الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المؤمنون بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} .
وفي سورة النور جاء التأكيد على حفظ الفروج، والأمر باتباع الوسائل الواقية من الوقوع في فاحشة الزنى.
ثانيًا: لما ذكر الله عز وجل في آخر سورة المؤمنون المبدأ العام في مسألة الخلق، وهو أنه لم يخلقنا عبثا، وذلك في قوله تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} . بل شرع لنا ما نستضيء به في حياتنا مما فرضه علينا من الأحكام والآداب، جاء في أول سورة النور:{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (1).
(1) انظر: نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي (12/ 200)، تناسق الدرر في تناسب السور للسيوطي (ص 104).
ثالثًا:
مقصد السورة وأبرز موضوعاتها:
مقصد السورة:
مقصد السورة شرع الله هو نور المجتمع المسلم.
وقد ظهر ذلك من اسمها النور، الذي يتمثل في الأخلاق والآداب والستر والعفاف، بوضوحها وشفافيتها، والسورة – كما تقدم -
مدنية تهتم بالآداب الاجتماعية عامة وآداب البيوت خاصة وقد وجهت المسلمين إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة بما فيها من توجيهات وآداب، تحفظ المسلم ومجتمعه، وتصون حرمته، وتحافظ عليه من عوامل الانهيار الخُلُقي (1)(2).
أبرز موضوعاتها:
اشتملت هذه السورة على موضوعات عديدة وأحكام مهمة، أغلبها يتعلق بالأسرة من أجل بنائها على دعائم راسخة، والحفاظ عليها من المخاطر، ففيها آداب سامية، وحكم عالية، وتوجيهات رشيدة، وأبرز ما اشتملت عليه السورة من موضوعات ما يلي:
أولاً: بدأت السورة ببيان حد الزنى، والقذف، وحكم اللعان عند اتهام أحد الزوجين الآخر بالفاحشة، وهذه الحدود إنما شرعت تطهيرًا للمجتمع المسلم من الفساد والانحلال الخلقي.
ثانيًا: الشروع في حادثة الإفك المنية على سوء الظن والتسرع باتهام البريئين مما أرجفه أهل النفاق، وذلك لأجل تبرئه الصديقة بنت الصديق رضي الله تعالى عنهما زوج خير البرية وأزكاها صلى الله عليه وسلم، ومحاربة شيوع الفاحشة والزجر عن حب الإشاعات المغرضة.
ثالثًا: تحدثت السورة – بعد ذلك – عن طائفة الآداب
(1) انظر: نظم الدرر (13/ 200)، روائع البيان للصابوني (2/ 5).
(2)
انظر: نظم الدرر (13/ 200)، روائع البيان للصابوني (2/ 5). ') ">
الاجتماعية في الحياة الخاصة والعامة، بدءًا بالاستئذان وأحكامه عند دخول البيوت، لأنها مظنة الخلوة، ثم بوجوب غض الأبصار وحفظ الفروج عمَّا حرم الله، لأنه من بواعث الوقوع في الفاحشة، ثم بالستر وإخفاء الزينة عن الأجانب، وهو نهي عن الاختلاط، ثم الأمر بالنكاح الذي هو الطريق الصحيح لتحقيق العفة، أو الاستعفاف لمن لم يقدر على ذلك، ثم تحريم البغاء والقضاء على بؤرة الفساد، وكل ذلك من أجل الحفاظ على العفة والحياء، والسلامة من الفتنة والفساد.
رابعًا: تميزت السورة بأن آياتها نور وهدى، وأنها واضحة الدلائل، بينة الأحكام، مستقاة من نور الله اذي أضاءت له السماوات والأرض، فاستضاء أهلها بنوره واهتدوا بهداه، وأن مواطن هذا النور والهدى هي بيوت الله، وأن من حرم هذا النور فهو الذي يتخبط في ظلمات الجهل والضلال.
خامسًا: لفتُ الناس إلى النظر في أدلة وجود الله عز وجل ووحدانيته في السماوات والأرض من تقليب الليل والنهار، وإنزال المطر وتسبيح من في السماوات والأرض من طيور، وخلق الدواب المختلفة.
سادسًا: أشارت السورة إلى مواقف المنافقين والمؤمنين الصادقين من حكم الله ورسوله، وأثر ذلك على الفريقين.
سابعًا: عود السورة إلى شيء من الآداب الاجتماعية، كالاستئذان في أوقات معينة، ووضع الحجاب عن القواعد من النساء، ودخول