الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما الكافر فيعيش لإرضاء ملذاته القريبة، غافلاً عن النهاية التي تنتظره في آخر الطريق، فهو كالبهيمة، قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ} [محمد: 12]
س 5 - هل يجوز شد الرحال إلى القبور؟
ج - لا يجوز شد الرحال إِلى القبور، ولا سيما للتبرك بها أو لطلب الدعاء منها، ولو كان القبر لرسول هو لولي. قال الله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تُشَدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجدِ الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"[متفق عليه]
وعملاً بهذا الحديث فإِن الذهاب إِلى المدينة يكون بنية زيارة المسجد النبوي لا زيارة القبر، لأن الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره بألف صلاة، وعند دخول المسجد تسَلم على الرسول صلى الله عليه وسلم.
الدعوة إلى الله وواجب العرب
س 1 - ما حكم الدعوة إلى الله والعمل للإسلام؟
ج 1 - هي وظيفة كل مسلم أورثه الله الكتاب والسنة من نبيه صلى الله عليه وسلم، وكل مسلم يشمله عموم الأمر بالدعوة إِدى الله ودوازمها من قول الله تعالى:{ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125]
وقوله تعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} [الحج: 78]
فكل مسلم عليه أن يشارك في الجهاد بجميع أنواعه بحيث لا يترك من المستطاع منه شيئاً، ولا سيما في الأزمنة التي أصبح المسلمون بحاجة إِلى العمل للإِسلام، والدعوة إِلى الله، والجهاد في سبيله؛ فإِن ذلك أصبح متحتماً في عنق كل مسلم فيعتبر
عاصياً مفرطاً في جنب الله إِن قصَّر في ذلك أو تخلَّى عنه. [من كتاب الأجوبة المفيدة للدوسري]
س 2 - هل يكتفي الإنسان بإصلاح نفسه؟
ج 2 - لا بُدَّ في إِصلاح النفس أولاً، ثم البدء بإِصلاح غيره عملاً يقول الله - تعالى:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]
وقال صلى الله عليه وسلم "مَن رأى منكم منكراً فلْيُغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"[رواه مسلم]
س3 - ما هو واجب الأُمة العربية؟
ج 3 - الأمة العربية هي التي حملت رسالة الإسلام، فالقرآن نزل بلغتها، وهي خير أُمة أُخرِجت للناس إِذا طبقت الإسلام، ومن واجب العرب جميعاً:
(1)
أن يتمسكوا بالإِسلام عقيدة وعبادة وتشريعاً وحكماً، ويدعوا غيرهم من
الأُمم.
(2)
أن لا تنحاز إِلى العلمانية اللادينية أو الرأسمالية الظالمة أو الإشتراكية
الماركسية أو الشيوعية الملحدة أو الماسونية اليهودية أو غيرها من المبادئ الهدامة الخالفة للإسلام، أو تطبيق شيئاً من الأفكار الدخيلة بحجة ما، أو تجعل الوطن والمادة هما الغاية في كل شيء والدين (صفر على الشمال) لأنها إِن ربحت على سبيل الفرض أقلية في جوف بلادها فهو أولاً تحصيل حاصل، وثانياً هو خسارة عظيمة لقاء طرحها رسالات ربها وتخلِّيها عن قيادة الأمم وهداية أهل الأرض، كما تخسر أيضاً مودة جميع المسلمين وارتباطهم الروحي بها في المشارق والمغارب، وتجعل الدول هذا حجة على المسلمين الذين يتعلقون بالعرب النابذين لدينهم والمعرضين عن قضاياهم فيخسرون المكانة الروحية التي احتلوها بسبب الدين بين جميع الأمم الإِسلامية كما يخسرون التضامن الروحي ويفقدون مئات الملايين ثم لا يربحون من الأقلية التي يزعمونها كما يربحونها لو
طبقوا الإسلام [المصدر السابق]
س 4 - ما هو السَيرُ المجدي في الحياة؟
ج 4 - هو السير على الصراط المستقيم الذي أوجبه الله وسار عليه الرسول وأصحابه وأن نتبنى الإسلام تبنياً صادقاً صحيحاً بروحه وتعاليمه، ونكون به مثالاً يحتذى، ولا نوالي مَن حَاد عنه بحجة عصبية، أو وطنية أو هدف مادي مما قذفت به علينا الثقافة الاستعمارية، وأن لا نخرج عن تعاليم الإسلام قيد شعرة، ونوالي في الله ونعادي فيه، لا نوالي أحداً أو نعاديه لغاية أُخرى على حساب الإسلام، بل نقف مع إِخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وقفة المناصر المدافع كالبنيان المرصوص ونعادي من يمتهنهم أو يؤذيهم أو يضيق عليهم سبل المعايش، فتتعالى عليه صيحاتنا حتى نكشفه ونخزيه. ونعمل بجد وإخلاص على سد ثغور الشقاق بتخليص الدين من شوائب البدع والطرق التي أُنشئت ونشأت لأغراض سياسية، ولا ننخدع بطلب الوحدة أو رجائها في غير الدين، فإِن ما يزعمه تلاميذ الإِفرنج الخارجون عن حكم الله إلى غيره من مقاومة الإنتهازية والرجعية إِفك صراح، وزعم خيالي، لا يمكن تحقيقه، لأن خطتهم هي الجالبة للإنتهازية المشبعة بها، وهي عين الرجعية التي رجعوا بها إِلى الوثنية المادية بألوان جديدة، وأعادوا بها كل خلق ذميم، ولا يمكن زوال الانتهازية وقتل الأنانية إِلا بتحقيق الدين الحنيف:{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة: 138]
تالله إِنه لا يليق بالشعوب الإِسلامية والعرب خاصة أن تتبنى هذه الأفكار الغربية التي اضطرت إِليها شعوب (أوربا) المادية فهي لا تليق بكرامة المسلمين ولا تتفق مع رسالتهم التي أوجب الله عليهم حملها، بل تنزل بهم من مقام الأساتذة الربانيين في الأرض المتكيفين بهدي الله والمسيِّرين للدنيا بجميع نظمها على ضوئه إِلى مقام التلاميذ الضعفاء الصعاليك المتلقفين لما عندهم بدون إِحساس، وهي أيضاً إِذابة لشخصيتهم بين الأمم وإعدام لميزتها التي ميز الله بها، حيث تندمج بتلك الأفكار ضمن