الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرك الأصغر وأنواعه
كل وسيلة يمكن أن تؤدي إِلى الشرك الأكبر، ولم تبلغ رتبة العبادة، ولا يخرج فاعله من الإِسلام، ولكنه من الكبائر:
1 -
الرياء اليسير: والتصنُّع للمخلوق، كالمسلم الذي يعمل لله، ويُصلي لله
ولكنه يحسن صلاته وعمله لِيمدَحَه الناس، قال تعالى: {فمَن كان يرجوا لِقاء
رَبه فليعْملْ عملاً صالحًا ولا يُشْرِك بعبادة ربه أحدًا}. [الكهف: 110]
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ ". [صحيح رواه أحمد]
2 -
الحلف بغير الله لقوله صلى الله عليه وسلم: "مَن حَلفَ بغير الله فقد أشرك"[صحيح رواه أحمد]
وقد يكون الحلف بغير الله من الشرك الأكبر، وذلك إِذا اعتقد الحالف أن الولي له تصرفات يضره إِذا حلف به كاذبًا.
3 -
الشرك الخفِي: وفسره ابن عباس بقول الرجل لصاحبه: (ما شاء الله وشئت ........)
ومثله: لولا الله وفلان، ويجوز أن نقول:(لولا الله ثم فلان)
قال صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا ما شاء الله، وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله، ثم شاء فلان"[صحيح رواه أحمد وغيره]
مِن مظاهر الشرك
إِن مظاهر الشرك المنتشرة في العالم الإِسلامي هي السبب الرئيسي في مصائب المسلمين، وما يلاقونه من الفتن والزلازل والحروب، وغيرها من أنواع العذاب الذي
صبَّه الله على المسلمين، بسبب إِعراضهم عن التوحيد، وظهور الشرك في عقيدتهم وسلوكهم، والدليل على ذلك ما نراه في أكثر بلاد المسلمين من مظاهر الشرك المتنوعة التي حسبها الكثير من المسلمين أنها من الإِسلام، ولذلك لم ينكروها، علمًا بأن الإِسلام جاء ليحطم مظاهر الشرك، أو المظاهر التي تؤدي إِليه، وأهم هذه المظاهر:
1 -
دعاء غير الله: ويظهر ذلك في الأناشيد والقصائد التي تقال بمناسبة الإحتفال بالمولد أو بذكرى تاريخية، فقد سمعتهم ينشدون:
يا إِمام الرسل يا سنَدي
…
أنتَ بابُ الله ومُعتمدي
وفي دنياي وآخرتي
…
يا رسول الله خُذ بيدي
ما يُبدِلُني عسر يُسرا
…
إِلَّاكَ يا تاج الحضره
ولو سمع الرسول مثل هذا لتبرأ منه، إِذ لا يبدل العسر باليسر إِلا الله وحده،
ومثلها قصائد الشعر التي تكتب في الجرائد والمجلات والكتب، وفيها طلب المدد والعون والنصر من الرسول والأولياء والصالحين العاجزين عن تحقيقها ..
2 -
دفن الأولياء والصالحين في المساجد: فترى في أكثر بلاد المسلمين القبور في بعض المساجد، وقد بُنيت عليها القباب، وبعض الناس يسألونها من دون الله، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله:"لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". [متفق عليه]
فإِذا كان دفن الأنبياء في المساجد ليس مشروعًا، فكيف يجوز دفن المشايخ
والعلماء؟ عِلمًا بأن هذا المدفون قد يُدعى مِن دون الله، فيكون سببًا لحصول الشرك، والإسلام يُحرم الشرك، ويُحرم وسائله المؤدية إِليه.
3 -
النذر للأولياء: بعض الناس ينذرون ذبيحة أو مالًا أو غير ذلك للولي الفلاني، وهذا النذر شرك يجب عدم تنفيذه، لأن النذر عبادة وهي لله وحده. قالت امرأة
عمران: {رب إني نذرتُ لكَ ما في بطني مُحرَّرًا} . [آل عمران:35]
4 -
الذبح عند قبور الأنبياء والأولياء: ولو كانَتِ النية أن الذبيحة لله، فهو من عمل المشركين الذين كانو يذبحون عند تماثيل أصنامهم الممثلَة لأوليائهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"لعن الله مَن ذبح لغير الله". [رواه مسلم]
5 -
الطواف حول قبور الأنبياء والأولياء: كالجيلاني والرفاعي والبدوي والحسين وغيرهم، لأن الطواف عبادة لا يجوز إِلا حول الكعبة لقوله تعالى:{ولْيطَّوَّفُوا بالبيتِ العتيقِ} [الحج: 29]
6 -
الصلاة إلى القبور: وهي غير جائزة لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تجلسوا على القبور، ولا تُصَلُّوا إليها". [رواه مسلم]
7 -
شد الرحال إلى القبور: للتبرك بها، أو للصلاة عندها لا يجوز، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا تُشَدُّ الرِحال إلَّا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى"[متفق عليه]
وإذا أردنا الذهاب إِلى المدينة المنورة فنقول: ذهبنا لزيارة المسجد النبوي ثم
السلام على صاحبه صلى الله عليه وسلم.
8 -
الحكم بغير ما أنزل الله: كالحكم بالقوانين الوضعية المخالفة للقرآن الكريم، والسنة الصحيحة إِذا اعتقد جواز العمل بتلك القوانين، ومثلها الفتاوى التي تصدر عن بعض المشايخ، وهي تتعارض مع النصوص الإِسلامية، كتحليل الربا (1) الذي أعلن الله الحرب على فاعله.
9 -
طاعة الحكام، أو العلماء والمشايخ: في أمر يخالف نص القرآن أو السنة الثابتة، وهذا يُسمى شرك الطاعة (2)، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"[صحيح رواه أحمد]
(1) متعمدًا غير متأول.
(2)
إذا اعتقد المطيع جواز طاعتهم في المعصية.