الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرته) (1)
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} أي: بأفعالهم وأحوالهم كيف يجيلون أبصارهم، وكيف يصنعون بسائر حواسهم وجوارحهم، والخبير هو الذي يعلم بواطن الأمور وخفاياها، وإنما ختمت الآية بذلك ليعلم المؤمن بذلك فيكون على تقوى وحذر في كل ما يأتي ويذر، كما أنه وعيد لمن يخالف أمر الله فيرتكب المحرمات (2)
وتخصيص النساء بخطاب مع أنهن داخلات في خطاب المؤمنين على طريق التأكيد للأمر، ولئلا يظن أنه خاص بالرجال لأنهم أكثر ارتكابًا لضده، وليرتب عليه نهي النساء عن أشياء عرف منهن التساهل فيها من إبداء الزينة ونحوها
(1) تيسير الكريم الرحمن (ص566). ') ">
(2)
انظر: الكشاف (3/ 229)، روائع البيان (2/ 144). ') ">
الوسيلة العاشرة: وجوب حفظ الفروج عن المحرم:
حفظ الفروج صيانتها من الفاحشة ودواعيها كالزنى واللواط والمساحقة، وحفظها من الإبداء للناس والانكشاف لهم، والمراد بذلك العفة ولوازمها، وإنما استعمل لفظ الحفظ هنا لأن الأمر يحتاج إلى تفقد وتعهد ورعاية (ذلك أن العبد إذا حفظ فرجه عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ، ولهذا سماه الله حفظا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه وعمل الأسباب الموجبة لحفظه لم ينحفظ، كذلك الفرج إن لم يجتهد العبد في حفظه أوقعه في بلايا ومحن)(1)(2)
وقد أمر الله بحفظ الفروج تزكية للنفوس وتطهيرًا للجماعة المسلمة من أدران الفاحشة والتردي في بؤرة الفساد والتحلل الخلقي وتجنبًا للنفوس من أسباب الإغراء والغواية.
وإنما أعيد الأمر بغض البصر وحظ الفرج مخاطبًا به النساء مع كونهن داخلات في خطاب المؤمنين للتأكيد على هذا الأمر، وليرتب عليه نهي النساء عن أشياء عرف منهن التساهل فيها من إبداء الزينة ونحوها
وقد جاء الأمر بحفظ الفرج مطلقًا بخلاف غض البصر فقد
(1) تيسير الكريم الرحمن (ص566).
(2)
تيسير الكريم الرحمن (ص566). ') ">