الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السيجارة يملأ بها صدره، فإِنه يحدث له سكرًا قريبًا مِن الخمر. وحدثني مدخن بأنه جرب هذه العملية فسكر منها.
11 -
إِذا أردت أن تعرف بعض ضرر الدخان وما يترسب في صدرك من
الأوساخ، فانظر إِلى الأنبوب الذي يوضع فيه السيجارة، والغليون الذي يوضع فيه التبغ والتنباك، وما يترسب فيهما من سواد وقطران.
12 -
حدثني مهندس زراعي أن شجرة التبغ لا يقربها حيوان ولا طائر لأنهم
بغريزتهم يعرفون ضررها.
13 -
إِن التنباك والقات لها أضرار على الصحة والجسم والمال والجار لا تقل عن الدخان.
قصة مدخن
كنت جالسًا عند الحلاق على كرسي الحلاقة، وكان بجانبي مدخن ينفخ
الدخان، فيزعجني بدخانه المتصاعد الذي يملأ الغرفة وهي مغلقة لأننا في فصل الشتاء والجو بارد، فتنهدت قليلاً وترددت في أن أكلمه فاستجمعت قواي وقلت له ياعم: لو أنك أخرت سيجارتك خارج هذا المكان المغلق حيث الهواء الطلق، فانزعج المدخن ولم يَردَّ جوابا! ثم رأيته مرة أخرى في الشارع، فقلت له: سامحني ياعم، فقال لي: لكني سأشرب الدخان ولا أتركه، فقلت له ياعم: ما أردت إِلا نصحك فتركته وانصرفت حزينًا عليه.
ومضت الأيام والتقيت بهذا الرجل المسكين الذي أصَر على التدخين وإذ به يفَاجئني بوجه مبتسم قائلًا:
لقد تركت التدخنِن، فسألته مدهوشًا وما سبب ذلك؟! فبدأ يسرد عليَّ قصته مع الدخان وعن السبب الذي أدَّى به إِلى تركه، فقال لي: اسمع لقد كنت
شديد الولع بالتدخين حيث إِنني لم أتركه دقيقة واحدة برغم ما كنت أُعاني من أضراره وآلامه بحيث كنتُ أذهب إلى المستشفى للإِسعاف ليلًا لأنني كنت أُصاب بنوبات تنفسيَّة حادة أكادُ أختنق فيها واستمر الحال على هذا الوضع عدة شهور فازدادت النوبة التنفسية فأصبحت أشعر بشيء يضايقني في حنجرتي حين آكل وأشرب، فذهبت إِلى الأطباء وتعدد العلاج، لكن دونه فائدة، رغم تغييري للأطباء، وساقتني الأقدار إلى طبيب مختص فأخذ صورة لصدرى، وبعد أن نظر إِلى الصور المتعددة سألني الطبيب: كم سيجارة تدخن كل يوم؟
المدخن: باكيت ونصف.
الطبيب: لو أنك أخذت تدخن سيجارة وتنفست بها على شاشة بيضاء لاصفرَّت، ثم اسودَّت، وانسدت ثقوبها، فكيف بثلاثين سيجارة ينبعث دخانها كل يوم إِلى صدرك ورئتيك؟!
المدخن: فما هو الدواء يا دكتور؟
الطبيب: ليس لك دواء عندي، بل عليك أن تذهب إلى بيروت فهناك يعالجونك من مرضك ويُعطونك الدواء اللازم.
المدخن وهو في حالة عصبية شرسة: أرجوك يا دكتور أن تخبرني عن مرضي.
الطبيب: عندك بداية سرطان!
المدخن: وقد بدأ على وجهه الرعب والإصفرار، وهو يقول مرتجفا: سرطان - سرطان - سر - سر.
الطبيب: لا بد من ترك الدخان حتى تُشفى.
المدخن يخرج بالباكيت من جيبه ويمزقه، ويطرحه في الأرض قائلًا: سوف أقتلك قبل أن تقتلني!
الطبيب: اذهب الآن إِلى بيروت لمعالجة السرطان بالأشعة.