الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويحاولون كما فعلوا في مجتمعات أخرى أن يجعلوها تتذمر وتتمرد، ولا يريدون لها التطور الطبيعي الذي يأخذ شكله تدريجيًّا مع تقدم المجتمع، ورعاية المرأة لأبنائها رعاية متناهية: حتى في اختيار لعبهم
النصوص الشرعية في الحجاب:
في موضوع الحجاب الشرعي للمرأة فإن المرأة بين أمر الله، أو أمر البشر، ولا شك أن حكم البشر قاصر وحكم الله هو الأمثل والأكمل، والبشر صفتهم الاختلاف والتنازع، ولذا فقد رُوي عن كل واحد من الأئمة الأربعة القول: ما وافق من قولي حكم الله فخذوه، وما خالفه فاضربوا بقولي عرض الحائط.
وجعل الله سبحانه المرجع عند الاختلاف الأخذ بحكم الله، يقول سبحانه:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} .
وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب الأخذ به، وما نهانا عنه فيجب تركه، لأنه أمر تشريعي:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ} .
ومشروعية الحجاب للمرأة جاءت فيه آيات كريمات من كتاب الله عز وجل، وهي من الآداب الشرعية التي ترسم الطريق الأسلم
للمرأة، وتسد الباب على منافذ الشر والمسار المؤدية إليه، ومعلوم بالنص الشرعي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم» (1).
وأن له أعوانًا يمهّدون الطريق، فكان من الواجب محاربته، والتّصدي له بذكر الله والدعاء، في محاربته وعداوته، وقد أخذ على نفسه عهدًا بقوله لله سبحانه، بأن يضل عباده، ويصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، وإن من شكر الله على نعمة الهداية للإسلام، وفينا كتاب الله الكريم:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} .
فكان يتلمس أماكن الضعف، ويتحيّن المنافذ بدون كلل ولا ملل، يبحث عن القلوب الهشّة، ويلاحق ضعيف الإيمان، ليجد بغيته مع الشهوات وما يبعد عن أمر الله وطاعته، يقول سبحانه على لسانه:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ، وفي آية أخرى يعبر عدو الله، وعدو بني آدم عن طرقه قال تعالى:{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} .
(1) جامع الأصول لابن الأثير (7/ 383)، عن أنس بن مالك.