الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوصله إلى ربه، وإلى رحمته وجوده وكرمه.
هذه بعض أسباب القنوط من رحمة الله عز وجل، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا إيّاه، وأن يرزقنا السير على المنهج المستقيم، منهج الأنبياء والمرسلين عليهم السلام الذين توسطوا واعتدلوا في سيرهم إلى ربهم فكانوا يدعونه رغبًا ورهبًا، خوفًا وطمعًا، رجاءً ووجلاً فوصلوا إلى ربهم بأحسن طريق، وحصّلوا ما قصدوا، ونالوا ما رغبوا بأهدى سبيل فأصبحوا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
المبحث الخامس
مظاهر القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى
تعددت أشكال ومظاهر القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى، وتنوعت صوره وألوانه، واختلفت سماته ومعالمه وذلك باختلاف الناس وأحوالهم، ومداركهم وتصوراتهم، ومن تلك المظاهر:
1 – القنوط من مغفرة الله سبحانه وتعالى للذنوب، وقبول التوبة وهذا من أعظم مظاهر القنوط وأشدها خطرًا، فإن الوصول إلى مثل هذه الدرجة يحجز صاحبها عن العودة والإياب إلى سعة رحمة الله ومغفرته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " والقنوط يكون بأن يعتقد أن الله لا يغفر له إما
لكونه إذا تاب لا يقبل الله توبته ويغفر ذنوبه، وإما بأن يقول: نفسه لا تطاوعه على التوبة، بل هو مغلوب معها، والشيطان قد استحوذ عليه فهو ييأس من توبة نفسه، وإن كان يعلم أنه إذا تاب غفر الله له، وهذا يعتري كثيرًا من الناس، والقنوط يحصل بهذا تارة وبهذا تارة، فالأول: كالراهب الذي أفتى قاتل تسعة وتسعين أن الله لا يغفر له فقتله وكمل به مائة ثم دل على عالم فأتاه فسأله فأفتاه بأن الله يقبل توبته والحديث في الصحيحين (1)، والثاني: كالذي يرى للتوبة شروطًا كثيرة، ويقال له: لها شروط كثيرة يتعذر عليه فعلها فييأس من أن يتوب " (2)(3)، وهذا المظهر من مظاهر القنوط من رحمة الله تعالى هو ما جاء في القرآن الكريم النهي عنه صريحًا في قوله تعالى:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ، والتحذير منه، ووصف أهله بالضلال في
(1) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب 54، ح 3470، ومسلم في كتاب التوبة، باب قبول توبة القاتل 4/ 2118.
(2)
مجموع الفتاوى 16/ 19 – 20.
(3)
مجموع الفتاوى 16/ 19 – 20. ') ">
قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} .
2 – القنوط عند تأخر نزول الغيث واحتباس المطر مظهر من مظاهر القنوط من رحمة الله التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي القرآن الكريم يقول سبحانه وتعالى:{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} ، قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية:" انقطع عنهم مدة، وظنوا أنه لا يأتيهم، وأيسوا وعملوا لذلك الجدب أعمالاً، فينزل الله الغيث وينشر به رحمته من إخراج الأقوات للآدميين، وبهائمهم، فيقع عندهم موقعًا عظيمًا، ويستبشرون بذلك ويفرحون "(1)، وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين: قحط المطر وقنط الناس، قال: مطرتم {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (2)، ومما يدل على ذلك المظهر - أيضًا - قوله تعالى:
(1) تيسير الكريم الرحمن ص 758. ') ">
(2)
أورده ابن جرير في تفسيره 25/ 31. ') ">
{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ} ، قال ابن جرير رحمه الله:" وكان هؤلاء الذين أصابهم الله بهذا الغيث من عباده من قبل أن ينزل عليهم هذا الغيث من قبل هذا الغيث لمبلسين يقول لمكتئبين حزنين باحتباسه عنهم "(1).
وأما السنة ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره قال: قلت يا رسول الله أو يضحك الرب عز وجل قال: نعم، قال: لن نعدم من رب يضحك خيرًا» (2)، قال الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله [ت 1395هـ]:" هذا العَجَب الذي وصف به الرسولُ ربَّه هنا من آثار رحمته، وهو من كماله - تعالى -، فإذا تأخَّر الغيث عن العباد مع فقرهم وشدَّة حاجتهم، واستولى عليهم اليأس والقنوط، وصار نظرهم قاصرًا على الأسباب الظاهرة، وحسبوا أن لا يكون وراءها فرجٌ من القريب المجيب؛ فيعجب الله منهم "(3).
3 – القنوط عند حصول البلاء والفقر والمرض ونحو ذلك
(1) جامع البيان 21/ 54. ') ">
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 4/ 11، وابن ماجه في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية، وحسّنه شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى 3/ 139.
(3)
شرح العقيدة الواسطية ص170. ') ">
مظهر من مظاهر القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى يعتري فئة ليست قليلة من الناس كما قال عز وجل: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} ، قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله:" يخبر – تعالى – عن طبيعة أكثر الناس في حالي الرخاء والشدة أنهم إذا أذاقهم الله منه رحمة من صحة، وغنى، ونصر ونحو ذلك فرحوا بذلك فرح بطر لا فرح شكر، وتبجح بنعمة الله {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} أي: حال تسوؤهم وذلك {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} من المعاصي. {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} ييأسون من زوال ذلك الفقر، والمرض، ونحوه "(1)، ومنه قوله سبحانه وتعالى:{لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} فهذا " إخبار عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وعدم صبره وجلده، لا على الخير، ولا على الشر، إلا من نقله الله من هذه الحال، إلى حال الكمال، فقال:{لا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} أي: لا يمل دائمًا، من دعاء الله، بالفوز، والمال، والولد، وغير ذلك، من مطالب الدنيا. ولا يزال يعمل على
(1) تيسير الكريم الرحمن ص642. ') ">
ذلك، ولا يقتنع بقليل ولا بكثير منها. فلو حصل له من الدنيا ما حصل، لم يزل طالبًا للزيادة {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ} أي: المكروه، كالمرض، والفقر، وأنواع البلايا {فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} أي: ييأس من رحمة الله – تعالى -، ويظن أن هذا البلاء هو القاضي عليه بالهلاك، ويتشوش من إتيان الأسباب على غير ما يحب ويطلب، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإنهم إذا أصابهم الخير والنعمة والمحاب شكروا الله - تعالى -، وخافوا أن تكون نعم الله عليهم استدراجًا وإمهالاً، وإن أصابتهم مصيبة في أنفسهم، وأموالهم، وأولادهم، صبروا، ورجوا فضل ربهم، فلم ييأسوا " (1).
4 – استعجال إجابة الدعاء، وعدم الصبر، وبُغية حصوله حال الدعاء مباشرة، أو بعده بقليل لون من ألوان القنوط من رحمة الله عز وجل قد وقع فيه بعض المسلمين، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم، إلى ذلك بقوله:«يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي» (2)، فالاستعجال في إجابة
(1) تيسير الكريم الرحمن ص752. ') ">
(2)
متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب أنه يستجاب للعبد ما لم يعجل ح 6340، ومسلم في، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستجب لي 4/ 2095.
الدعاء وتحقق المطلوب يدفع الإنسان للقنوط عند عدم حصول مراده (1)، إذ قول الداعي: لم يستجب لي، هو: إما استبطاء أو إظهار يأس وكلاهما مذموم (2).
5 – رؤية النعيم على بعض أهل الفسق والكفر، وانعدامه على أكثر أهل الصلاح والتقوى يقود من قل علمه، وقصر فهمه وعجز إدراكه إلى القنوط من فضل الله، واستعباد حصوله قال أبو الوفاء ابن عقيل [ت 513هـ]:" الواحد من العوام إذا رأى مراكب مقلدة بالذهب والفضة ودورًا مشيدة مملوءة بالخدم والزينة قال: انظر إلى ما أعطاهم مع سوء فعالهم، ولا يزال يلعنهم ويذم معطيهم، ويشفق حتى يقول: فلان يصلي الجماعات والجمع ولا يذوق قطرة خمر ولا يؤذي الذر ولا يأخذ ما ليس له ويؤدي الزكاة إذا كان له مال ويحج ويجاهد ولا ينال خلة بقلة ويظهر الإعجاب كأنه ينطق عن تخايله أنه لو كانت الشرائع حقًّا لكان بخلاف ما نرى وكان الصالح غنيًّا والفاسق فقيرًا "(3).
6 – تأخر إنجاب المولود لبعض الناس يصيبه بقنوط من
(1) ينظر: فتح الباري 11/ 141. ') ">
(2)
ينظر: مرقاة المفاتيح 5/ 117. ') ">
(3)
الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 186، نقلاً عن كتاب الفنون لابن عقيل. ') ">
حصوله، وإذا ما طال به العمر وكبر في السن رجلاً كان أو امرأة ولم يتحقق له ذلك اشتد قنوطه وزاد يأسه، وفي قوله تعالى:{قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ (55) قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} ما يدل على أن ذلك مظنة القنوط (1) قال ابن جرير رحمه الله، في معنى الآية:" بشرناك بحق يقين وعلم منا بأن الله قد وهب لك غلامًا عليمًا، فلا تكن من الذين يقنطون – من فضل الله فييأسون منه، ولكن أبشر بما بشرناك به واقبل البشرى "(2).
7 – تعدد النكبات على أمة الإسلام، وتسلط الأعداء، واستعلاء الكفار، وانتصارهم على المسلمين في زمن من الأزمنة يقود بعض الناس إلى القنوط من نصر الله تعالى لأوليائه وحزبه، وأن هذا لن يتحقق في الدنيا، ويحمل ما جاء من وعد الله عز وجل بذلك على أمر الآخرة، وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حصول هذا الأمر عند بعض الناس أبلغ وصف فقال: " الإنسان قد يسمع ويرى ما يصيب كثيرًا من أهل الإيمان والإسلام في الدنيا من المصائب، وما يصيب
(1) ينظر: تفسير آيات من القرآن الكريم لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ص 192. ') ">
(2)
ينظر جامع البيان 14/ 40. ') ">
كثيرًا من الكفار والفجار في الدنيا من الرياسة والمال وغير ذلك فيعتقد أن النعيم في الدنيا لا يكون إلا لأهل الكفر والفجور، وأن المؤمنين ليس لهم في الدنيا ما يتنعمون به إلا قليلاً، وكذلك قد يعتقد أن العزة والنصرة قد تستقر للكفار والمنافقين على المؤمنين، وإذا سمع في القرآن قوله تعالى:{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ، وقوله تعالى:{وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} ، وقوله تعالى:{كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} ، وقوله تعالى:{وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} ونحو هذه الآيات وهو ممن يصدّق بالقرآن حمل ذلك على أن حصوله في الدار الآخرة فقط، وقال: أما الدنيا فما نرى بأعيننا إلا أن الكفار والمنافقين يظهرون ويغلِبون المؤمنين، ولهم العزة والنصرة، والقرآن لا يرد بخلاف المحسوس، ويعتمد على هذا فيما إذا أديل عليه عدو من جنس الكفار والمنافقين، أو الظالمين، وهو عند نفسه من أهل الإيمان والتقوى فيرى أن صاحب الباطل قد علا على صاحب الحق فيقول: أنا على
الحق وأنا مغلوب، وإذا ذكّره [إنسان] بما وعده الله من حسن العاقبة للمتقين قال: هذا في الآخرة فقط، وإذا قيل له: كيف يفعل الله – تعالى – بأوليائه مثل هذه الأمور؟ قال: يفعل ما يشاء، وربما قال بقلبه أو لسانه، أو كان حاله يقتضي أن هذا نوع من الظلم، وربما ذكر قول بعضهم: ما على الخلق أضر من الخالق، لكن يقول: يفعل الله ما يشاء. وإذا ذكّر برحمة الله وحكمته لم يقل إلا أنه يفعل ما يشاء، فلا يعتقدون أن صاحب الحق والتقوى منصور ومؤيد، بل يعتقدون أن الله يفعل ما يشاء " (1).
8.
زادت ظاهرة النيل من ديننا ونبينا محمد، في العصور المتأخرة سواء كان ذلك من الكفار أو المنافقين؛ فقام بعض الغيورين بمواجهة هذا النيل بالسبل المتاحة، والطرق المستطاعة عملاً بقوله تعالى:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، وقوله سبحانه وتعالى:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} فزعم
(1) جامع الرسائل 2/ 324 – 325، وينظر: إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم 2/ 176 – 177 فقد ساق الكلام بنصّه.
بعض المتقاعسين والمثبّطين والمندفعين أن المواجهة بمثل ذلك لا فائدة منها، ولا أثر لها، وأخذ المتقاعسون والمثبّطون ينتظرون نصرًا من غير سبب، وفرجًا من غير عمل، بينما ذهب المندفعون إلى وجوب سلوك مسالك في المواجهة غير متزنة ولا منضبطة، تؤدي إلى مفسدة أعظم، وتجر إلى مصيبة أكبر.
9.
يحرص بعض أولياء الأمور من آباء وغيرهم على هداية أولادهم وسلوكهم الطريق القويم والصراط المستقيم، وإذا ما انحرف بعض الأبناء دب إليهم اليأس والقنوط من هدايتهم فتركوا توجيههم إلى الخير وتحذيرهم من الشر، واكتفوا بمجرد الدعاء لهم بالهداية، وربما اشتد القنوط عند بعضهم فترك الدعاء – أيضًا –، وقد يستحوذ الشيطان على البعض فيستبدل الدعاء لهم بالدعاء عليهم وهذا من أعظم الجهل وأشنعة، ومسلك مخالف لهدي القرآن الكريم، وما كان عليه الأنبياء والمرسلون عليهم السلام، ودليل على استيلاء القنوط عليهم، وبلوغه منهم مبلغًا عظيمًا.
هذه بعض مظاهر القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى، وسيأتي في مبحث علاج القنوط ما يبين السبيل للخروج من هذه المظاهر، ويدفع ما قد يوجد من شبهات وإشكالات ربما كانت