الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإِن الدنيا والآخرة من خلق الله وجوده، لا من جود الرسول وخلقه، كما قال الشاعر.
قال الله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} . [الليل: 13]
إِن الرسول لا يعلم ما في اللوح المحفوظ وما خطأ به القلم كما قاله الشاعر، لأن هذا من الغيب المطلق الذي لا يعلمه إِلا الله، كما ذكر القرآن ذلك بقوله: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ
…
}. [النمل: 65]
والأولياء من باب أولى لا يعلمون الغيب المطلق، ولا الغيب الذي قد يطلع الله رسوله عليه بطريق الوحي، لأن الوحي لا ينزل على الأولياء، وهو خاص بالأنبياء والرسل عليهم السلام فكل من ادَّعى علمَ الغيب من الناس، ومن صدَّقه من الناس فقد نقضوا إِيمانهم وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من أتى كاهناً أو عرَّافاً فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد"(الكاهن: الذي يدعي علم الغيب)[صحيح رواه أحمد]
وما يقع من الكهنة والدجالين من أخبار إِنما هو الظن والمصادفة ووسوسة الشيطان، ولو كانوا صادقين لأخبرونا بأسرار اليهود، واستخرجوا كنوز الأرض، ولما أصبحوا عبادة على الناس يأخذون أموالهم بالباطل.
من نواقض الإيمان الطعن في الرسل
القسم الرابع: من نواقض الإيمان إِنكار واحد من الرسل أو الطعن فيه وهو أنواع:
1 -
أن ينكر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن شهادة أن محمدًا رسول الله من أركان الإسلام.
2 -
أن يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو في صدقه، أو أمانته، أو عفته، أو يسب الرسول، أو يستهزئ به، أو يستخف به، أو يطعن في تصرفاته الثابتة.
3 -
أن يطعن في أحاديثه الصحيحة ويكذبها، أو ينفي الأخبار الثابتة التي أخبر عنها. كظهور الدجال، أو نزول عيسى عليه السلام للحكم بشريعته، وغير ذلك مما ثبت في القرآن، أو السنة الصحيحة بعد إِقراره بصحة نسبتها.
4 -
أن يجحد أحد الرسل الذين أرسلهم الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم، أو ينكر قصصهم مع أقوامهم مما أخبر به القرآن، أو الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحيحة.
5 -
الذي يدعي النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم، كالمدعو غلام أحمد من القاديانية يدعي أنه نبي والقرآن يكذبه قائلًا:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} . [الأحزاب: 40]
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي
…
" [متفق عليه]
ومنْ صدَّق أن هناك نبيًا بعد محمد صلى الله عليه وسلم سواء كان من القاديانية أو غيرها فقد كفر ونقض إيمانه.
6 -
الذين يصفون رسول الله بما لا يوسف به إلا الله، كعلم الغيب المطلق، كما تقول الصوفية، حتى قال شاعرهم:
يا علَّام الغيوب
…
يا شفاء القلوب
قد لجأنا إِليك
…
الصلاة عليك
7 -
الذين يطلبون كان الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا يقدر عليه إِلا الله كطلب النصر، والمدد، والشفاء وغيرها كما هو واقع اليوم بين المسلمين، ولا سيما الصوفية حتى قال شاعرهم البوصيري:
ومن تكن برسول الله نصرتُه
…
إِن تلقهُ الأسدُ في آجامها تهِمِ
ما سامني الدهر ضيمًا واستجرتُ به
…
إِلا ونلتُ جوارًا منه لم يُضم
إذا كان هذا القول في حق الرسول صلى الله عليه وسلم شركاً مخالفًا لما أعلنه القرآن بقوله: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} . [الأنفال: 10]
ومخالفا لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله". [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]
فكيف بمن يصف الأولياء بأنهم يعلمون الغيب، أو ينذرون لهم، أو يذبحون لهم، أو يطلبون منهم ما لا يُطلب إِلا من الله كطلب الرزق؛ أو الشفاء، أو النصر وغير ذلك؟!! لا شك أن هذا من الشرك الأكبر.
8 -
نحن لا ننكر المعجزات للرسل عليهم السلام ولا ننكر الكرامات للأولياء، ولكن الذي ننكره أن نجعلهم شركاء لله ندعوهم كما ندعو الله، ونذبح لهم، وننذر لهم النذور، حتى أصبحت قبور بعض من يسمونهم بالأولياء مليئة بالأموال التي يتقاسمها السدنة والخدمة ويأكلونها بالباطل، وهناك الفقراء الذين لا يجدون قوتَ يومهم، حتى قال الشاعر:
أحياؤنا لا يُرزقون بدرهم
…
وبألف ألفٍ تُرزق الأموات
إن كثيرًا من المشاهد والمزارات والقبور ليس لها أساس من الصحة، بل هي من فعل الدجالين، والمحتالين لأخذ الأموال التي تقيهم من النزور، والدليل على ذلك ما يلي:
أولاً: حدثني زميل لي في التدريس أن شيخاً من الصوفية جاء إِلى بيت والدته، وطلب منها التبرع لوضع علَم أخضر، للإِشارة إِلى وجود ولي في شارع معين، فأعطته شيئًا من المال، واشترى قماشاً أخضر، ووضعه على الجدار، وبدأ يقول الناس هذا ولي من أولياء الله، رأيته في المنام، وبدأ يجمع الأموال، وعندما أرادت الحكومة توسعة الشارع وإزالة القبر، بدأ الرجل الذي أنشأه كذباً يشيع أن الآلة التي أرادت هدمه قد تكسرت، وصدقه بعض الناس، وانتشرت هذه الإِشاعة، مما اضطر الحكومة إلى