الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزواج هو السبيل الذي يقع فيه الاستغناء بالحلال عن الحرام، وبه يحصل العفاف والحَصَان ويكف البصر عن التطلع إلى الحرام، وتحصل المودة والرحمة التي ذكرها الله عز وجل في قوله:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .
الوسيلة الرابعة عشرة: الأمر بالاستعفاف لمن لا يجد النكاح:
قال تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، بعد الأمر بالنكاح والترغيب فيه وحث الراغبين فيه من الرجال والنساء بالتعاون معهم وتسهيل أمرهم وإزالة العقبات أمامهم، هنا يوضع العلاج لحال العاجزين عن وسائل الزواج، وهو الاستعفاف حتى تتهيأ لهم أسبابه (1)(2) والاستعفاف طلب العفة، وهي الصبر والنزاهة عن الشيء وضبط النفس وكفّها عن الوقوع في الفاحشة، وإنما دخلت اللام والسين على الفعل ليفيد أنه ينبغي الاجتهاد في تحصيل العفة وبذل الوسع في الحصول عليها (3) وللاستعفاف أسباب، أهمها:
(1) انظر: نظم الدرر (13/ 267)، إرشاد العقل السليم (4/ 112).
(2)
انظر: نظم الدرر (13/ 267)، إرشاد العقل السليم (4/ 112). ') ">
(3)
انظر: لسان العرب (9/ 253)، التحرير والتنوير (18/ 218). ') ">
1 -
الأخذ بوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» (1).
2 -
حفظ النفس بما يعصم من الفتنة ويبعد عن مقارفة المعصية وذلك بغض البصر وحفظ الفرج والمحافظة على ذلك والمداومة عليه.
3 -
صرف دواعي القلب بالأفكار التي تخطر بإيقاع الفاحشة فيه، وإشغاله بالتفكر في آيات الله والنظر في الكون، وإشغال الفراغ بالطاعات المتنوعة.
4 -
البعد عن كل ما يثير كوامن الشهوة كالنظر المحرم والسماع والاختلاط المحرم.
5 -
البعد أو التقليل من الأطعمة والأشربة التي تقوي الشهوة (2)
وقوله: {لا يَجِدُونَ نِكَاحًا} ، أي: لا يقدرون على الزواج، وذلك إما لفقرهم أو فقر أوليائهم وأسيادهم، أو امتناعهم من تزويجهم وليس لهم قدرة على إجبارهم على ذلك، وقوله:{حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} ، وعد كريم من المولى جل جلاله بالتفضل عليهم بالغنى، ولطف منه لهم في استعفافهم، وربط على قلوبهم، وإشعار بأن فضله تعالى
(1) رواه البخاري (2/ 280)، برقم (1905)، ومسلم (2/ 1018)، برقم (1400).
(2)
انظر: الكشاف (3/ 238)، كتاب سورة النور دراسة وتحليل، السامرائي (ص 359). ') ">