الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والتوسل بها مشروع عند الدعاء لأنها من العمل الصالح، فنقول: اللهم بصلاتي على نبيك فرّج عني كربتي .. وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.
الصلوات المبتدعة
نسمع كثيرًا من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مبتدعة، لم ترِد في كلام الرسول وصحابته، والتابعين والأئمة المجتهد مِن، بل هي من وضع بعض المشايخ المتأخرين، وقد راجت هذه الصيغ بين العوام وأهل العلم، فأخذوا يقرؤونها أكثر مما يقرؤون الصلوات الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وربما تركوا الوارد الصحيح، ونشروا الصلوات المنسوبة لمشايخهم، ولو أمعنا النظر في هذه الصلوات لرأينا فيها مخالفة لهدى الرسول الذي نصلي عليه ومن هذه الصلوات المبتدعة وقولهم:
1 -
(اللهم صَل على محمد طِبِّ القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائِها، ونور الأبصار وضِيائها، وعلى آله وسلم).
إِن الشافي والمعافي للأبدان والقلوب والعيون هو الله وحده، والرسول لا يملك النفع لنفسه ولا لغيره، فهذه الصيغة تخالف قول الله تعالى:{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ} [الأعراف: 188]
وتخالف قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تُطرُوني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبدٌ، فقولوا عبدُ الله ورسوله"[رواه البخاري]
ومعنى الإِطراء: هو مجاوزة الحد أو الزيادة في المدح.
2 -
رأيت كتابًا في فضل الصلوات، لشيخ لبناني صوفي كبير فيه هذه الصيغة:(اللهم صَل على محمد حتى تجعلَ منه الأحدِيَّة القيُّومِيَّة) فالأحدية والقيومية من صفات الله الواردة في القرآن قد جعلها هذا الشيخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
3 -
ورأيت في كتاب (أدعية الصباح والمساء) لشيخ سوري كبير قوله: (اللهم صَلِّ على محمد الذي خَلقتَ من نوره كل شيء) والشيء يشمل آدم وإيليس، والقردة
والخنازير. والذباب، والبعوض وغيرها
فهل يقول عاقل بأنهم خُلِقوا من نُور محمد؟!
لقد عرف الشيطان خَلقَه وخَلق آدم حين قال في القرآن: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [ص: 76]
فهذه الآية تكذب كلام الشيخ وتبطله.
4 -
ومن هذه الصيغة المبتدعة قولهم:
"الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، ضاقت حيلتي فأدرِكني يا حبيب الله". الجزء الأوّل من هذه الصلاة مقبول، ولكن الخطر والشرك في الجزء الثاني، من قوله " أدركني يا حبيب الله" وهذا مخالف لقول الله:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} ؟ [النمل: 62]
وقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ} [الأنعام: 17]
وكان الرسول إِذا أصابه هَمٌّ أو غمٌّ قال: "يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث".
[حسن رواه الترمذي]
فكيف يجوز لنا أن نقول له أدركنا ونجنا؟!! وهذه الصيغة مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتَ فاسأل الله، واذا استعنت فاستعِن بالله، [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]
5 -
صلاة الفاتح: وصيغتها: "اللهم صَل على محمد الفاتح لما أُغلِق .... " وقائلها يزعم أن من يقرؤها أفضل له من قراءة القرآن بستة آلاف مرة ونقل ذلك من الشيخ أحمد التيجاني رئيس الطريقة التيجانية.
إنها لسفاهة أن يعتقد العاقل فضلًا عن المسلم أن قراءة هذه الصيغة المبتدعة، أفضل من قراءة كلام الله مرة واحدة، فضلًا عن ستة آلاف مرة، وهذا ما لا يقوله مسلم! وأما وصف الرسول بالفاتح لما أُغلِق على إِطلاقه دون تقييده بمشيئة الله فهو خطأ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفتح مكة إِلا بمشيئة الله، ولم يستطع فتح قلب عمه للإيمان بالله،
بل مات على الشرك، والقرآن يخاطب الرسول قائلًا:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص: 56]
وقال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]
6 -
يقول صاحب دلائل الخيرات في الحزب السابع.
"اللهم صَلّ على محمد ما سجَعتِ الحمائم، ونفعت التمائم"
والتميمة هي الخرزة والخيط ونحوها التي تُعلَّق على الأولاد وغيرهم للحماية من العين، ولا ينفع مُعَلِّقها ولا من عُلِّقت له، بل هي أعمال المشركين.
قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ علَّق تميمة فقد أشرك". [صحيح رواه أحمد]
فهذه الصيغة تخالف الحديث، وتجعل الشرك والتميمة قربة إِلى الله.
7 -
جاء في كتاب دلائل الخيرات هذه الصيغة:
(اللهم صَلّ على محمد، حتى لا يبقى مِن الصلاة شَيء، وارحم محمدًا حتى لا يبقى مِن الرحمة شيء).
هذه الصيغة جعلت الصلاة والرّحمة، وهي صفات أفعال الله تنتهي وتنفذ، والله
يردّ عليهم قائلًا: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109]
8 -
الصلاة البشيشية: يقول ابن بشيش فيها:
(اللهم انشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في بحر الوحدة، وزُجَّ بي في الأحدية حتى لا أرى ولا أسمع ولا أُحس إِلا بها).
هذا مذهب القائلين بوحدة الخالق والمخلوق، وأن التوحيد فيه أوحال وأوساخ يدعو أن ينشله منها، ويغرقه في بحر وحدة الوجود ليرى إلهه في كل شيء، حتى قال زعيمهم:
وما الكلب والخنزير إِلا إِلهنا
…
وما الله إِلا راهبٌ في كنيسة
فالنصارى أشركوا حينما قالوا عيسى ابن الله، وهؤلاء جعلوا المخلوقات كلها