الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
دلالات الأحاديث في بيان حال المشركين وإقرارهم بالربوبية
وأما من السنة فقد جاءت الأحاديث موضحة أحوالهم ومشتملة على بيان إقرارهم بالربوبية إجمالاً وأن شركهم كان في توحيد الألوهية، والأدلة على هذا كثيرة جدًّا، ومنها:
1 -
حديث حصين الخزاعي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: «كم إلاها تعبد؟ قال سبعة، ستة في الأرض وواحدًا في السماء، قال: من تعد لرغبتك ورهبتك، قال الذي في السماء
…
» (1).
2 -
قصة عمرو بن لحي الخزاعي: وقد سبق ذكرها (2)
3 -
تلبية المشركين وحجهم قبل الإسلام، في الصحاح والسنن والمسانيد وهو مشهور متواتر، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه: «كان المشركون يقولون وهم يطوفون بالبيت: لبيك لا شريك لك، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم ويلكم قدْ قدْ، فيقولون إلا شريكًا هو لك تملكه
(1) رواه الترمذي (5/ 519، رقم 3483)، والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 329).
(2)
انظر: ما تقدم ص (8 - 11).
وما ملك» (1).
4 – قصة صلح الحديبية وفيها «أما الرحمن الرحيم فلا نعرفه، ولكن اكتب باسمك اللهم» (2) فدل على أنهم مؤمنون بالله.
ودل على أنهم يستعينون به في أمورهم.
وإنما أنكروا تسميته بالرحمن، والظاهر أن ذلك عناد منهم ومكابرة.
5 – حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه «أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}، فقلت له: إنا لسنا نعبدهم، قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرّم الله فتحلونه، فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم» (3).
(1) صحيح مسلم، كتاب الحج، باب التلبية، رقم (2872).
(2)
صحيح البخاري كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد والمصالحة، رقم (2581) وصحيح مسلم كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية رقم (4732).
(3)
أخرجه الترمذي في التفسير، سورة التوبة رقم (3095)، وابن جرير في تفسيره (10/ 80).
6 – وعن حكيم بن حزام «أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أمورًا كنت أتحنّث بها في الجاهلية، هل لي فيها من شيء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلمت على ما أسلفت من خير» (1) والتحنث: التعبد.
وفي رواية: «أرأيت أمورًا كنت أتحنّث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم» (2).
7 – وعن الشريد بن سويد الثقفي أنه قال: «ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئًا، قلت: نعم، قال: هِيهِ، فأنشدته بيتًا فقال: هيه، ثم أنشدته بيتًا فقال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت، وفي رواية أنه قال صلى الله عليه وسلم: إن كاد ليسلم» (3).
8 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد:
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطل
وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم» (4).
(1) صحيح البخاري الزكاة (1346)، صحيح مسلم الإيمان (175).
(2)
صحيح مسلم، في كتاب الإيمان، باب بيان حكم عمل الكافر إذا أسلم بعده، رقم (123).
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الشعر (2255).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الشعر (2256)، وانظر: أخبار أمية بن أبي الصلت في البداية والنهاية (2/ 240 – 250).