الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحتويات
الافتتاحية لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ....... 7
الفتاوى
من فتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ....... 43
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ....... 59
من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ....... 67
من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ....... 73
البحوث
إيمان المشركين وتصديقهم بالله لفضيلة الدكتور فهد بن سليمان بن إبراهيم الفهيد ....... 87
القنوط من رحمة الله لفضيلة الدكتور إبراهيم بن عبد الله الحماد ....... 169
الوسائل الواقية من الوقوع في الفاحشة في ضوء سورة النور لفضيلة الدكتور يوسف بن عبد العزيز الشبل ....... 239
مكانة المرأة في الإسلام لمعالي الدكتور محمد بن سعد الشويعر ....... 307
صفحة فارغة
الافتتاحية
لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
(خطبة عرفة لعام 1430 هـ)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق التقوى يا أيها الناس يا من خلقكم الله من ذكر وأنثى يا من خلقكم الله لعبادته يا من أرسل إليكم الرسل مبشرين ومنذرين {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
يا معشر المسلمين يا من فتح الله قلوبكم لما جاء به محمد
صلى الله عليه وسلم يا من جعلكم الله شهداء على الناس حجاج بيت الله الحرام، يا من استجبتم لنداء الله فقدمتم من كل فج عميق إلى هذا البيت العتيق، يا معشر المسلمين، يا من ينتظرون العيد السعيد، أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} ، وهي وصية محمد صلى الله عليه وسلم، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه:«وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة» (1).
تقوى الله خير واق عن المعاصي، وخير رادع عن الآثام، تقوى الله خير واعظ للعبد في حله وترحاله وشهوده وغيبته، فاتق الله أيها العبد في ليلك ونهارك وسرك وجهارك، اتق الله في كل أحوالك، اتق الله في تعاملك مع ربك، ليكن التقوى سياجًا منيعًا يحول بينك وبين معاصي الله، كلما عظمت التقوى في القلب كثرت الطاعات وقلت المعاصي.
أيها المسلم: ليكن التقوى منهجك في حياتك كلها، فبتقوى الله تعظم أوامره بامتثالها وتعظم نواهيه باجتنابها، بتقوى الله تعظم
(1) رواه أبو داود في سننه (2/ 610)، (ح 4607).
حرمات الله وشعائره، بتقوى الله تحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، بتقوى الله تعطي الحقوق لأهلها.
بتقوى الله جل جلاله تبتعد عن ظلم العباد، وبتقوى الله تكون عضوًا صالحًا في أمتك ولبنة صالحة في بناء مجتمعك المسلم، وبتقوى الله تقول الكلمة الطيبة، وجماع ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ:«اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» (1).
أمة الإسلام: إن الله خلق الثقلين - الجن والإنس – لعبادته وحده لا شريك له، ولأجل هذه الغاية خلق الله أبانا آدم بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه هو وزوجته الجنة فأزلهما الشيطان عنها فأهبطهما إلى الأرض، فكان آدم خليفة في الأرض وأول نبي لبنيه وعقبه.
فعاش آدم وعاشت ذريته من بعده عشرة قرون على التوحيد، يدينون لله بعبادته وحده لا شريك له، حتى إذا فشا الشرك في الأرض وعبد غير الله مع الله، وانحرف الناس عن دينه وتمكن الشيطان من إغوائهم بعث الله الأنبياء والرسل عبر القرون متعاقبين متواترين مبشرين ومنذرين، أنزل الله عليهم الكتب وأيدهم بالمعجزات ليهدوا الناس إلى الطريق المستقيم ويستنفذوهم من وساوس الشيطان وضلالاته.
(1) رواه الترمذي في سننه (4/ 355)، (ح 1987).
أيها المسلمون: ولقد واجه الرسل من قومهم أصنافًا من الأذى من التكذيب والسخرية والاستهزاء والدسائس والمؤامرات، اتهموهم في عقولهم فوصفوهم بالسفه والجنون، قال قوم نوح عن نوح عليه السلام {إِنْ هُوَ إِلا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ} وقال قوم هود لهود {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} ، وقال فرعون عن موسى عليه السلام {إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} .
اتهموهم في إخلاصهم فزعموا أنه يريد الدنيا وزخرفها، قال قوم نوح عن نوح {مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} ، وقال فرعون لموسى عليه السلام {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} .
وأعلنوا تكذيبهم لأنبيائهم {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} ، ومع هذه المعارضات والتحديات كان الله ناصر رسله ومؤيدهم
وكان للكفار بالمرصاد فأذاق المكذبين العذاب الأليم {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} .
أيها المسلمون: إن الله توّج دعوة الرسل بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، جعله خاتم الأنبياء والمرسلين، بعثه والناس في أمس الحاجة إليه، حيث كانوا في جهل وتقاتل وتناحر واختلاف، قبائل شتى وأمم متمزقة، لا رابطة تربطهم ولا راية تجمعهم، شغلتهم الحروب والغارات، فلا عقيدة تحميهم ولا شريعة تهديهم، يعيشون في غياهب الظلمات والأوهام، قلوب قاسية ونفوس حائرة، تنوعت أحوالهم وضلالاتهم.
فأهل الكتاب حرفوا كتبهم ونسبوا إلى الله الصاحبة والولد ونسوا تعاليم أنبيائهم، والعرب الجاهليون انحرفوا عن ملة الخليل عليه السلام فعبدوا الأوثان ووأدوا البنات وقتلوا الأولاد واستباحوا الفواحش والقبائح، والوثنية ضاربة بأطنابها في أرجاء المعمورة، عبد البشر بعضهم بعضًا فعبد غير الله، عبدت النارُ، والظلمةُ والنورُ، بل عُبِدَ الشياطينُ من دون الله.
وفي وسط هذا الجو المكْفَهِرّ بالظلمات والجهالات والبدع
بعث الله سيد الأولين والآخرين محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
وقد صور جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه واقع العالم العربي قبل الإسلام أحسن تصوير، فقال مخاطبًا للنجاشي «كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأوثان ونستبيح الفواحش ونأكل الميتة ونسيء الجوار ونقطع الرحم ويأكل قوينا ضعيفنا حتى بعث الله فينا رسولا منا نعرف صدقه وحسبه ونسبه وعفافه وطهارته فدعانا إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن نترك ما كنا نعبد وآباؤنا من الأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الجوار وصلة الرحم والكف عن المحارم، ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا بعبادة الله وبالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنا به واتبعناه فأحللنا ما أحل لنا وحرمنا ما حرم علينا فعبدنا الله وتركنا ما كنا عليه من القبائح فعدا علينا قومنا، وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادة الأصنام وأن نستبيح القبائح التي استبحناها» (1) هكذا صور واقعهم المرير.
إن محمدًا صلى الله عليه وسلم بعثته امتداد لدعوة الأنبياء قبله، ولم يكن بدعًا من الرسل {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} ، هو دعوة الخليل عليه
(1) قصة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي رواها ابن خزيمة في صحيحه (4/ 13)، (ح 2260)، وأحمد في مسنده (1/ 201).
السلام {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} ، وهو بشرى عيسى عليه السلام إذ أخبر الله عن عيسى أنه قال لقومه:{إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} .
وهو أولى الناس بإبراهيم وبسائر الأنبياء لأنه وأمته صدقوا جميع أنبياء الله، {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} ، {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} .
لقد واجه صلى الله عليه وسلم من التحديات ما واجهوا إخوانه الأنبياء، ذلك أهل الكفر والباطل يتواصون بعداء الرسل {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} فوصفوه بالجنون والشعر، قال تعالى عنهم:{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ} .
وصفوه بالكذب والسحر {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} .
نظروا إليه نظرة الازدراء {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ} .
عابوا عليه كونه بشرًا من جنسهم يأكل كما يأكلون قال تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا} .
وإذا رأوا أتباعه حوله سخروا منهم وقالوا: {أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا} .
ثم سعوا إلى حجب الناس عن سماع القرآن والتشويش عند سماع القرآن {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} .
قام المشركون بكل تلك المعارضات منهم وهم يعلمون صدقه وأنه الصادق الأمين {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} .
هاجر إلى المدينة فحاربوه وقاتلوه وقتلوا أعز أقربائه إليه، ووضعوا في طريقه العراقيل وأشاعوا الأقاويل وأرجفوا بالأباطيل، وأيدهم اليهود والمنافقون تمالؤوا معهم على عداوته فآذوه في نفسه وأهله وأصحابه.
ورغم كل تلك العداوات إلا أن الله جل وعلا نصر نبيه وأعلى شأن الإسلام، ورفع راية الإيمان فما هي إلا سنوات حتى دخل مكة فاتحًا منتصرًا بنصر الله له، ودخل الناس في دين الله أفواجًا وما انتقل إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله به الدين وأتم به النعمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، فصلوات الله وسلامه عليه.
وبعد موته صلى الله عليه وسلم واجه المسلمون تحديًا كبيرًا لارتداد كثير ن العرب عن الإسلام ولكن الله هيأ الصديق الذي قوى الله قلبه وملأه إيمانًا فأعادهم إلى حظيرة الإسلام وقاتلهم حتى انقادوا للإسلام بل قاتلهم خارج الجزيرة حتى عادوا للإسلام حقا (1)
(1) تراجع حروب الردة في السيرة لابن هشام، وعند ابن كثير في تاريخه: البداية والنهاية.
واستمر الخلفاء بعده يدعون إلى الله، وينشرون دينه خارج الجزيرة، حتى شاع هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله أفواجًا عن قناعة بهذا الدين وأخلاقه وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى، واستوعب هذا الدين الناس على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وثقافتهم، عاشوا تحت راية الإسلام الواسعة وفي ظل أخلاقه السمحة وتعليماته الربانية.
ولكن الأمة واجهت في مختلف مراحل تاريخها عداوات ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض المتعاونين معهم على الضلال، ولكن هذا الدين ظل قويًّا شامخًا، وقد يضعف في نفوس أهله أحيانًا ولكنه سرعان ما يستعيد قوته ونشاطه وينتشر في الأرض لأنه الدين الحق والفطرة التي فطر الله عليها الناس.
أمة الإسلام: إن أعداء الأمة اليوم هم أعداؤها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال، ولكن الأمة لا تزال في عصورها المتأخرة تعاني من بعض التحديات العظيمة والأخطار الكبيرة.
فمن تلكم التحديات: الانحراف العقدي عند بعض أفراد المسلمين الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بالمبادئ الكفرية
والمناهج المنحرفة عن الإسلام ونفث بعضهم بقلمه سمومَ الإلحاد والتشكيك في دين الله وبعضهم قدس بعض البشر فرفعوا منزلتهم وأعطوهم من خصائص الألوهية والربوبية وزعموا سقوط التكاليف والواجبات عنهم، فعبدوهم من دون الله واتخذوهم وسائط بينهم وبين الله، بل بنوا على قبورهم وطافوا بها تعظيمًا لأهل القبور والضرائح والقباب ونحو ذلك، واختفى توحيد الله الذي بعث به محمدًا صلى الله عليه وسلم، مما يدل على أن الاهتمام بهذه العقيدة والعناية بها والدعوة إليها من أجلّ المهمات وأعظم الوجبات.
وهناك أيضًا تحدٍّ آخر يتعلق بالتشكيك في رسول الله والقدح فيه وفي سنته، ذلك أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم شرط من شروط الإيمان «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (1).
ولما علم أعداء الإسلام ما في قلوب المؤمنين، من محبة هذا النبي الكريم وموالاته ونصرته آذوهم بالقدح في رسول الله والتشكيك في سنته بأقوال رديئة وما علم أولئك أن الله جعل الذلة لمن عاداه، كما قال جل وعلا:{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ} ،
(1) رواه البخاري في صحيحه (1/ 14)، (ح 14)، ومسلم في صحيحه (1/ 67)، (ح 44)، (70).
وأن الله جل وعلا كتب الصغار على من عاداه {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} .
فالواجب على الأمة المسلمة الدفاع عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم، ودفع كل الشبه المغرضة ودفعها بحق مبين، وأن عمل المسلمين بالسنة وتطبيقهم لها في أقوالهم وأعمالهم وسلوكهم، وكل تصرفاتهم تدل على عمق محبتهم لمحمد صلى الله عليه وسلم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} .
ومن التحديات التي يوجهها المسلمون، ما يقوم به بعض المحسوبين على الإسلام والزاعمين الإسلام، من إيقاد الفتنة والحرب والتقاتل بين الأشقاء لتجنيد وتربية سفهاء غرورا بهم وخدعوهم تحت قضايا مزعومة أرادوا به ضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتفريق كلمتها، واستعداء الأعداء عليها.
كما أن من عظيم جرم وضلال هؤلاء، عزمهم على تسييس الحج والإخلال بأمنه، وإحلال وإحداث الفوضى والشغب بين الحجاج، ولكن يأبى الله عليهم ذلك والمؤمنون، فالبلد الأمين في أيد أمينة قوية، لا تسمح لأي مغرض ومفسدٍ أن يدنس هذا البلد
الأمين أو يخل بأمنه أو يضعف شأنه، فهم بالمرصاد لكل عدو يريد ذلك، والحمد لله رب العالمين على فضله وكرمه.
أمة الإسلام: ومن التحديات التي تواجهها الأمة انتشار السحرة والمشعوذين الذين لا خير فيهم، فهم الذين يزعمون علاج الأمراض والإخبار بالمغيبات، إلى غير ذلك من ضلالاتهم، ليسوا رقاة شرعيين ولا أطباء مختصين، ولا أهل مراكز بحوث علمية، لنهم كذابون دجالون يستعينون بالجن والشياطين في تحقيق أغراضهم من أكل أموال الناس بالباطل وقضاء شهواتهم وسلب الناس أموالهم وعقولهم فليحذر المسلمون من ذلك، وقد أصبحت لهم قنوات فضائية ومواقع الكترونية مما يدل على عظم شرهم، فوصيتي للجميع بمحاربة أولئك وعدم الثقة والاطمئنان إليهم.
أيها المسلمون: ومن التي يواجهها المسلمون انتشار المعاصي في عالمنا الإسلامي بشكل عظيم حتى ربما يظن الظان عدم حرمتها؛ لأنه لا يسمع صوتًا ينادي بحرمتها ويبين حقيقتها فالتبس الأمر على الناس، فالمحرمات إذا كثرت يوشك أن يعم الله بالعقوبة، لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم «أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث» (1)، فوجود المعاصي يهلك الأمة وينخر
(1) رواه البخاري في صحيحه (ح 3346)، ومسلم في صحيحه (ح 2880).
في كيانها ويضعفها، ويسلط الأعداء عليها فليحذر المسلمون ذلك.
وصمام الأمان لذلك شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} .
أيها المسلمون: ومن التحديات التي تواجهها الأمة المخدرات بأضرارها، ذلك البلاء العظيم الذي يهدد الحضارات بالفناء، والأخلاق بالزوال والقيم بالتدمير.
تواجه الأمة عصابات إجرامية دولية، لا ضمير ولا دين لها تحارب الشعوب والأمم وتستهدف طاقة الشباب، وتضعف كيانهم فكم من جرائم اقترفت، وفواحش ارتكبت، وأعراض انتهكت، وأموالٍ سلبت، وبيوت دمرت، وحربٍ تأججت بأسباب أولئك وشرهم المستطير، فليكن كل منا عينًا ساهرة، لحماية المجتمع من هذا الداء العضال البلاء وتتضافر الجهود عالميًّا في القضاء عليها وعدم تمكين أهلها من إلحاق الضرر بالأمة، فإنها ضرر عظيم نسأل الله السلامة والعافية.
ومن التحديات التي تواجه الأمة: الإرهاب: ذلك البلاء العظيم، الذي أشقى المسلمين بل أشقى العالم كله، هذا الإرهاب الذي
يستهدف المنشئات والنفوس البشرية بغير حق، إنه مشكلة عالمية، يوجد في العالم صور مختلفة لكن يستغله بعض الناس ويفسره على قدر هواه، فإن رأوا في الإرهاب تهديدًا لمصالحهم وقضاءً على مصالحهم حاربوه وإن رأوا فيه ما يؤيد مصالحهم أمدوه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وإنه لبلاء عظيم واجب المسلمين محاربة هذا البلاء والوقوف أمامه.
إن العالم يشكو من كثرة التفجيرات يشكو من إخلال الأمن ومن العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب.
يا أمة الإسلام: إن هذه العمليات الانتحارية في بلاد المسلمين ضرر وبلاء، رجال ونساء وأطفال استهدفوا بغير حق، دمرت البنية التحتية ودمرت المنشآت، وأضعفت الشوكة والمنعة، وشلت السواعد وفرقت المجتمع، فاحذروا عباد الله أن تكونوا سببًا لهدم بلادكم بأيديكم وأيدي أعدائكم، احقنوا دماءكم وحلوا مشكلاتكم فيما بينكم، ولا تركنوا إلى من يفرقكم باسم الطائفية وباسم وباسم، احرصوا على المجتمع احرصوا على وحدته وتماسكه وحل المشكلات بينكم في إطار المحبة والمودة.
أيها المسلمون: ومن التحديات التي يواجهها المسلمون ما
يريده البعض من تحريف معاني نصوص الكتاب والسنة بعدما عجزوا عن تحريف ألفاظها سعوا إلى تحريف معانيها تحت اسم القراءة الجديدة والفهم الجديد للنصوص بعيدًا عن مضامينها الصحيحة وأسباب النزول وفهم السلف الصالح لها، واغترارًا وانخداعًا بالحضارة الغربية، ليلفّقوا بينها وبين الإسلام، وذلك عن هوى وجهل بقواعد الشريعة.
أيها المسلمون: ومع هذه التحديات فالمستقبل لهذا الدين والعز للإسلام وأهله، إن أطاع المسلمون ربهم واستقاموا على شريعته، وتوكّلوا على ربهم وقاموا بما أوجب الله عليهم.
إن الأمة قد تضعف ولكنها لا تموت، فهي خالدة بخلود كتابها ورسالتها، باقية ما بقيت السماء والأرض، دائمة ما دام كتاب يتلى، وما دام في الأمة رجال يرفعون شأن هذا الدين، ويحكّمونه ويتحاكمون إليه.
إن كثيرًا من الأنظمة قد سقطت وبعض المناهج البشرية قد أفلست والعالم يتطلع إلى منقذ ولا منقذ إلا الإسلام.
أمة الإسلام: إن هذا الدين أمانة في أعناق الأمة، كلفهم الله إياها، بعدما أشفقت منها السماوات والأرض والجبال وهي أمانة ثقيلة وإنها الفاصلة بين الإيمان والكفر فمن أخذها بحقها كان ممن
تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} .
إن للأمانة في الإسلام ميادين فسيحة، ومجالاتٍ واسعة تتعلق بحق الله وحق عباده، والمصالح العليا للأمة.
فأعظم أمانة في عنقك كلمة لا إله إلا الله، أصل الإسلام وأساسه أن تعرف معناها وأن حقيقتها عبادة الله وإفراده دون سواه، وتوحد الله بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وتخلص لله دعاءك ورجاءك وخوفك وذبحك ونذرك كل ذلك لله {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} .
تؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، تؤمن بقضاء الله وقدره، إيمانك بهذا يخلصك ويميزك من سائر أتباع الكفر والضلال، إيمانك يحدد هويتك ويكون شخصيتك، ويحدد مصيرك في الدنيا ومآلك في الآخرة وذلك بكرامة الله سبحانه وتعالى.
إيمانك بهذا يخلصك من اليأس والقنوط والفشل والخمول ويمدك بالقوة والنشاط، إيمانك بهذا يخلصك من العجب والغرور والتمرد على الله والتجبر على عباد الله، سنة نبيك صلى الله عليه وسلم تؤمن بها وتصدقها وتطيعه بما أمرك به وتجتنب ما نهاك عنه تقبل سنته وترضى بها وتحكمها وتتحاكم إليها وينشرح صدرك لها وتقدم قوله على قول كل قائل كائنًا من كان.
أركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصوم والحج، أمانة تؤديها كاملة الأركان والواجبات.
فالصلاة صلة بين العبد وربه يفضي فيها إلى ربه همه وحزنه، تسِلّيه وتقِوّي في قلبه الإيمان، ويسأله الله بها الهداية إلى الطريق المستقيم.
فيها حضور القلب وإعمال الفكر وخشوع الجوارح وصفاء النفس، وفيها طهارة البدن والنفس وفيها نهي عن الفحشاء والمنكر.
وما الزكاة إلا تزكية للمزكي لتطهيره من البخل والشح، وتزكية للآخذ بتطهير قلبه من الغل، وفيها شعور للغني بحق الفقراء عليه وأن لهم نصيبًا في ماله فرضه الله عليه، وفيها سلامه المجتمع من الصراعات الطبقية والتّباغض والتناحر وتنميةٌ لمال المزكي.
وما الصيام إلا تحقيق لجانب التقوى ووحدة المسلمين في صيامهم شهرًا كاملاً يبدؤون من طلوع الفجر وينتهون بغروب
الشمس، وهو يقوي الإرادة والصبر وتحمل كل المشاق، وفيه أيضًا ارتباط بين الأغنياء والفقراء عندما يشعر الغني بالظمأ والجوع فيعطف على إخوانه المستحقين المسلمين، وفيه سيطرة على الشهوات التي أمر بالبعد عنها في رمضان.
وما الحج إلاّ توحيد لله وإقامة لذكره وشهود للمنافع والاستعداد لليوم الآخر، يقف المسلمون في يوم واحد، الرب واحد، والنبي واحد، والقبلة واحدة، والمشاعر واحدة، واللباس واحد، والمكان والزمان واحد، إن هي إلا شعور بوحدة الأمة وما بينها من ترابط وأخوة دائمة.
أمة الإسلام: وبقية أوامر الشرع المالية من الأحوال الشخصية والجنايات والحدود، كلها أمانة يجب أن تمتثلها وتستجيب لها ولا تخل بشيء منها.
أيها المسلم: ولتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد في عاجلهم وآجلهم، وما النواهي التي نهاك الله عنها من السحر وقتل النفس والزنا والربا والخمر وغير ذلك من المحرمات إلا أمور يجب أن تبتعد عنها وأن تتركها طاعة لله وأن تعلم أنها ما حرمت إلا لحماية العباد أفرادًا وجماعات من الفساد يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودًا فلا تعتدوها وحرم أشياء
فلا تنتهكوها» (1).
إن هذه الواجبات والفرائض تؤديها، والمحرمات التي تبتعد عنها، هي تكاليف شرعية أنت ملزم بها لست حرًّا تفعل ما تشاء.
وقد ادعى قوم عبّاد الهوى، وأهل الجهل والضلال، أن للإنسان أن يتصرف فيقضي برغباته وشهواته دون دين أو شرع، وهذا أمر عظيم، ولهذا دعوا إلى التمرد على الله وطمس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشككوا في الحجاب وغير ذلك، ولم يعلموا أن هذا كله تقدير العزيز العليم.
أمة الإسلام: وكما أن الدين أمانة في أعناق عامة الأفراد، فهناك أمانة خاصة يحملها الأقوياء من الرجال، الذين يخططون لمصالح الأمة العليا ولمشاريعها الكبرى.
فأولاً: الأمانة الملقاة على رجال السياسة، الذين سبروا الأحوال وأدركوا كثيرًا من خفايا الأمور، وما يراد بالأمة، أن يضعوا للأمة سياسة عادلة صالحة في الحاضر والآجل وأن يقوها شر المتربصين بها من أعدائها والمتخاذلين من أبنائها، وأن يحرصوا على وضع سياسة حكيمة تُبْعِدُ الأمة عن التهور، والصراعات السياسية، والسياسة
(1) رواه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 12)(ح 19509)، ولفظه: **إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها ونهى عن أشياء فلا تنتهكوها**.
الطائشة، وأن يعلموا أن الأمة أمانة، وأن من أراد الدين بسوء، فلا بد أن يخذله الله فليضعوا سياسة تؤيد الشرع والكيان وتحمي الأمة من الانزلاق، سياسة تعالج قضايا الأمة مرنة في أمورها تتمشى مع ما فيه منفعة الأمة في الحاضر والمستقبل.
وإن الأمانة الملقاة على رجال الاقتصاد، أن يحموا الأمة من التبعية وأن يوجدوا أصول الاقتصاد الإسلامي بعيدًا عن المحرمات كلها، وبناء سوقٍ إسلامية مشتركة؛ لتبادل السلع بين المسلمين لتحمي مجتمع المسلمين.
إنا نسمع عن انهيارات اقتصادية، وإفلاس بعض الشركات كما يقولون وهذا بلا شك تصديق لقول الله:{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} .
الأمانة الملقاة على من يختص بصناعة الأمة، أن يوجدوا قواعد علمية لصناعة تقنية متقدمة تستعين بالخبرات والأبحاث الماضية؛ لتخليص الأمة من الكسل والخمول وتستعين بالعقول والأيدي العاملة والطاقات الموجودة؛ لتخليص الأمة من أمرين:
أولاً: ألاّ تكون اتكالية على غيرها.
وثانيًا: ألاّ تكون سوقًا لترويج سلع الآخرين الذين يستفيدون من ثرواتها، بل لا بد للمسلمين من أن يأخذوا ويعطوا، فكما يستوردون فليصدروا حتى يكون الأمر متوازنًا بين الأخذ والعطاء.
إن الأمانة الملقاة على رجال الأمن أن يحافظوا على الأمة بكل المستويات وفي كل المجالات لا سيما الفكري والعقدي من المحافظة على المسلّمات والثوابت من الانحلال والتميع والأخذ على أيدي المجرمين.
إن الأمانة الملقاة على رجال إعلام الأمة، أن يوجدوا إعلامًا إسلاميًّا بعيدًا عن الفحش ونشر الرذائل وعن التهويل والإثارة وعن تضليل الرأي العام، وليعلموا أن الأمة تعاني من تدفق إعلامي في مجالاته الصحفية والفضائية الإلكترونية، هذا الانفتاح العظيم يؤكد للأمة وجوب المحافظة على أبنائها، حتى لا يتسرب لشبابنا شيء من هذه الضلالات تحت دعوى الحرية والتقدم والانفتاح والترفيه.
إن كثيرًا من هذه القنوات، تحمل أفكارًا ضالة، وآراءً منحرفة ومناظر فاسدة، وأفلامًا خليعة، مما يوجب على رجال الإعلام ومؤسساته التعاون في صد هذه الأخطار، وإيجاد ميثاق شرف، يحمي الأعراض والعقول من هذه الضلالات، وأن يكون الإعلام خادمًا لقضايا الأمة مدافعًا عنها يعالج كل مشكلة، ويقارع الحجة
بالحجة: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} .
إن الأمانة الملقاة على رجال التربية والتعليم، أن يتقوا الله ويضعوا مناهج أصيلة تقوِّي انتماء الأمة إلى دينها، وتربّيهم على الأخلاق النبيلة والشيم، وتبعدهم عن الأخلاق الرذيلة، وتشعر كل فرد بأنه عضو صالح في أمته يجب أن يسعى في إصلاحها، وأن يُربُّوا الناشئة على الإيمان والعلوم النافعة؛ لتعيد الأمة لمكانتها في الاقتصاد والسياسة والإعلام.
إن البعض من أبناء المسلمين، خططوا للتعليم في بلادهم ما فصل الحاضر بالماضي، فأصبح الحاضر غير مرتبط بماضيه المجيد، ولا يعلمون شيئًا عنه، مما يفقد الثقة في شباب الأمة. وإن الواجب على رجال التعليم أن يرتبط الحاضر بالماضي وتقوى صلة الحاضر بالماضي وبالتاريخ المجيد وأحوال الماضين؛ لكي تستفيد الأمة من تاريخها الماضي ومن واقعها الحاضر.
وإن الأمانة الملقاة على رجال الثقافة أن يحافظوا على ثقافة الأمة المستمدة من الكتاب والسنة تراثها الأصيل وتميزها الإسلامي ويحمون الشباب من تلوث أفكارهم بالدعايات المضللة.
والأمانة الملقاة على المخططين لوسائل اجتماع الأمة أن
يحرصوا على المحافظة على الأسرة وانتظامها والبعد عما يشتتها ويضعف كيانها وأن ينموا في الأمة روح التعاون والتراحم بين الأمة وأن تكون هذه العلاقة الاجتماعية إسلامية بعيدة عن التأثر بالقبيلة أو الجنس أو اللون أو الفارق المادي.
وإن الأمانة الملقاة على الدعاة إلى الله أن يخلصوا لله في دعوتهم وأن يهتموا بالعقيدة أولاً وقبل كل شيء وأن يغوصوا في مشكلات الأمة؛ ليوجدوا الحلول لها، وأن يهتموا في تغير الأخطاء والمنكرات بالتدرج وأن ينوعوا الأساليب في خطاب أو حوار أو نحو ذلك، وأن يعلموا أن الدعوة إلى الله شرف وفضيلة ليست تجمعًا حزبيًا ضيقًا ولا منظومة أفكار عوجاء ولكنها إيصال كلمة الحق إلى النفوس.
والأمانة الملقاة على المفتين أن يتقوا الله وليعلموا أنهم موقِّعون عن رب العالمين، فليحذروا القول على الله بغير علم، ولتكن الفتاوى صادرة عن الكتاب والسنة، بعيدة عن الشذوذ والتخرصات.
وإن الأمانة الملقاة على عاتق المخططين للبيئة، أن يحرصوا على المحافظة على البيئة وسلامتها من التلوث والنظافة الشرعية وسلامة الأبدان من الأمراض والأوبئة، وإيجاد المراكز الوقائية لدفع المضار عن الأمة وبذل السبب النافع في ذلك.
أيها المسلمون: هذه الأمانات على اختلافها، والمسؤولون عنها
مع اختلاف منازلهم، ليعلموا أن هذه المسؤوليات إنما هي أمانات وليست غنائم، وإنها تكليف لا تشريف، وإنها عبادة وليست سيادة.
مما يؤسف له أن البعض من أبناء المسلمين، خططوا لشعوبهم ما ألحق الضرر بها، فجعلوا الأغراض والمصالح الشخصية فوق وحدة الأمة وجعلوا الخلافات الشخصية فوق اجتماع الكلمة، وما أحوج الأمة إلى تراص الصفوف واجتماع الكلمة.
أمة الإسلام: إن الواقع المرير الذي تعيشه الأمة واقع يدعو إلى الأسف والحزن، عندما يقارن المسلم بين الحاضر المشاهد وبين الماضي الغابر ويرى الفرق بعيدًا، والبون شاسعًا، وذلك بسبب بعد المسلمين عن دينهم، فليتقوا الله في إسلامهم وليحافظوا على دينهم.
أيها المسلمون: اشكروا الله أن هداكم لهذا الدين القويم، وبعث فيكم هذا النبي الكريم، وتمسكوا بهذه الشريعة، فأنها عزٌّ لكم في الدنيا، وسعادتكم في الآخرة، واعلموا أنكم في عصر تدفقت فيه وسائل الاتصال، والتقت فيه الحضارة بعضها ببعض، وجدَّ الأعداء في نشر ما عندهم، فتحصنوا بالإيمان الصادق، والعقيدة الراسخة، والتوعية السليمة، وتربية الأجيال وتحذيرهم من كل ما يسيء إلى دينهم لعلكم تفلحون.
قادة الأمة الإسلامية: اتقوا الله في شعوبكم وطبقوا عليهم شريعة
الله لتعيشوا أنتم وإياهم أمنًا واطمئنانًا وسلامًا، احرصوا على المحافظة على البقية الباقية من دينكم، واحرصوا على تأليف القلوب واجتماع الكلمة، وحل المشكلات في إطار الأخوة الإسلامية، وعودوا إلى دينكم عودًا حميدًا وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعية إلا حرم الله عليه الجنة» (1).
يا شباب الإسلام: أنتم الأمل في هذه الأمة؛ لإنقاذها من جهالتها وإنقاذها من ضلالتها، الزموا علماء الصدق والإيمان، اجتنبوا الأفكار الرديئة والفرق المشتبهة والشعارات الزائفة.
ليكن حبكم لأوطانكم نابعًا من نفوسكم وحبكم وطاعتكم لولاة أموركم شعارًا تدينون لله به.
شبابنا: شباب الإسلام احذروا مكائد الأعداء، احذروا الدعايات المضللة، التي تحملها بعض القنوات والصحافة، احذروا هذه الأفكار السيئة، لا تنقادوا لكل داع، احذروا مكائد الأعداء فكم لبسوا لكم لباسًا خاصًا كمظهر الدين والتقوى، وهم يريدون إيذاءكم وكم أظهروا الإصلاح والنفع وهم يهدمون دينكم وكرامتكم، لا تنقادوا لكل دعوة ولا يخدعكم أي داع، انظروا إلى سيرته وتاريخ حياته وغايته مما يريد، تأملوا وتوقفوا واستشيروا، ولا يخدعنكم
(1) رواه مسلم في صحيحه (3/ 1459)، (ح 142).
الأعداء ولا تصغوا إلى بعض المواقع الضالة، التي تنشر الأكاذيب والأباطيل وترجف بالأمة وتحدث من القيل والقال ما الله به عليم.
أيها الآباء: اتقوا الله في أبنائكم فهم قرة أعينكم، ربوهم على الإيمان والصدق والتقوى، ربوهم على الأخلاق الفاضلة وجنبوهم الأخلاق السيئة.
أيها الأبناء والبنات: على الجميع بر الوالدين والإحسان إليهم وتذكُّرُ جميلهم ومعروفهم {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ، إن برهما جهاد في سبيل الله، أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد قال:«أحيٌّ والداك؟ قال: نعم، قال: ارجع ففيهما فجاهد» (1).
يا رجال الأعمال والأموال: اتقوا الله فيما استخلفكم فيه من الأموال وجنبوها المكاسب الخبيثة، وكونوا مثل التاجر الصادق الصدوق الأمين الذي لا يخدع أمته ولا يدلس عليهم، ولا يأكل أموالهم بالباطل وظفوا أموالكم فيما يعود على الأمة بالخير، وإياكم من نشر الفساد والإفساد، وأن تكون أموالكم سلاحًا بأيدي أعدائكم، احرصوا على
(1) رواه البخاري في صحيحه (3/ 1094)، (ح 2842)، ومسلم في صحيحه (4/ 1975)، (ح 2549).
تنميتها بالأصول الشرعية فيما ينفع الأمة في الحاضر والمستقبل.
قادة العالم: من هذا المكان المبارك بلاد الأنبياء، بلاد التسامح والخير، وبلاد القادة المصلحين والفاتحين، أدعوكم إلى الإسلام الدين الحق الذي هو دين الأنبياء كلهم، منذ نوح عليه السلام إلى عيسى ابن مريم إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
أدعوكم إلى قراءة منصفة، لتفكروا في هذا الدين، وتعلموا أنه الدين الحق، الذي لا يقبل الله من أحد دينًا سواه.
أيها القادة: إن النزاع قد تفاقم والصراع على الشعوب الضعيفة قد تعاظم والأحكام التي تحكم بها الأمم قد اهتزت والظلم قد فشا، فالواجب السعي في رد المظالم وإعطاء كل ذي حق حقه.
إن إخواننا في فلسطين يعانون من حصار شديد، وإرهاب لم يشهد العالم له نظيرًا، فأشلاء ممزقة، وبيوت مدمرة، وفقر وفاقة، أين العدالة وحقوق الإنسان؟، أين الضمير الإنساني أمام هذه الأشياء؟، إنها لمصيبة عظيمة.
أيها المفكرون والحكماء: إن العالم يعاني من المشكلات، ويغوص في المعضلات، ويتعرض لأزمات اقتصادية وسياسية، فسارعوا في إنقاذ العالم من مصائبه وإنقاذه من الشرور.
إن كثيرًا من الأموال تنفق على سباق تسلح لو أنفقت على إنقاذ
منكوبين وشد أزر الدول النامية؛ لكي تعيش في أمن وأمان لكان خيرًا كثيرًا.
حجاج بيت الله الحرام: اشكروا الله على نعمته أن بلغكم إلى هذا البيت الأمين وأعانكم على أداء نسككم وهيأ لكم من ذلل أمامكم الصعاب وسهل لكم الأمور فاشكروا الله على هذه النعمة وتعاونوا على البر والتقوى والزموا أدب بيت الله الحرام، واعلموا حرمته ومكانته، والزموا الأنظمة التي وضعت لأجل منفعة الجميع فالتزموها وطبقوها لعلكم تفلحون.
أيها المسلمون: من خلال الاعتراف بالفضل لأهله، فإن الله جل وعلا تفضل على هذه البلاد بقادة مخلصين، ودعاة مصلحين، لقد شرفهم الله لخدمة بيته الحرام ورعايته، فقاموا بخدمته حق قيام، من توسعة للحرمين، ورعاية للمسلمين، وتيسير أمر الحجيج يبتغون بذلك وجه الله، فجزاهم الله عما فعلوا خيرًا وأمدهم بعونه وتوفيقه وتأييده.
أيها المسلمون: إن الله جل علا ضمن لهذه الأمة بقاء دينها، وأن دينها باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، يقول صلى الله عليه وسلم «ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله» (1).
(1) رواه مسلم في صحيحه (3/ 1523)، (ح 170)(1920).
والنبي صلى الله عليه وسلم خاتم أنبياء الله ورسله، وجعل الله من العلماء في هذه الأمة ورثة الأنبياء، فالصحابة رضي الله عنهم قاموا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قيام وكذا التابعون بإحسان، وما خلا قرن من القرون إلا وفيه داع إلى الله يجدد ما اندرس من معالم دينها ويعيدها إلى رشدها، لكن منهم من وفق بالناصر والمؤيد، ومنهم من ليس كذلك.
ومن الرجال المصلحين الذين دعوا إلى الله ودينه، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب الذي خرج في منتصف القرن الثاني عشر فدعا إلى الله وإلى توحيده وإخلاص الدين له فناصره الإمام محمد بن سعود رحمه الله فتعاضد الإمامان الكريمان على نصرة هذا الدين إلى أن وفق الله الجميع ففتح الله على قلوبهم فنصر الله بهم الدين وأعاد الأمة إلى حظيرة الإسلام الأولى.
إن كثيرًا من الفضائيات تنشر دائمًا سب ما يسمون بالوهابية وتلفيق التهم والأباطيل وإلصاقها بهم، وإن هذا لمن الكذب، فالشيخ لم يدع إلى مذهبه ونسبه وإنما دعا إلى الله وإلى توحيده وإخلاص الدين له.
أيها المسلمون: أخلصوا لله أعمالكم؛ فإن الله لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصًا له وصوابًا على كتابه وسنة رسوله.
أيها الناس: تفكروا في أعمالكم، وتدبروا رحيلكم من هذه
الدنيا، فأمامكم الموت وسكرته والقبر وظلمته والحساب وشدته والملك وسؤاله وروعته.
إن هذا القبر أول منازل الآخرة فإنّ الميت يكتب له عند موته حاله، فالمؤمنون {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} .
وفي غير المؤمنين يقول الله {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} .
وهذا القبر إمّا روضة من رياض الجنة وإمّا حفرة من حفر النار. فاستعدوا لهذه المواقف العظيمة فأمامكم الحساب والوقوف بين يدي الله، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة تدنو الشمس من العباد حتى تكون على مقدار ميل منهم، وتصهرهم الشمس ويلجمهم العرق على اختلاف أعمالهم، منهم إلى كعبيه، ومنهم إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا.
تذكروا إخواني تطاير الصحف وميزان الأعمال تذكروا العبور على الصراط، تذكروا يوم يقال لأهل الجنة: خلود فلا موت، ولأهل النار: خلود فلا موت، تذكروا تلك المواقف عسى أن تعود علينا
بالخير في أمور ديننا ودنيانا.
حجاج بيت الله الحرام: هذا يوم عرفة من أفضل أيام الله «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ويباهي بهم الملائكة ويقول: ما أراد هؤلاء» (1)«ينزل ربكم إلى السماء الدنيا عشية هذا اليوم، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء: انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا ضاحين أشهدكم أني قد غفرت لهم» (2)«ما رئي الشيطان في يوم هو أحقر ولا أصغر ولا أدحر مما رئي يوم عرفة» (3).
إنه ليوم أفضل الدعاء فيه دعاء يوم عرفة «وخير ما قلت أنا والنبيون قبلي يوم عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (4).
أروا الله من أنفسكم خيرًا، ارفعوا أكف الضراعة للدعاء واسألوه المغفرة عما كان وما سلف والرضا عنكم، وأن يحسن خاتمة الجميع.
(1) رواه مسلم في صحيحه (2/ 982)، (ح 436)(1348).
(2)
رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 56)، (ح 56)، والبيهقي في شعب الإيمان (3 460)، (ح 4068).
(3)
رواه مالك في الموطأ (3/ 621)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 461)، (ح 4069).
(4)
رواه الترمذي في سننه (5/ 572)، (ح 3585).
اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها وخير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم لقاك.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم واهدهم سبل السلام وأخرجهم من الظلمات إلى النور وبارك لهم في أسماعهم وأبصارهم وقواتهم وجنبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين، الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، وماتوا على ذلك.
اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ربنا اجعل حجنا مبرورًا وسعينا مشكورًا وذنبنا مغفورًا.
اللهم اجعلنا ممن تباهي بهم ملائكتك إنك على كل شيء قدير.
اللهم وفق إمامنا إمام المسلمين عبد الله بن عبد العزيز لكل خير.
اللهم أيّده بنصرك واحفظه بحفظك وكن له عونًا ونصيرًا في كل ما أهمه.
اللهم شد أزره بوليِّ عهده سلطان بن عبد العزيز وبارك له في سمعه وبصره وألبسه ثوب الصحة والسلامة والعافية.
ووفق النائب الثاني لكل خير وأعنه على مهمته في ملاحقة المجرمين والمفسدين والمتسللين والضالين والغاوين.
اللهم احفظ الجميع بالإسلام ووفق القائمين على الحج في كل شؤونه لما يرضيك إنك على كل شيء قدير.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أعاده علينا وعلى أئمة المسلمين، وعليكم جميعًا باليمن والبركة إنه على كل شيء قدير.
وصل اللهم على محمد.