المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اعتقادات باطلة تؤدي إلى الكفر - مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع - جـ ١

[محمد جميل زينو]

فهرس الكتاب

- ‌المقَدِّمَة

- ‌رأي العلماء في سلسلة التوجيهات

- ‌(1)توجيهات إسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع

- ‌الخصائص الرئيسة في الإِسلام

- ‌الإِسلام نظام كامل للحياة

- ‌الدعاء هو العبادة

- ‌أين الله

- ‌الله فوق العرش

- ‌نواقض الإِسلام

- ‌لا تُصدق الدجَّالين

- ‌لا تحلف بغير الله

- ‌من أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

- ‌من أدب الرسول وتواضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌دعوة الرسول وجهاده صلى الله عليه وسلم

- ‌حب الرسول واتّباعه صلى الله عليه وسلم

- ‌من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌كيف نربي أولادنا

- ‌تعليم الصلاة للأولاد

- ‌التحذير من المحرمات

- ‌الستر والحجاب

- ‌الأخلاق والآداب

- ‌الجهاد والشجاعة

- ‌حقوق الوالدين على الولد

- ‌اجتنبوا الكبائر

- ‌أنواع الكبائر

- ‌اتَّبعوا ولا تبتدعوا

- ‌صدق الله العظيم

- ‌الأمر بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر

- ‌وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌شروط الآمِر

- ‌أنواع المنكرات

- ‌دعاء السوق

- ‌الجهاد في سبيل الله

- ‌من أسباب النصر

- ‌الوصية الشرعية لكل مسلم

- ‌إعفاء اللحية واجب

- ‌حكم الإسلام في الغناء والموسيقا

- ‌أضرار الغناء والموسيقا

- ‌حقيقة الضرب بالشيش

- ‌الغناء في الوقت الحاضر

- ‌فتنة النساء بالصوت الحسن

- ‌الغناء ينبت النفاق

- ‌علاج الغناء والموسيقا

- ‌الغناء المسموح به

- ‌حكم الإسلام في التصوير والتماثيل

- ‌أضرار الصور والتماثيل

- ‌هل الصور كالتماثيل

- ‌الصور والتماثيل المسموح بها

- ‌اعملوا بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وما آتاكم الرسول فخذوه

- ‌كونوا عبادَ الله إخوانا

- ‌الذين يستحقون اللعن

- ‌أحاديث حول المسلم

- ‌تكريم المرأة في الإسلام

- ‌من أقوال المستشرقين في الإسلام

- ‌أمريكي يتحدث عن إسلامه

- ‌فتاة أمريكية تعتنق الإسلام

- ‌تصريحات مطرب عالمي بعد إسلامه

- ‌دعاء الشفاء

- ‌دعاء الركوب والسفر

- ‌الدعاء المستجاب

- ‌دعاء الضائع

- ‌دعاء من القرآن الكريم

- ‌إلهي أنت المغيث وحدك

- ‌(2)أركان الإسلام والإيمان من الكتاب والسنة الصحيحة

- ‌أركان الإسلام

- ‌أركان الإيمان

- ‌معنى الإسلام والإيمان والإحسان

- ‌معنى لا إله إلا الله (لا معبود بحق إلا الله)

- ‌معنى محمد رسول الله

- ‌أين الله؟ الله في السماء

- ‌فضل الصلوات والتحذير من تركها

- ‌تعلم الوضوء والتيمم والصلاة

- ‌جدول عدد ركعات الصلاة

- ‌من أحكام الصَّلاة

- ‌وجوب صلاة الجمعة والجماعة

- ‌أحاديث الصلاة

- ‌فضل صلاة الجمعة والجماعة

- ‌كيف أُصلى الجمعة مع آدابها

- ‌وجوب صلاة المريض

- ‌كيف يتطهر المريض

- ‌كيف يُصلي المريض

- ‌من أدعية أول الصلاة

- ‌أدعية آخر الصلاة

- ‌كيف تُصلِّي على الميت

- ‌عظة الموت

- ‌صلاة العيدين في المصلَّى

- ‌تأكيد الأضحية في العيد

- ‌صلاة الاستسقاء

- ‌صلاة الخسوف والكسوف

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌احذر المرور أمام المصلِّي

- ‌قراءة الرسول وصلاته صلى الله عليه وسلم

- ‌عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الزكاة وأهميتها في الإسلام

- ‌حكمة تشريع الزكاة

- ‌الأموال التي تجب فيها الزكاة

- ‌مقادير الأنصبة

- ‌شروط وجوب الزكاة

- ‌مصارف الزكاة

- ‌من لا يُصرف لهم الزكاة

- ‌من فوائد أداء الزكاة

- ‌ما جاء في وعيد مانع الزكاة

- ‌تنبيهات هامة

- ‌الصيام وفوائده

- ‌واجبك في رمضان

- ‌أحاديث في الصوم

- ‌صوم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌فضائل الحج والعمرة

- ‌أعمال العمرة

- ‌أعمال الحج

- ‌من آداب الحج والعمرة

- ‌من آداب المسجد النبوي

- ‌تَمسُّك المجتهدين بالحديث

- ‌أقوال الأئمة في الحديث

- ‌الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌من فوائد الإيمان بالقدر

- ‌لا تَحتَجَّ بالقدر

- ‌نواقض الإيمان والإسلام

- ‌من نواقض الإيمان الشرك بالعبادة

- ‌من نواقض الإيمان الشرك في الصفات

- ‌من نواقض الإيمان الطعن في الرسل

- ‌اعتقادات باطلة تؤدي إلى الكفر

- ‌الدين النصيحة

- ‌إلَهي أنت عوني

- ‌(3)منهاج الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

- ‌الفرقة الناجية

- ‌منهاج الفرقة الناجية

- ‌علامة الفرقة الناجية

- ‌مَن هي الطائفة المنصورة

- ‌التوحيد وأنواعه

- ‌إياكَ نَعبد وإياكَ نستعين

- ‌استعِن بالله وحده

- ‌الرحمن على العرش استوى

- ‌أهمية التوحيد

- ‌مِن فضل التوحيد

- ‌أعداء التوحيد

- ‌موقف العلماء من التوحيد

- ‌ما معنى وهّابي

- ‌ محمد بن عبد الوهاب

- ‌معركة التوحيد والشرك

- ‌إنِ الحكم إلا لله

- ‌العقيدة أولًا أم الحاكمية

- ‌الشرك الأكبر وأنواعه

- ‌مَثل مَن يدعو غير الله

- ‌كيف ننفي الشرك بالله

- ‌مَن هو المُوحِّد

- ‌الشرك الأصغر وأنواعه

- ‌مِن مظاهر الشرك

- ‌المشاهد والمزارات

- ‌مفاسد الشرك وأضراره

- ‌التوسل المشروع

- ‌التوسل الممنوع

- ‌شروط تحقيق النصر

- ‌{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}

- ‌الكفر الأكبر وأنواعه

- ‌الكفر الأصغر وأنواعه

- ‌احذروا الطواغيت

- ‌النفاق الأكبر

- ‌النفاق الأصغر

- ‌أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

- ‌خرافات وليست كرامات

- ‌أنواعُ شُعَب الإيمان

- ‌أسباب حدوث المصائب وإزالتها

- ‌الإحتفال بالمولد النبوي

- ‌كيف نُحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الصلوات المبتدعة

- ‌الصلاة النارية

- ‌القرآن للأحياء لا للأموات

- ‌القيام الممنوع

- ‌القيام المطلوب والمشروع

- ‌الأحاديث الضعيفة والموضوعة

- ‌نماذج من الأحاديث الموضوعة

- ‌كيف نزور القبور زيارة شرعية

- ‌التقليد الأعمى

- ‌لا ترُدُّوا الحق

- ‌عقيدة المسلم

- ‌(4)العقيدة الإسلامية من الكتاب والسنة الصحيحة

- ‌معنى الإسلام والإيمان

- ‌حقُّ الله على العباد

- ‌أنواع التوحيد وفوائده

- ‌معنى "لا إله إِلا الله" وشروطها

- ‌الإهتمام بالعقيدة والتوحيد

- ‌شروط المسلم

- ‌شروط قبول العمل

- ‌الولاء والبراء في الإسلام

- ‌أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

- ‌الشرك الأكبر وأنواعه

- ‌إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم لفهم الصحابة

- ‌أنواع الشرك الأكبر

- ‌نفي الشرك بالله

- ‌أضرار الشرك الأكبر

- ‌أفكار خطيرة منتشرة

- ‌ وسائل الشيوعية لهدم الإسلام

- ‌ هل في الإسلام طرق صوفية وأحزاب

- ‌ هل الدين يُسبب الطائفية والشقاق

- ‌ حكم الإشتراكية في الإسلام

- ‌ ما هي الماسونية

- ‌ هل يجدر بنا أن نعرف المبادىء العصرية

- ‌فائدة الإشتغال بالدعوة والكتب

- ‌التكافل الاجتماعي يقضى على المذاهب الهدامة

- ‌الشرك الأصغر وأنواعه

- ‌الجهاد والولاء والحكم

- ‌العمل بالقرآن والحديث

- ‌الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌السنة والبدعة

- ‌حكم التعليم الشرعي، والمخترعات المفيدة

- ‌الفرقة الناجية والطائفة المنصورة

- ‌زيارة القبور، ونعيمها وعذابها

- ‌الدعوة إلى الله وواجب العرب

- ‌الجاهلية القديمة والحديثة

- ‌لا تدعوا مع الله أحداً

- ‌(5)قطوف من الشمائل المحمدية والأخلاق النبوية والآداب الإسلامية

- ‌مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌اسمُ ونسب الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول كأنك تراه صلى الله عليه وسلم

- ‌الرسول المبارك صلى الله عليه وسلم

- ‌أم مَعبد تصف الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌خاتم نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌طِيبُ رائحة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌صفة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌قراءة الرسول وصلاته صلى الله عليه وسلم

- ‌صوم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌صفة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌صفة حوض النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من زهد الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌جوع الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌بكاء الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أحاديث في الأخلاق

- ‌من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق

- ‌العفو عند الخصام

- ‌من تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أحاديث في التواضع

- ‌عاقبة المتكبرين

- ‌من حلم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الغضب وعلاجه

- ‌من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن صَبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن رفق الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌أحاديث في الرفق

- ‌مِن شجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الرحمة عند الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بالحيوان

- ‌مِن عدل الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن كرم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحياء عند الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌من آداب الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مِن مِزاح الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الشعر الذي تمثل به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌حسان يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌لباس الرجل المسلم

- ‌لباس المرأة المسلمة

- ‌لبس الذهب والخاتم

- ‌الزينة في اللباس

- ‌الزينة للصلاة والناس

- ‌النظافة من الإيمان

- ‌من آداب السلام

- ‌المصافحة لا التقبيل

- ‌لا أصافح النساء

- ‌آداب العطاس والتثاؤب

- ‌غَيِّروا الشيب، واجتنبوا السواد

- ‌واجبنا نحو الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌التحلِّى بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌حسان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌مكارم أخلاق صلى الله عليه وسلم

- ‌(6)حُكم الدخان والتدخين على ضوء الطبّ وَالدين

- ‌الإهداء

- ‌فوائد السواك

- ‌سبب نشر الرسالة

- ‌أطفئ سيجارتك فوراً

- ‌ضرر الدخان الصحي

- ‌قصة مدخن

- ‌ضرر الدخان الاجتماعي

- ‌مغزى الحديث

- ‌ضرر الدخان المادي

- ‌ضرر الدخان الأخلاقي

- ‌هل الدخان حرام

- ‌حكم الفقهاء على الدخان

- ‌تحريم العلماء للتدخين

- ‌رَد شُبَه المدخنين

- ‌الغضب وعِلاجُه عند المدخنين

- ‌دعاء لدفع الحزن

- ‌علاج جديد للتدخين

- ‌هجاء الدخان

- ‌أضرار التدخين وحكمه

- ‌معايب الدخان

- ‌يا شارب التنباك

- ‌نصيحتي لك أيها المدخن

الفصل: ‌اعتقادات باطلة تؤدي إلى الكفر

الحذر، فقد حدثني مفتي هذا البلد أن الحكومة استدعته في نصف الليل إلى مكان قبر الولي المراد إِزالته فذهب إِلى المكان، فوجد أن الجنود أحاطوا بالمكان، ثم جاءت الآلة والحفارة فأزالت القبر، ونظر المفتي إِلى داخل القبر، فلم يجد شيئًا، فعلم أن هذا كذب وافتراء.

ثانيًا: سمعت من مدرس في الحرم هذه القصة: التقى رجل فقير بآخر مثله، وشكى كل واحد الفقر، ونظر إِلى قبر الولي فوجداه مليئاً بالمال، فقال أحدهم: تعال نحضر قبراً ونضع فيه ولياً فتأتينا الأموال فوافقه زميله على ذلك ومشيا في الطريق، فوجدا حمارًا ينهق، فذبحاه ووضعاه في حفرة، وبنيا عليه قبراً وقبة، وبدأ كل واحد منهما يتمرغ في القبر للتبرك به، فمر الناس عليهما فسألوهما، فقالا: هذا قبر الولي (حبيش بن طبيش) له من الكرامات ما يفوق الوصف، فاغتر بهذا الكلام الناس، وبدؤوا يضعون الأموال عند قبره من النذور والصدقات وغيرها، حتى اجتمع لديهما المال الكثير، وجلس الرجلان الفقيران يقتسمان المال، واختلفا في القسمة، وتصايحا واجتمع عليهما الناس، فقال أحدهم: أحلف لك بهذا الولي أنني لم آخذ منك! فقال له زميله: تحلف بهذا الولي وأنا وأنت تعرف أن في القبر حماراً دفناه سوية، فعجب الناس منهما وندموا على النذور التي قدموها، واستردوها منهما بعد أن

لاموهما ووبخوهما.

‌اعتقادات باطلة تؤدي إلى الكفر

1 -

القول بأن الله خلق الدنيا لأجل محمد صلى الله عليه وسلم ويستندون إِلى حديث قدسي مكذوب وهو: (ولولاك ما خُلقت الدنيا). [قال ابن الجوزي حديث موضوع]

وقد كذب البوصيري حين قال:

وكيف تدعو إِلى الدنيا ضرورة مَن

لولاه لم تُخلَق الدنيا من العدم

ص: 150

لأن هذا الاعتقاد يخالف قول الله تعالى:

{وما خلقتُ الجن والإِنس إِلا ليعبدون} [الذاريات: 56]

حتى إِن محمدًا صلى الله عليه وسلم خلقه الله لعبادته، حيث قال ربه:{واعبُدْ رَبك حتى يأتيك اليقين} . [الحجر: 99]

والرسل جميعًا خلقهم الله للدعوة إِلى عبادته: {ولقد بعثنا في كل أُمَّة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} . (الطاغوت: كل ما عبد من دون الله برضاه)

فكيف يسوغ لمسلم أن يعتقد شيئًا يخالف القرآن الكريم، وهدي سيد المرسلين؟!!

2 -

القول بأن الله خلق نور النبي صلى الله عليه وسلم أولًا، ومن نوره خُلِقت الأشياء. وهذا اعتقاد باطل لا دليل عليه، والعجيب أن يقول مثل هذا الكلام رجل عالم مصري مشهور هو الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه:(أنت تسأل والإِسلام يجيب) حيث ذكر فيه تحت عنوان: (النور المحمدي وبداية الخليقة):

س: ورد في الحديث: أن جابر بن عبد الله سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أوَّلُ ما خلق الله؟ فقال: "نور نبيك يا جابر" فكيف يتفق هذا الحديث مع أن أول المخلوقين آدم وهو من طين؟.

جـ: من الكمال المطلق ومن الطبيعي أن يكون البدء بخلق الأعلى، ثم نأخذ منه الأدنى، وليس من المعقول أن تُخلق المادة الطينية أولا، ثم يُخلق منها محمد، لأن أعلى شيء في الإِنسان الرسل، وأعلى شيء في الرسل محمد بن عبد الله، إِذن لا يصح أن تخلق المادة، ثم يُخلق منها محمد. لابُد أن يكون النور المحمدي هو الذي وُجِد أولًا .. ومن النور المحمدي نشأت الأشياء .. ويكون حديث جابر صادقًا.

وها هو العلم يؤكد تلك المعاني. فالنور هو البداية، ثم عملت منه الماديات ..

ص: 151

(ص 38) انتهى.

أولًا: إِن كلام الشعراوي يخالف النقل وهو قول الله -تعالى- عن خلق آدم عليه السلام أول البشر: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ} [ص: 71]

وقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ

} [غافر: 67]

قال ابن جرير الطبري (خلق أباكم آدم من تراب، ثم خلقكم من نطفة)[ج 24/ 82]

وكلام الشعراوي لِخالف الحديث وهو قول صلى الله عليه وسلم: "كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب". [رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع 4444]

ثانيًا: إن الشعراوي يقول: (ومن الطبيعي أن يكون البدء بخلق الأعلى، ثم نأخذ منه الأدنى) وقد رَدَّ القرآن هذه الفلسفة حين امتنع إِبليس عن السجود لآدم {قال أنا خير منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طينٍ} . [ص 76]

قال ابن كثير: (ادعى أنه خير من آدم فإِنه مخلوق من نار، وآدم خُلق من طين، والنار خير من الطين في زعمه)[4/ 43]

وقال ابن جرير الطبري: (قال إِبليس لربه: لم أسجد لآدم لأني أشرف منه!! لأنك خلقتني من نار، وخلقتَ آدم من طين، والنار تأكل الطين وتحرقه فالنار خير منه، وأنا خير منه) انتهى.

والمعقول أن تُخلق المادة الطينية أولًا، ثم يخلق منها محمد صلى الله عليه وسلم بعدها، وأن المادة خُلِقت أولًا وهي الطين الذي خُلق منه آدم، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو من نسل آدم وولده كما أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك حين قال: "أنا سيد ولد آدم

" [رواه مسلم]

ثالثًا: يقول الشعراوى:

(لابد أن يكون النور المحمدى هو الذى وُجد أولًا)!

هذا الكلام لا دليل عليه، بل ثبت في القرآن أن أول البشر آدم كما تقدم، ومن

ص: 152

المخلوقات بعد العرش القلم حيث قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما خلق الله القلم"[رواه الترمذى وصححه الألباني]

والنور المحمدي ليس له وجود في النقل والعقل: فالقرآن يأمر رسوله أن يقول للناس: {قل إِنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ

} [الكهف: 110]

وقال صلى الله عليه وسلم: {إِنما أنا بشر مثلكم

} [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم 2337]

والمعروف أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خُلق من أبوين هما: عبد الله وآمنة بنت وهب. ووُلد كما يولد البشر، ورباه جده، ثم عمه أبو طالب.

فقد ثبت أن أول الخلوقات من البشر آدم عليه السلام ومن الأشياء القلم، وبهذا يكون ردًا صريحًا على من يقول إِن محمدًا هو أول خلق الله، لأنه يعارض القرآن والحديث الصحيح السابق، لكن ورد حديث يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم مكتوب عند الله خاتم النبيين قبل آدم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:"إني عند الله مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لَمُنجَدِلٌ في طينته"(لَمنجَدلُ: لَمُلقى على الأرض)[صححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني]

فالحديث يقول: (مكتوب) ولم يقل: (مخلوق)

ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: "كنت نبيًا وآدم بين الروح والجسد"

[رواه أحمد في السنة وصححه الألباني]

وأما حديث: "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث .. "[فضعفه ابن كثير والمناوي والألباني]

وهو يخالف القرآن والأحاديث الصحيحة السابقة، ويخالف المعقول والمحسوس لأنه لم يولد قبل آدم أحد من البشر.

رابعًا: يقوك الشعراوي: (ومن النور المحمدي خلقت الأشياء) والأشياء

ص: 153

تشمل: آدم والشيطان والإِنس والجن والحيوانات والحشرات والجراثيم وغيرها، وهذا مخالف لما جاء في القرآن الكريم، فآدم خلق من طين، والشيطان خلق من نار، والإِنسان من نطفة .. وكلام الشعراوي مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم:"خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصف لكم". [رواه مسلم]

ويخالف المعقول والمحسوس والواقع، لأن الإِنسان والحيوان خُلقا عن طريق التناسل والتوالد، وإذا كانت الجراثيم الضارة والحشرات المؤذية هي أشياء خلقت من نور محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا نقتلها، بل أُمرنا بقتلها كالحية والثعبان والذباب والبعوض والوَزغ لضررها.

خامسًا: يقول الشعراوي: ويكون حديث جابر صادقًا وهو: "أول ما خلق الله نور نببيك يا جابر"

هذا الحديث مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم وليس صادقًا كما يقول الشعراوي، لأنه يخالف القرآن الكريم الذى ينص على أن أول البشر آدم، ومن الأشياء القلم، ومحمد صلى الله عليه وسلم من ولد آدم لم يخلق من النور، بل هو بشر مثلنا بنص القرآن خصه الله بالوحي والنبوة، والناس لم يروه نورًا، بل رأوه إِنسانًا.

والحديث الذي صدقه الشعراوي هو عند أهل الحديث مكذوب وموضوع وباطل.

3 -

إن من الاعتقادات الباطلة القول بأن الله خلق الأشياء من نوره، قاله بعض الصوفية، وصرح به الشعراوي في كتابه:(أنت تسأل والإسلام يجيب) فقال: (فإِذا عرفنا بأن الله خلق الأشياء من نوره فهذا صحيح .. ثم قال: فعندما يكون الحق سبحانه وتعالى خلق الأشياء من نوره. فمعنى هذا أن شعاع نوره خلقت منه الماديات ص 40)

أقول هذا الكلام لا دليل عليه من الكتاب والسنة والعقل، وقد تقدم أن الله خلق آدم من طين، وخلق الشيطان من نار، وخلق البشر من نطفة. وهذا يرد كلام

ص: 154