الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إغلاق العيادات إذا دخل وقت الصلاة
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد استخف بعض الأطباء بأمر الصلاة، وعمدوا إلى فتح عياداتهم الخاصة والعلاج فيها في أوقات الصلوات، وهذه ظاهرة سيئة لا يجوز السكوت عليها.
فنأمل من سموكم الأمر بالتنبيه على العيادات بإغلاقها عند الشروع في الأذان، وأن لا تفتح إلا بعد الفراغ من الصلاة، وأن من يخالف ذلك فسيجازى جزاء بليغا، ويحرص على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمراقبة ذلك بدقة. وفق الله سموكم لكل خير، وأيدكم بالحق، وأيده بكم، إنه على كل شيء قدير. والسلام عليكم.
توجيه للأئمة والمؤذنين وأعيان الجماعة بما يلزمهم فعله نحو جماعة المسجد
من محمد بن إبراهيم إلى إمام مسجد. . ومؤذنه وأعيان الجماعة وفقهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا يخفى أن الصلاة أمرها عظيم، وهي أحد أركان الإسلام
بعد الشهادتين، من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وفي الحديث:«أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة» .
وأداؤها جماعة في المساجد واجب من واجبات الدين. وذكر بعض المحققين أن الجماعة شرط لصحة الصلاة. ولا يخفى ما وقع فيه كثير من الناس من التكاسل عنها وعدم الاهتمام بأدائها جماعة في المسجد، وهذه مصيبة عظمى وبلية كبرى، والسكوت على مثل هذا مداهنة في الحق والعياذ بالله.
لهذا تعين التنبيه على الجميع بالقيام على الكسالى وتفقدهم جميعا بأسمائهم لصلاة الفجر، كما وردت به السنة وعليه عمل المسلمين، والأصل في ذلك ما رواه أبو داود، والنسائي ولفظه: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، حدثنا خالد بن الحارث، عن سبيعة، عن أبي إسحاق، أنه أخبرهم عن أبي عبد الله ابن أبي بصير، عن أبيه قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه، قال: سمعت أبي بن كعب يقول: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة الصبح فقال: أشهد فلان الصلاة؟ قالوا: لا. قال: وفلان؟ قالوا: لا. قال: إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، والصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه، وصلاة الرجل مع
الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كان أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل (1)».
وقد كتبنا لكم هذا لتقوموا باللازم على جماعتكم، فيتعين تلاوة هذا في مسجدكم. وأن يجتمع إمام المسجد ومؤذنه وأربعة أو ثلاثة من أعيان جماعته يكونون نظراء في مسجدهم. فإن رأوا محسنا أعانوه ونشطوه، أو مسيئا نصحوه وأرشدوه. ويكون ذلك بلين ورفق وتحبب إلى الناس وتعطف عليهم وإظهار للشفقة والرحمة؛ لأنهم إخواننا وإن غلب الكسل عليهم والتهاون في بعض الأشياء، والقصد نفعهم وتقويمهم ومعاونتهم على أداء هذه العبادة العظيمة إلا من ظهرت منه المكابرة والعناد ولم ينته فيبلغون به الجهات المختصة للقيام حوله بما يلزم.
وعلى كل فرد أن يهتم بأمر التفقد، فإن كان حاضرا فليجب وليتكلم باسمه، وإن تخلف لعذر فليعمد من يتكلم عنه بعذره، فرحم الله امرءا كف الغيبة عن نفسه.
والقيام بهذا الشأن متعين على الجميع كل أحد بحسب حالته، فعلى من أعطاهم الله ميزة على غيرهم مثل طلبة العلم وذوي الوظائف الدينية وكبراء الناس والمطاعين فيهم ورؤساء الأسر على كل منهم من الواجب في هذا ما ليس على من دونهم. وكذلك الجيران فقد ورد «أن العبد يتعلق يوم القيامة بجاره، ويقول:
(1) سنن النسائي الإمامة (843)، سنن أبو داود الصلاة (554)، مسند أحمد بن حنبل (5/ 140)، سنن الدارمي الصلاة (1269).
يا رب هذا رآني على معصية فلم ينهني».
إذا علم هذا فيتعين على الجميع القيام بتفقد الكسالى لصلاة الفجر، ومن تكرر منه التخلف عنها لغير عذر شرعي فعلى الإمام والمؤذن وأعيان الجماعة القيام عليه بالنصيحة والموعظة، وإذا لم تجد فيه النصيحة والموعظة فعلى أعضاء الهيئة المختصين الذين عهد إليهم بملاحظة ذلك المسجد من قبل رئيسهم أن يقوموا عليه، ويرفعوا عنه إلى رئيسهم، للرفع عنه من قبله إلى فضيلة الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتقرير مجازاتهم.
أما بقية الصلوات فينبغي للإمام التفطن للجماعة وملاحظتهم، وكل من يتكرر منهم التخلف من غير عذر شرعي فيقام حولهم بما يلزم حسبما ذكر أعلاه من كل من الإمام والمؤذن وأعضاء الهيئة، ونحن بدورنا سنتعاون مع الجميع للمصلحة العامة. فعليكم أن ترفعوا لنا بأسماء المتخلفين الذين يتكرر تخلفهم ولا تجدي النصيحة فيهم للقيام بتقرير ما يجب عليهم شرعا.
وكذلك تعليم الجماعة أمر الدين وسؤالهم عنه كما في "مختصر ثلاثة الأصول" فيتعين على كل إمام مسجد إبلاغ جماعته بذلك، ويعقد لهم مجلسا يوميا يسألهم فيه عن أمور دينهم، ويعلمهم ما يخفى عليهم منها. ومن طلب مهلة لتذكرها وتحفظها فيمهل، ومن امتنع من ذلك فيلزم به من قبل الإمام والمؤذن والهيئة، وإن لم يمتثل فيرفع باسمه إلينا ونحن نقوم حوله بما يلزم إن شاء الله براءة للذمة