله.
3 -
علم التوحيد لا يشتمل على لفظ بدعي ولا مصطلح فلسفي، وأما علم الكلام فإنه يشتمل على كثير من الألفاظ البدعية والمصطلحات المنطقية والآراء الفلسفية.
4 -
أصل علم التوحيد موجود في العصور المفضلة - القرون الثلاثة - وأما علم الكلام فليس كذلك بل هو علم حادث نتيجة مؤثرات بسبب ترجمة كتب المنطق والفلسفة.
5 -
آثار علم التوحيد محمودة، وأما آثار علم الكلام فمذمومة.
6 -
أن علم التوحيد أداة للمحق على الباطل وذلك بإظهاره لباطله، وأما علم الكلام فهو أداة للمحق والمبطل وهو إلى المبطل أقرب.
7 -
أن علم التوحيد يثبت الحق بدليله من الكتاب والسنة وإجماع السلف وتزيد العقيدة دفع الباطل والإجابة عن شبهات أهل البدع، وأما علم الكلام فهو المجادلة بالأدلة العقلية المنطقية التي ربما رد بها الحق ونصر الباطل.