الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولذا لم يرد عليهم تأويلهم، فهم بمنزلة الأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا قراءة فقط.
سابعا: إن الخلف أقدر من السلف على فهم المراد من نصوص الكتاب والسنة وأعلم بمعانيها.
ثامنا: أن النصوص ألفاظها مجملة في المراد منها.
تاسعا: أن الرسول لم يبين النصوص ولا أمر باعتقاد ظواهرها.
عاشرا: أن نصوص الكتاب والسنة ليست نصا في الدلالة على معانيها، وبناء على ذلك فتأويلها واجب حتمي؛ لترتب الواجب عليه.
وهو تنزيه الله عما لا يليق به فهربوا من تمثيله بالمخلوقات إلى تعطيله عن كماله المقدس، فمثلوه بالمعدومات والجمادات والمستحيلات، فهربوا من مصيبة متخيلة إلى مصيبة محققة وهو أن ما لا صفات له لا وجود له في الحقيقة والواقع بل هو معدوم فالتمثيل أصل للتعطيل.
رأي الشيخ محمد الأمين في التأويل عند المتكلمين:
يقسم الشيخ محمد الأمين التأويل عند المتكلمين إلى ثلاثة أقسام (1).
(1) أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي (1/ 329، 330).
الأول: تأويل صحيح، وهو بمعنى التفسير، ومعناه: الكشف عن مراد المتكلم سواء وافق الظاهر أو خالفه، كتفسير الرحمة في قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (1) بالمطر بدلالة السياق، وتفسير قوله تعالى في الحديث القدسي الرحمة بالجنة، وذلك في قوله تعالى للجنة:«أنت رحمتي أرحم بك من أشاء (2)» ، فإن ذلك هو مراده تعالى وإن كان الظاهر الرحمة التي هي الصفة.
ثانيا: تأويل فاسد، ومعناه صرف اللفظ عما يظهر منه إلى معنى لا يدل عليه بظاهره بأنواع المجازات والاستعارات حتى يوافق هوى المتأول، كتأويل الاستواء في قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (3) بالاستيلاء.
ثالثا: تأويل لعب، وهو ما لا يساعد عليه شرع ولا لغة ولا عرف تخاطب، كتفسير الرافضة قوله تعالى:{يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (4) بالحسن والحسين، وتفسير بعض الصوفية قوله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (5) بدرجة اليقين لا الموت ويرتبون على ذلك سقوط التكليف عن من بلغها.
(1) سورة الأعراف الآية 57
(2)
البخاري كتاب التوحيد 25/ 7449
(3)
سورة طه الآية 5
(4)
سورة الرحمن الآية 22
(5)
سورة الحجر الآية 99