الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَوْتَى}، فقال: "والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمَع لمِا أقول منهم ولكنهم لا
يستطيعون أن يُجيبوا". [قال الألباني: سنده صحيح على شرط مسلم]
ووجه الدلالة منه استشهاد عمر بالآية، ولو كان معناها غير ما فهمه وتكلم به
لأنكره النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّن أن الآية لا تنفي مطلقًا سماع الموتى، فلمَّا لم ينكره، دل ذلك على صحة استدلال عمر بها والله أعلم.
أنواع الشرك الأكبر
س 1 - هل نستغيث بالأموات أو الغائبين؟
ج 1 - لا نستغيث بهم، بل نستغيث بالله. قال الله - تعالى:
(1)
(2)
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} . [الأنفال: 9]
(3)
وقال صلى الله عليه وسلم: "يا حَيُّ يا قيُّوم، برحمتكِ أستغيث". [حسن رواه الترمذي]
س 2 - هل نستغيث بالأحياء؟
ج 2 - نعم فيما يقدرون عليه من مساعدات ممكنة. قال الله تعالى- عن موسى: {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص: 15]
س3 - هل تجوز الاستعانة بغير الله؟
ج 3 - لا تجوز في أمور لا يقدر عليها إِلا الله، والدليل قول الله تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . [الفاتحة: 5]
وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسألِ الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"[رواه الترمذي وقال حسن صحيح]
س 4 - هل نستعين بالأحياء؟
ج 4 - نعم فيما يقدرون عليه من قرض أو نصرة. قال الله - تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
وقال صلى الله عليه وسلم: "والله في عونِ العبدِ، ما كان العبدُ في عونِ أخيه". [رواه مسلم]
أما طلب الشفاء والرزق والهداية وأمثالها فلا تطلب إِلا من الله، لأن الأحياء
عاجزون عنها فضلًا عن الأموات.
قال الله تعالى: {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 78 - 80]
س 5 - هل يجوز النذر لغير الله؟
ج 5 - لا يجوز النذر إِلا لله، لقول الله -تعالى- حكاية عن امرأة عمران:{رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن نَذرَ أن يُطيعَ الله فليُطِعهُ، ومَن نذرَ أن يعصِيهُ، فلا يَعصِهِ"[رواه البخاري]
س 6 - هل يجوز الذبحُ لغير الله؟
ج 6 - لا يجوز، والدليل قول الله - تعالى:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} .
(انحر: اذبح لله). [الكوثر: 2]
وقال صلى الله عليه وسلم: "لعنَ الله مَن ذبح لِغير الله"[رواه مسلم]
ولا يجوز الذبح عند القبور والمشاهد ولو كان باسم الله، لأنه من عمل المشركين.
قال صلى الله عليه وسلم: "مَن تشبَّه بقوم فهو منهم"[صحيح رواه أبو داود]
س 7 - هل نطوف بالقبور للتقرب بها إلى الله؟
ج 7 - لا نطوف إِلا بالكعبة لأن الله أمرنا به. قال الله - تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَن طاف بالبيتِ سبعًا وصَلَّى ركعتين، كان كعتق رقبة"[صحيح رواه ابن ماجه]
س 8 - ما حكم السِّحْر؟
ج 8 - السحر من الكبائر، وقد يكون من الكفر. قال الله تعالى. {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}. [البقرة: 102]
وقال صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبعَ الموبقات: الشركُ بالله، والسحر .. "(الموبقات: المهلكات). [الحديث رواه مسلم]
وقد يكون الساحر مشركًا أو كافرًا أو مفسدًا يجب قتله قصاصًا أو حَدًّا أو تعزيرًا حسب نشاطه في الفتك أو الشعوذة أو الفتنة عن الدين، أو تسهيل الفساد لطالبه، أو تغطية الجرائم، أو التفريق بين المرء وزوجه، أو عمل ما يفتك بالحياة، أو يزيل العقل إلى غير ذلك من سوء نتائجه.
س 9 - هل نُصدِّق العرَّاف والكاهِنَ في علِم الغيب؟
ج 9 - لا نُصدِّقُهما، لقول الله تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} [النمل: 65]
وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى عَرَّافًا، أو كاهنًا، فصدَّقه بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمد"[صحيح رواه أحمد]
س 10. هل يَعلمُ الغيب أحد؟
ج 10 - لا يعلَمُ الغيبَ أحدٌ إِلا الله. قال الله - تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ} [الأنعام: 59]
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يعلمُ الغيب إلا الله". [حسن رواه الطبراني]
س 11 - ما حكم العمل بالقوانين المخالفة للإسلام؟
ج 11 - العمل بالقوانين الخالفة للإِسلام كفر مخرج من الإِسلام إِذا أجازها، أو اعتقد صلاحيتها، أو اعتقد عدم صلاحية الإسلام.
قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]
وقال صلى الله عليه وسلم: "وما لم تحكم أئِمتُهم بكتاب الله، ويتخيَّروا مما أنزل الله، إلا جعلَ الله بأسَهم بينهم". [حسن رواه ابن ماجه وغيره]
س 12 - ما هو الإلحاد؟ وما حكم الملحد؟
ج 12 - الإِلحاد: هو الميل عن الحق والانحراف عنه بشتى الاعتقادات والتأويل، فالمنحرف عن صراط الله والمعاكس لحكمه بالتأويل الفاسد، وِإبداء التشكيك يُسمَّى مُلحدًا، ويدخل فيه من ينكر وجود الرب، أو من يعدل بربه غيره فيتألَّهُه بالعبادة والدعاء والحب والتعظيم، أو قبول مبادئه وتشريعاته المخالفة لشرع الله. ومَن أخضع نصوص التنزيل من الآيات والأحاديث للعقل والهوى بالتأويل فقد ألحد في الأسماء والصفات والآيات والأحاديث. قال الله تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]
(قال قتادة: يُلحدون: يُشركون في أسمائه).
(وعن ابن عباس: الإِلحاد: التكذيب). وقال الله - تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} . [فصلت: 40]
(قال ابن عباس: الإِلحاد: وضع الكلام على غير موضعه.
وقال قتادة وغيره: هو الكفر والعناد) [انظر ابن كثير ج 4/ 102]
وكذلك من زعم أن الشرع لا يفيد اليقين الموجب للعمل حتى يستسيغه عقله
الفاسد، فإِنه يُلحد لجعله العقل نِدًا للدين الإِسلامي.
وحكم الملحد يختلف حسب إِلحاده:
1 -
فالملحد الذي ينكر وجود الرب أو ينكر شيئًا من أسمائه وصفاته الثابتة هو كافر.
2 -
والملحد الذي يدعو غير الله، ويستعين بالأموات واقع في الشرك المحبط للعمل.
3 -
والملحد الذي يُؤوِّل الأسماء والصفات الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة هو في ضلال مبين.
اللهم إِنا نعوذ بك من الإلحاد بجميع أنواعه. [نقلاً من كتاب (الأجوبة المفيدة) للدوسري بتصرف]
س 13 - من خلق الله؟
ج 13 - إِذا وسوس الشيطان لأحدكم بهذا السؤال فليستعذ بالله.
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} . [فصلت:36]
وعلَّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نَرُدَّ كيد الشيطان ونقول:
"آمنت بالله ورُسله، الله أحد، الله الصمدُ لم يَلِد، ولم يُولَد، ولم يكُن له كفُوًا أحد. كم ليَتفُل عن يساره ثلاثًا، وليَستَعِذ من الشيطان، وليَنتهِ، فإن ذلك يذهب عنه"[هذه خلاصة الأحاديث الصحيحة الواردة في البخاري ومسلم، وأحمد وأبي داود]
يجب القول: بأن الله خالق وليس بمخلوق، ولتقريب ذلك من الأذهان نقول
مثلًا:
إن العدد اثنان قبله واحد، والواحد لا شيء قبله؛ فالله واحد لا شيء قبله.
قال صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت الأولُ فلا شيء قبلك"[رواه مسلم]
س 14 - ما هي عقيدة المشركين قبل الإسلام؟
ج 14 - كانوا يدعون الأولياء للتقرب وطلب الشفاعة.
(1)
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]
(2)
وبعض المسلمين يفعلون ذلك متشبهين بالمشركين.
س 15 - ما هو الخوف؟ وما هي أنواعه؟
ج 15 - الخوف: جبن في القلب، وهو نوعان: اعتقادي، وطبيعي.
(1)
الخوف الاعتقادي: هو الخوف من الأموات، وهو من الشرك الأكبر، ومن عمل الشيطان. قال الله تعالى:{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175]
(أي يخوفكم أولياءه، ويوهمكم أنهم ذَوُو بأس، وذوو شِدة، فإِذا سوِّل لكم
وأوهمكم فتوكلوا عليِّ، والجؤوا إِليَّ فإِني كافيكم وناصركم عليهم) [ذكره ابن كثير]
والخوف من الأموات من عمل المشركين واعتقادهم، قال الله - تعالى:{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: 36]
(يعني المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتوعدون بأصنامهم وآلهتهم الأموات التي يدعونها من دون الله جهلًا منهم وضلالًا). [ذكره ابن كثير]
وكما قال قوم هود لنبيهم هود عليه السلام: {إِنْ نَقُولُ إِلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} . [هود: 54]
يقولون ما نظن إِلا أن بعض الآلهة أصابك بجنون وخبَل في عقلك بسبب
نهيك عن عبادتها وعيبك لها فأجابهم هود: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} . [هود: 54، 55][ذكره ابن كثير]
أقول: وهذا دليل على أن الخوف من الأموات شرك، وقد وقع فيه بعض المسلمين فخافوا من الأموات، مع أنهم عاجزون عن دفع الضر عنهم، فضلًا عن إِنزال الضر بغيرهم، فالميت إِذا أصابه حريق لا يستطيع الهرب فيحترق.
(2)
الخوف الطبيعي: وهو خوف الإِنسان من الظالم أو الوحش وغيرهما فهذا ليس بشرك، قال الله تعالى:{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} . [طه:67]